تقدم لها قرضاً بأكثر من 2.4 مليار دولار..
الصين تُنقذ باكستان من محنتها
الصين تقدم أكثر من 2.4 مليار دولار قرضاً لإسلام أباد لمدة عامين، ووزير المالية الباكستاني يقول إن بلاده ستسدد الآن مدفوعات الفائدة فقط في كلا العامين. وقال وزير المالية الباكستاني إسحاق دار، الخميس، إنّ الصين قدّمت قرضاً بقيمة 2.4 مليار دولار لبلاده لمدة عامين، في خطوة تهدف إلى مساعدة البلاد على التغلب على واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية.
وكان التمديد الأخير في استحقاقات القروض من قبل بكين بمثابة دفعة لاحتياطيات النقد الأجنبي الباكستانية الهشة، والتي لا تزال كافية فقط لدفع فاتورة الاستيراد لمدة شهرين.
مساعدة باكستان
وفي منشور على منصة X، المعروف سابقاً باسم Twitter، قال إسحاق دار إنّ بنك "EXIM" الصيني مدّد لمدة عامين "المبالغ الرئيسية" للقرض البالغ 2.4 مليار دولار، والذي كان من المقرّر أن تسدده إسلام أباد في عامي 2024 و2025. ومع ذلك، قال إنّ باكستان ستسدد الآن مدفوعات الفائدة فقط في كلا العامين.
وتعد الصين صديقة لباكستان منذ فترة طويلة وقد لعبت دوراً رئيسياً في مساعدة باكستان على تجنب التخلف عن السداد هذا العام، على الرغم من وجود مخاوف في البلاد بشأن كيفية سداد إسلام أباد للقروض الصينية المتزايدة.
فخ ديون
وذكرت مجلة "The Diplomat" الأميركية أنّ بعض المحللين في باكستان يصفون هذا بأنّه فخ ديون، رغم أن الحكومة تقول إنّه لا صحة لهذه الافتراضات. ويأتي التطور الأخير بعد أسبوعين من إيداع صندوق النقد الدولي الدفعة الأولى التي طال انتظارها وقيمتها 1.2 مليار دولار في البنك المركزي الباكستاني بموجب خطة إنقاذ لمساعدة باكستان على تجنب التخلف عن السداد. وعزّز احتياطيات النقد الأجنبي لباكستان، التي تقلصت إلى 4 مليارات دولار في الآونة الأخيرة، مما أثار مخاوف من التخلف عن السداد. وقفز احتياطي النقد الأجنبي لباكستان إلى 14 مليار دولار الأسبوع الماضي. وكانت قروض صندوق النقد الدولي معلقة منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت بسبب عدم الامتثال لشروط خطة الإنقاذ السابقة البالغة 6 مليارات دولار من قبل باكستان. وأجبرت باكستان على طلب المساعدة المالية من دول صديقة مثل الصين والسعودية والإمارات.
الممر الاقتصادي
وقالت باكستان: إنّ الصين منحتها قروضاً بقيمة 5 مليارات دولار في الأشهر الأخيرة لتجنب التخلف عن السداد.
وتمول بكين ما يسمى بالممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وهي حزمة مترامية الأطراف تشمل العديد من المشاريع الضخمة مثل بناء الطرق ومحطات الطاقة والزراعة.
وتتمتع الصين وباكستان بعلاقات وثيقة، وقد أقامت الدولتان شراكة تعاون استراتيجية . كما تعد الصين أكبر شريك تجاري لباكستان على مدى السنوات القليلة الماضية. وكانت إسلام أباد أيضاً من بين أول المنضمين إلى مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، من أجل تحسين الطرق والسكك الحديدية والممرات البحرية بين الصين وسائر دول العالم.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الأربعاء المنصرم: إنّ باكستان لم تعد تواجه مخاطر التخلف عن السداد.
ومنذ وصوله إلى السلطة في نيسان/أبريل 2022، ألقى شريف باللوم على الفساد المزعوم في عهد رئيس الوزراء السابق عمران خان في التباطؤ الاقتصادي في باكستان. ومن المرجح أن يتنحى شريف شهر آب/أغسطس المقبل عندما ينتهي البرلمان الحالي من ولايته البالغة 5 سنوات، مما يمهد الطريق لانتخابات برلمانية جديدة، والتي ستجرى تحت إشراف حكومة انتقالية سيتم تشكيلها الشهر المقبل عند حل مجلس الأمة.