لا يختصر كل شيء بالمال فقط
رواية مدير شركة معرفية تقدم التقنية للحياة
مرتضي اسدزاده
أجرى الحوار
دع ابنتك تتقبل الموضوع بنفسها
ثقافيًا، موقف الناس في مجتمعنا تجاه المعاقين ومبتوري الأطراف خاطئ. عندما يتم بتر عضو من شخص، فإن رد فعل الناس من حوله وتعاطفهم المدمر يدمر حتى القليل من الأمل المتبقي للشخص. لأن زوجتي من شيراز، لذلك عادة كنا نذهب إلى هناك لقضاء عطلة أعياد نوروز. وعندما كنا في شيراز هذا العام، أحضر شخص من احدى مدن محافظة بوشهر ابنته لعمل قالب ليدها. لقد رتبوا معي الأمر عبر الهاتف؛ ولأن المسافة إلى تبريز طويلة جداً، قلت إنه عندما آتي إلى شيراز، تعالوا أنتم أيضاً لشيراز لعمل القالب. كانت الفتاة تدرس في الصف الخامس.
كان للوالد مطعم للوجبات المنزلية السريعة، وعلقت يد ابنته في مفرمة اللحم وانقطعت من الرسغ. ولهذا السبب كانوا يشعرون بالذنب لما حصل. الى جانب ذلك كانوا يعيشون في مدينة صغيرة ولم يشفع ما كان يقوله الناس لهم. عرفت كل هذا من خلال كلام الأم، ثم تحدثت مع الفتاة فلم تقل الكثير، وكأنها لم تكن ترغب في الحضور، ولم أكن قد أكملت نصف القالب، فبدأت بالتحجج بأنها جائعة، أو أن معدتها تؤلمها، أو أنها تشعر بالملل .... وهكذا.
لذا، تفهمت ما يجري لها، فتوقفت عن عمل القالب و قلت لأمها، أنتم تأذون البنت هكذا. دعيها تتعامل مع الأمر بنفسها وتجد نفسها. فإبنتك لا تحتاج للشفقة بل تحتاج للقليل من الأمل في حياتها. قالت الوالدة: أنت على حق، فمدينتنا صغيرة والجميع يلوموننا على الحادث، على هذا الأساس نشعر بتأنيب الضمير فنحاول أن نعوض عن خطأنا.
قلت لها إنكم تجعلون الأمر أسوأ. لقد حدث ما حدث، لا تهتموا بما يقوله الآخرين واتركوا ابنتكم تتعامل مع هذه المشكلة بمفردها. بالنسبة لي لا يهم. يمكنني عمل قالب ليدها وعمل طرف اصطناعي لها؛ لكن هذا الطرف الاصطناعي ليس سوى ضيف قصير على يد ابنتك لمدة يومين. ثم ترميه في زاوية الغرفة. دعي ابنتك تتعامل مع هذه القضية. في ذلك اليوم ستصر بنفسها للحصول على طرف اصطناعي.
وأنا حينها سأكون في خدمتكم. عندما فتحت قالب يد الفتاة، بدا الأمر كما لو أن طائرًا قد مدّ جناحيه وطار من القفص. شكرتنى والدتها كثيرا وأخذت ابنتها معها.