عروض مسرحية تتطرق إلى الملحمة الحسينية بمشاعر جيّاشة
مسرحيات مفعمة بالشعور الحسيني لنشر الثقافة العاشورائية
الوفاق/ حلّ بنا شهر محرم الحرام الذي استشهد فيه الإمام الحسين (ع) وأبنائه وأصحابه الأوفياء، وعلى أعتاب عاشوراء نشهد إزدياد المسرحيات التي تتطرق إلى نهضة الامام الحسين (ع) في مختلف البلدان الإسلامية، والتي تواجه إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور ومحبي هذا الفن، فالمسرحيات التي يتم عرضها إما في إطار المسرحيات التلفزيونية أو مسرح الشوارع أو على خشبة المسرح، فنتطرق في مقال اليوم إلى بعضها.
مسرحية "ملحمة الامام الحسين (ع)"
مجموعة مسرحية "ملحمة الامام الحسين (ع)" التلفزيونية رواية أبطال واقعة الطف الأليمة، التي يتم بثها هذه الأيام من التلفزيون الإيراني على قناة آي فيلم، وباللغتين الفارسية والعربية.
مجموعة "ملحمة الامام الحسين (ع)" من إخراج "السيدة فرناز أميني" وإنتاج "محمدرضا عمادين" و"السيدة فرناز أميني" وقد تم إنتاجها في 13 حلقة تستغرق كل حلقة منها 40 دقيقة.
وتختص كل حلقة من حلقات المسرحية التلفزيونية بأحد أصحاب الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف من بداية النهضة الحسينية حتى نهاية يزيد بن معاوية.
وتروي المسرحية أحداث واقعة الطف الأليمة وتفتح زاوية جديدة لدى الجمهور وذلك من خلال توظيف فنانين مسرحيين شباب في البلاد، وبطريقة ما تروى حادثة عاشوراء من لسان اصحاب الإمام الحسين (ع).
وقد تم عرضه من التلفزيون منذ يوم الخميس الماضي 20 يوليو/تموز، ويتطرق في كل حلقة إلى أحد أبطال نهضة الإمام الحسين (ع) من بداية حركته حتى استشهاده.
إنتاج مسرح تليفزيوني في محرم فكرة جيدة جداً إجتذبت الجمهور، بما أن مشاهدة المسرح التلفزيوني يمنح الجمهور الشعور بالعروض المسرحية في الشوارع للجمهور، كما أن استخدام الممثلين المحترفين أعطى تعليقات إيجابية حول هذا العرض المسرحي التلفزيوني.
مسرحية "طريق الشمس"
مسرحية "طريق الشمس" يتم عرضها هذه الأيام في لبنان، و كشافة الامام المهدي مفوضية جبل عامل الثانية أطلقت هذا العمل الفني العاشورائي المسرحي.
والعرضُ أقيم برعاية وحضور المستشار الثقافي الإيراني السيد كميل باقر زاده، وبحضور رئيس الجمعية الشيخ نزيه فيَّاض ومفوّض المنطقة الثانية أشرف حرب، وحضور حاشد لشخصياتٍ فنّية وتربوية وبلدية وكشفية وفعاليات من مختلف الجهات والمؤسسات.
العرض سبقهُ كلمة لمفوّض الفنون في الجمعية علي خليل، وكلمة للسيد كميل باقر زادة باركا فيها العمل الذي سلّط الضوء على العديد من الوقائع العاشورائية الحسينية المهدوية بالفنّ.
مسرحية "طريق الشمس" تربط بين حسين كربلاء الأمس وأصحابه في هذا الزمان، تعرض طيلة الأيام العاشورائية على مسرح قاعة جمعية التجّار النبطية.
وقال السيد باقرزادة في كلمته بالعرض الخاص لهذه المسرحية: يقول سماحة الإمام الخامنئي: "ما تتوقعه الثورة الإسلامية وتنتظره من الفنان ليس بالأمر المبالغ فيه، بل هو مبني على أساس علم جمال الفن، فالفن هو ذلك الشيء الذي يدرك الجمال، والجمال ليس بالضرورة أن يكون وروداً وعصافير، بل قد يكون أحياناً مشهد تحمّل ومقاومة واصطبار شخص أدخل في النار، قد يكون هذا أجمل بكثير من مشهد الورود والعصافير، فعلى الفنان أن يرى هذا الجمال ويدركه أولاً، وأن يظهره ويبينه بلغة الفن ثانياً".
واجب الفنانين الثوريين، إدراك الجمال الحقيقي وإبرازه وتظهيره وترويجه وتبيينه، لمواجهة التزييف والتشويه والتحريف. نعم، هذا هو الفن الجهادي وهذا هو جهاد التبيين، وما نشاهده اليوم على خشبة هذا المسرح هو نموذج راق من هذا الفن الجهادي.
"طريق الشمس" عمل مسرحي عاشورائي يسلّط الضوء على بعض التفاصيل الجميلة المخفية عن أعيننا في قصة كربلاء المقدسة، المدرسة الإلهية تفتح آفاقاً واسعة أمام الإنسان وترفعه من مستوى الماديات لكي يرى أجمل الحقائق في العالم. من أهم أدوار الفن، إبراز الجمال وتظهيره، وهو من القضايا المشتركة في فلسفات الجمال أو علم الجمال أو الجماليات، ومن الأمور المؤكدة والمتفق عليها لدى جميع المدارس الفنية.
يحاول الفنان أن يكتشف الجمال المستور والمخفي في ثنايا الأشياء، والفنان القدير هو ذلك الغوّأص الماهر الذي يغامر ويغوص في مياه الحقائق والأمواج المتدفقة لكي يستخرج لؤلؤة الجمال المكنونة في أعماق البحار المئلمة ، وبالتالي عندما يعرض هذه الؤلؤة على الآخرين فهم يشعرون باللذة والإنبهار والإعجاب.
مسرحية "ليلة ضياع الشمر"
مسرحية "ليلة ضياع الشمر" أيضاً من المسرحيات التي تطرق إلى نهضة الإمام الحسين (ع) من قبل العتبة الحسينية في كربلاء المقدسة وهي من تأليف عدي المختار، وإخراج وسام عبد السلام، وسينوغرافيا الفنان علي المطيري، وقصة المسرحية تدور حول الشخصية السيئة اللعينة في واقعة عاشوراء وهو "الشمر" اللعين.
فيقول "علي حسين الخباز": الكاتب عدي المختار في مسرحية ليلة ضياع الشمر سعى لإستخدام العديد من الأساليب التي تظهر قدرته الإبداعية مثل استخدامه للزمن المفتوح، والزمن في الدراما المسرحية يرتبط بمؤهلات الحراك النصي الذي اختاره خروجاً من أسر الحدود الزمكانية وهذا ايمان بأن زمنية الطف كواقعة غير محددة بزمن، فهي ما زالت قائمة وعناصرها ممتدة كأطياف تابعة لرموز الحدث الأساسي والزمان من المحاور الأساسية في النص المسرحي، وعدم تحديده يعني اظهار الأبعاد الجمالية والإيحائية لبلورة الدلالات.
ومن مميزات الزمن النص المفتوح، لتجاوزه على القولبة الجاهزة في نمطية المسرحة، فتتوهج شعرية النص المسرحي عبر مساحات التخيّل والتكثيف والإنزياحات المكتنزة بدلالات الزمان، ولذلك نجده ارتكز في مسرحيته على التضاد "الدلول × الشمر" والمعادلة الصوت الحسيني وحز الرؤوس، كفعل مسرحي لا يعني قص الرؤوس الفصل عن الأجساد بل حز الفكر عن الفعل الحياتي، وهذا سيظهر الخطأ الذي سقط فيه الشمريون عندما ظنوا أن حز الرؤوس سيميت الفكر.
واقعة الطف والمسرح الحسيني
وأخيراً يمكننا القول أن واقعة "الطف" وما شهدتها من احداث تم تجسيدها فيما بعد بمشاهد حقيقية وعفوية ومؤثرة حدثت على ارض كربلاء المقدسة، وكان هذا التجسيد هو البداية الحقيقية للمسرح الحسيني في العراق، واخذت هذه الطقوس تتطور شيئاً فشيئاً بمرور السنين والاعوام بفعل التطورات الإجتماعية وحب نهضة الامام الحسين (ع) ومعها تطورت هذه الطقوس عند اقامة الشعائر الحسينية في كل عام ولا سيما في الأيام العشرة الاولى منها، وهذا ما نشهده في إقامة مهرجانات عاشورائية والمسرحيات التي يتم عرضها في مختلف البلدان الإسلامية.