الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • خوزستان
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وتسعون - ٢٤ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وتسعون - ٢٤ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

فيما يعيشون تحديات جمّة في ظل الفاشية الجديدة ..

روما تتمادى في إضطهاد المسلمين

تعيش أوروبا حالياً تحت تأثير تصاعد اليمين المتطرف ونموّ القوى المعادية للإسلام، وتلك التطورات قد أدت إلى تشكيل تحالف دولي معادٍ للمسلمين، و في قلب هذا الانتشار المقلق يقف اسم جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية ومؤسِّسة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني
المتطرف.
 الفاشية الجديدة
تولت جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية ومؤسِّسة اليمين المتطرف "إخوة إيطاليا" منصبها بعد فوز حزبها في الانتخابات العامة عام 2022 و تشكيلها تحالفاً مع حزب اليمين الشعبوي ، إلا أن هذه الانتخابات الإيطالية بالذات كانت في الغالب تصويت احتجاجي، حيث صوت الناس لصالح المرشح "مضاد للنظام" و"الشخص الغريب" من أجل التعبير عن استيائهم العميق إزاء الأحزاب الحكومية التقليدية، وقبل كل شيء عدم قدرتها على تحسين حياتهم اليومية في القضايا الحياتية الأساسية،و استغلت ميلوني هذا الاستياء الشعبي وصورتها (الكاذبة) على أنها شخص غير تقليدي، وبعبارة أخرى، صوت الناس لصالحها ليس لأنها فاشية بل لأنها ليست النظام، و تجدر الإشارة إلى أنه في الانتخابات التشريعية عام 2018، اكتفى هذا الحزب "أخوة ايطاليا" بـ4% فقط من الأصوات، إلا أن ميلوني تمكنت منذ ذلك الحين من استقطاب الكثير من الإيطاليين المستائين والغاضبين من "إملاءات" بروكسل وغلاء المعيشة وانسداد أفق الشباب، و منذ توليها المنصب، انتشرت تصريحات جيورجيا ميلوني التي تدعم نظرية المؤامرة حول أسلمة أوروبا.
ففي سبتمبر 2019، قدمت ميلوني مقدمة لـ "التقرير الأول حول أسلمة أوروبا"، الذي قدمته مؤسسة الفكر اليمينية "مؤسسة فاريفوتورو"، وفي هذه المقدمة، أعربت عن خوفها من تحقق "نبوءة" مايكل هويلبك حول أسلمة أوروبا، وحثت على اتخاذ سياسات وأدوات للحفاظ على أوروبا وإيطاليا.
 اضطهاد المسلمين
تحاول جورجيا ميلوني وحزبها تقييد الحياة المدنية للمسلمين وكبح نموّهم في إيطاليا، حيث قدم حزب إخوة إيطاليا مشروع قانون يهدف إلى منع استخدام الكراجات والمستودعات الصناعية كمساجد، وزعم "توماسو فوتي" زعيم الحزب في مجلس النواب الإيطالي، الذي قاد هذا المشروع، أن ذلك سيوقف أسلمة إيطاليا، و تُظهر سياسات حزب إخوة إيطاليا بقيادة جيورجيا ميلوني تهديداً لحرية المسلمين و حقهم المشترك في المجتمع وهو العبادة الجماعية، وهي أحد أهم ركائز الإسلام، و مع حكم حزب يميني متطرف كأخوة ايطاليا يُسهم هذا الإجراء في تفكيك حرية العبادة الدينية وجعل إيطاليا بلداً يقوم بالتمييز ضد المسلمين.
معارضة الممارسات ضد المسلمين
تواجه الحكومة معارضة من جانب عدة أحزاب من بينها الأحزاب الخضراء والليبراليون وحزب يمثل الأقليات اللغوية، حيث تؤكد هذه الأحزاب أن القانون الجديد سيقيد حرية ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين، و يُذكر أن المسلمين في إيطاليا يشكلون حوالي 4.9 في المئة من إجمالي السكان، ويمثلون بشكل أساسي الفقراء العاملين وأبناء المهاجرين، و عادة ماتكون ثروتهم المادية محدودة، مما يجعل العديد من أماكن العبادة لديهم بسيطة  كالكراجات و المستودعات الصناعية.
تصاعد اليمين في الغرب
و الجدير بالذكر أننا نرى الآن حركات اليمين المتطرف في اوروبا تتكاثر وتقتبس بعضها من بعض، وتعمل على تأسيس قنوات اتصال عبر الحدود وتحالفات سياسية متينة، فمثلا تدعم ميلوني وحكومات بولندا وهنغاريا وحزب الجمهوريين الأمريكي والديمقراطيين السويديين بعضهم البعض بشدة، و مع الأسف فإن هذا اليمين يكن العداء بشكل خاص للمسلمين الذين يُنظر إلى نمط حياتهم و اعتقادهم كمعاكس لـ "الهوية الوطنية" لتلك الدول الأوروبية، و الإسلاموفوبيا أصبحت الآن واحدة من أبرز الأيديولوجيات المشتركة بين جميع تلك الأحزاب و التوسع الدرامي لليمين المتطرف، و الذي هو جزء فرعي من اتجاه أكبر للإلغاء التدريجي للديمقراطية، يساهم في تعزيز الإسلاموفوبيا التي تضع المسلمين في موقف و كأنهم تهديد، ويصبح الإسلام نفسه العدو الرئيسي الذي يجب على المجتمع التحرك ضده، و في كثير من البلدان، كان هذا التوجه  في الواقع نسبياً ، و لكنه بدأ يزداد بالفعل بسبب انتشار اليمين المتطرف في أنحاء القارة الأوروبية.

البحث
الأرشيف التاريخي