رباعية السعادة الزوجية
الوفاق/ خاص
ابراهيم الكحلاني
لتحقيق السعادة الزوجية يجب على الزوجين النظر إلى الزواج من جميع الجوانب، وعليهما السعي بكافة الطرق للحصول عليها، فهي أساس للزواج الناجح، ومن هذه الأسباب أو السُبل لتحقيقها وفي هذا الصدد ذكر المختص بالنتمية البشرية من اليمن ابراهيم الكحلاني مجموعة من النقاط المهمة التي تساعد الانسان على السعادة الزوجية وفيما يلي اهم النقاط:
أولاً: الاحترام المتبادل:
(فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً)، هكذا يصف أمير المؤمنين حياته الزوجية مع الصدّيقة الطاهرة..
فكم زوجاً يمكنه قول مثل هذه العبارة؟ ربما القليل فقط..
ولذلك فإن أشد أنواع الظلم الذي يسكن البيوت هو أن يكون الاحترام فيه من طرف واحد فقط؛ لأنه بيت يقوم على كفة ميزان واحدة..
والميزان بكفة واحدة لا قيمة له، ولا يقدر بمفرده على مواصلة التحمل وإيجاد التوازن بدون وجود الكفة الأخرى له..
فلا تعتب عليه حينها إذا انقلب وسقط مع مرور الوقت..
فالاحترام المتبادل هو قانون أسري بامتياز كقانون الفيزياء المشهور: (لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في السرعة ومعاكس له في الاتجاه)، فلكل كلمة طيبة ردة فعل وهي الكلمة الطيبة، وكل كلمة جارحة سيقابلها كلمة جارحة أو جرح غائر في القلب لا يندمل.
ولهذا فالاحترام من طرف واحد فقط والذي لا يقابله أي تفاعل من قبل الطرف الآخر مع مرور الوقت يذبل ويجف.
ثانياً: تجنب المقارنة:
هنا يكمن الفخ الخطير والذي لا ينتبه له الكثير من الأزواج، ولا يعيرونه أي اهتمام حتى يجرهم إلى شباكه، ومتى ما سقط أحد الزوجين في شراكه فاقرأ الفاتحة على رحيل وذهاب السعادة بين الزوجين.
إنه فخ المقارنة، يقارن زوجته بالأخريات وهي تقارن زوجها بالآخرين، فمتى ما بدأت تلك المقارنات فقد بدأ الجحيم بعينه.
فخ المقارنة فخ خطير جدا فهو يعمي الإنسان ويجعله لا يرى الأشياء الجميلة التي بين يديه، وإنما يكون دائم النظر والتفكير فيما لدى الآخرين، فلا هو الذي استمتع بما لديه ولا هو الذي نال ما يتمناه ويفكر فيه، فيعيش طوال عمره يتعذب في جحيم الأوهام والتخيلات والأمنيات.
ولخطورتها الكبيرة التي لا يدركها الناس حذر الله تعالى نبيه محمد صلوات الله عليه وآله منها وهو أفضل خلقه على الإطلاق ليعلمنا نحن ويرشدنا نحن، فقال سبحانه: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه).
وحذر المؤمنين قائلاً جل وعلا: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)، أي أن التزامهم بغض أبصارهم الذي هو البوابة الرئيسية للمقارنة سيجعل حياتهم زكية وزاكية وطاهرة وسعيدة.
وكذلك بالنسبة للمؤمنات قال سبحانه: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).
ثالثاً: المرونة:
الزوج المتصلب المعاند والذي يتمترس خلف رأيه ولا يسمح لنفسه بالتنازل ولو قليلاً يعيش في منزله أجواء مليئة بالتوترات والقلق ويصاب بالهرم والشيب مبكراً، وتكون حياته مليئة بالنكد ومنغصات العيش.
وكذلك الزوجة المعاندة المتصلبة والتي لا تسمح لنفسها بإعطاء بعض التنازلات حفاظاً على ديمومة حياتها الزوجية، تصاب بنفس تلك الآفات القاتلة في بيتها.
لا بد من وجود هامش كبير في الحياة الزوجية للتنازلات، يتنازل فيها كل طرف للآخر، فالإنسان العاقل نصفه احتمال ونصفه تغافل، لأن الشيطان يعشق مثل هذه النفسيات بين الزوجين ويلعب عليها كثيراً، بل ويصور لكلا الطرفين بأن ذلك التنازل منه إنما هو ضعف فيه وفي شخصيته كي يزيد من الفرقة والفجوة بين الزوجين.
ولذلك فمهارة التغافل من أفضل العلاجات الناجعة والقوية في ديمومة الحياة الزوجية السعيدة، وأما من يفتقد لتلك المهارة ولذلك الفن ولا يمرر الكثير من التصرفات من الطرف الآخر وإنما يتفاعل مع كل حدث كبيراً كان أو صغيراً فقد جنى على نفسه بالحياة التعيسة والهرمة مع شريكه في نفس المنزل.
رابعاً: الإيجابية والإكثار من البشاشة والمرح:
البعض من الرجال تلقاه خارج منزله بحراً من الأخلاق الفاضلة والذوق العالي والرفيع، يوزع ابتساماته هنا وهناك، ولكن ما إن يدخل منزله يتحول إلى وحش كاسر، يشتم هذا ويسب هذا ويكسر زجاجاً هناك ويركل كرسياً هنا. مثل هذه النوعية من الرجال يحشرهم الله مع الجبابرة كفرعون، نعم مع فرعون.. فكما جاء في الأثر يحشر بعض الناس مع الجبابرة والطواغيت وهو لا يملك إلا أهله، لأنه يتحول مع أهله إلى جبروت وطاغية تصاب زوجته بأعلى درجات الهلع والخوف ما إن يطرق باب المنزل.
وكذلك بعض الزوجات تلقاها خارج منزلها أسطورة في الأخلاق والسلوك والذوق، وكثيرة البشاشة والضحك مع زميلاتها، ولكن عندما تصل إلى منزلها تتبخر كل دماثة الأخلاق تلك وتقعد مقطبة لوجهها وعبوسة ولا تطيق توزيع ولو ربع تلك البشاشة والضحك التي تقوم بها خارج منزلها.