مجزرة الشجاعية... جريمة حرب لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني
الوفاق/مجزرة الشجاعية في غزة ليست سوى عيّنة من العذابات التي ذاق أهالي الحيّ المعروف بكثافته السكانية المرتفعة صنوفها المختلفة، من بينها القتل وهدم البيوت والتشريد.
فعلى مرّ السنوات، وخلال الحروب والاعتداءات التي شنّتها إسرائيل بشكلٍ متكرّر على قطاع غزة، كان حي الشجاعية الواقع شرقي المدينة هدفًا ثابتًا لآلة الاحتلال العسكرية.
وكما في عدوان مايو/ أيار من العام الماضي على قطاع غزة، الذي نال منه حي الشجاعية نصيبًا وافرًا من القتل والدمار لم تسلم فيه القبور حتى، كان الحي في 20 يوليو/ تموز 2014 على موعد مع مجزرة وحشية يستعيد الفلسطينيون تفاصيلها المؤلمة ضمن ما يُعرف بـ"مجزرة الفجر".
ففي اليوم الرابع عشر من العدوان الصهيوني على قطاع غزّة الذي استمر لـ 53 يوماً، ارتكب الاحتلال إحدى أكبر المجازر في حي الشجاعية شمالي القطاع. قتلت غارات الاحتلال أكثر من 74 شهيداً فلسطينياً بينهم 17 طفلًا 14 امرأة و4 مسنين، الى جانب 350 جريح.
كما استهدف القصف أيضًا الأطقم الطبية والصحفية، اذ استشهد المسعف فؤاد جابر والصحفي خالد حامد، واستشهد نجل عضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحية (أسامة)، بالإضافة الى إصابة 5 سيارات إسعاف.
أمام حجم المجزرة، طالب الصليب الأحمر بـ "هدنة" لمدّة ساعتين كي يتمكّن من انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل التي سقطت ونقل المصابين. وقد تم العثور على أشلاء الشهداء المقطّعة. لكنّ الاحتلال اخترق "الهدنة" واستأنف قصف الحي من جديد زاعماً أن قواته تعرّضت لإطلاق نار.
أكّدت حركة حماس أن "مجزرة الشجاعية جريمة حرب لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني وأنها لن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه أرض غزة". فيما قال الناطق باسم سرايا القدس آنذاك "أبو أحمد" أن "عدد الشهداء بحي الشجاعية قد يتجاوز المائة".
بدوره أصدر حزب الله بيان أدان فيه المجزرة واعتبرها "استكمالاً للنهج الإجرامي العنصري الصهيوني الذي ارتكب جرائم الإبادة الجماعية ولا يزال، والذي أقام كيانه الغاصب على أشلاء الضحايا الأبرياء". وأضاف "تحصل كل هذه الجرائم الفظيعة في ظل صمت مجرم من القوى الدولية والأنظمة العربية، لا بل وسط تواطؤ كامل وتبرير خطير لكل ما يرتكبه الصهاينة".
هذا وكانت المقاومة الفلسطينية قد تصدّت للعملية العسكرية الواسعة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، تحت مسمى "الجرف الصامد"، بعملية "العصف المأكول".
واستمرّت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العام 2014، 51 يومًا، واعتُبرت الأطول والأعنف على القطاع، حيث أسفرت عن استشهاد 2139 وجرح 11128 مواطنًا فلسطينيًا.