الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

رفيق القادة وانيس المقاومين

 

الوفاق/ خاص
نسرين نجم
ليس بغريب على من عمل في سبيل الله بالكلمة وبالموقف والتبليغ متحملا الصعاب والمعاناة والعذابات الشديدة أن يترك هذا الأثر الطيب عند رحيله، سيما وان الشيخ عفيف النابلسي كان من الشخصيات الأساسية في بناء مجتمع المقاومة وتأسيسا لها، كيف لا وهو من اختار طريق الدعوة الاسلامية والوقوف في وجه الظلم في زمن كان فيه الاضطهاد والاعتقال والتعذيب هو المهيمن، رافق الشيخ عفيف النابلسي سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر منذ بدء عمله الاجتماعي والانساني والمقاوم على مختلف الصعد انطلاقا من مدينة صور، ليواكبه ويعمل معه في رفع الوعي الديني  والاجتماعي وتعزيز الدور العلمائي خاصة ان تلك الفترة كانت تحتاج لهذا الدور لا بل كانت تحتاج لاخراج رجل الدين من المسجد فقط ليكون مع الناس مع الامهم واوجاعهم وهمومهم ويرفع الغبن عنهم... وكان سماحة الشيخ عفيف النابلسي رحمه الله ممن اعتنقوا هذا النهج وساروا على هذا الخط فقد كان من أبرز واهم الشخصيات العلمائية التي صنعت التغيير المجتمعي من ناحية بناء المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالمحتاجين والمساكين وايضا من ناحية الخطابات التي كان يلقيها في صلاة الجمعة والتي شكلت منعطفا محوريا للانتفاضة التغييرية المجتمعية وصولا للوقوف في وجه العدو الاسرائيلي ومقاومته... غادر الى العراق بتوصية من سماحة الامام السيد موسى الصدر لمتابعة علومه الحوزوية عند الشهيد السعيد سماحة السيد محمد باقر الصدر (رض)، وعينه الشهيد الصدر وكيلا عاما له، بموازاة ذلك كان من الداعمين والمروجين لفكر الثورة الاسلامية الايرانية المباركة وقد عمل بمقولة الشهيد الصدر: «ذوبوا في الامام الخميني(قدس) كما ذاب هو في الاسلام»، فعمل ان كان من العراق او من لبنان على مناصرة ودعم مبادىء الثورة وتعزيزها في نفوس الشباب، ونتيجة لمواقفه البطولية وخطبه المحقة سجن على أيدي جلاوزة النظام البعثي العراقي، ونفي بعد ذلك إلى لبنان... وفي لبنان تابع النهج المقاوم الذي اتبعه فأنشأ هيئة علماء جبل عامل التي كانت رافدا قويا للعمل المقاوم، وكان انيس المقاومين ورفيقهم بالسلاح والموقف فقد قاد الى جانب الشيخ الشهيد راغب حرب الانتفاضات الشعبية في القرى الجنوبية في وجه العدو الإسرائيلي، ولا يمكن أن نغفل عن علاقته المتينة مع أمين عام حزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي(رض) ... الى جانب عمله المقاوم كان يمارس مقاومة من نوع آخر الا وهي هدم المسافات بين الاديان والمذاهب والطوائف والعمل على تعزيز التلاقي والحوار، فقد آمن فقيدنا العزيز بالوحدة التي من شأنها ان تفوت الفرص على اعداء الوطن واعداء الامة، اضف الى مقاومته الاجتماعية فأسس لمجمع السيدة الزهراء(ع) في صيدا والذي كان ملتقى لكل التواقين للتلاقي وللعطاء ...
وعلى الرغم من تقدم سنه ومرضه كان متابعا للقضايا الإنسانية والدينية والاجتماعية بشكل دائم، حتى عرف عنه متابعته لمواقع التواصل الاجتماعي للرد على بعض الالتباسات وتصحيح بعض المفاهيم خاصة عند الشباب، وتأكيدا لمفهوم جهاد التبيين، ساعيا دائما الى التقارب الطوائفي داعيا للاعتدال والحوار، وهذا ما جعله محط اهتمام وتقدير من قبل المشرفين على كل المؤسسات الدينية على اختلاف تنوعها الطائفي...
اذن استطاع سماحة الشيخ عفيف النابلسي رحمه الله ان يؤسس لفعل مقاوم ولوعي مجتمعي وتوعية علمائية قلبت المعادلات وغيرت الموازين ...
ونجح في الجمع بين العمل الاجتماعي والعمل الديني التوعوي الارشادي التنويري، والعمل السياسي الموجه ضد العدو الصهيوني ان كان في لبنان او في فلسطين المحتلة بحيث كان مناصرا وداعما للقضية الفلسطينية وفصائلها منذ انطلاقتها... قدم انموذجا رائعا لرجل الدين المتمسك بالإسلام المحمدي الاصيل القائم على الحوار والانفتاح والعدالة ورفع الظلم والحرمان....
رحم الله سماحة الشيخ عفيف النابلسي الذي ترك لنا العديد من المؤلفات الدينية والتاريخية والادبية، وبصمات مميزة اينما كان يحل....

 

البحث
الأرشيف التاريخي