الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

الإمام أحمد قاسم.. أيقونة المقاومة في جنوب إفريقيا

 

الوفاق/ خاص
جميل رحال
ودّعت جنوب افريقيا يوم الجمعة الفائت 14 يوليو/تموز الإمام أحمد قاسم الذي يعد أحد أبرز رموز النضال والمقاومة في افريقيا، فسيرته واحدة من القصص الملهمة في مجال النضال والثبات ضد الظلم والقمع.ولد الإمام أحمد قاسم في 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1945 في بيئة إسلامية تغمرها القيم والمبادئ الإسلامية.
 وتأثر الراحل بالحركة النضالية للحزب القومي الأفريقي والنضال ضد الفصل العنصري في ستينيات القرن العشرين عندما نظم الحزب القومي الأفريقي مظاهرات ضد (قانون الإجتياز) وهو قانون عنصري أوجده الإستعار البريطاني في جنوب افريقيا وتحديدا في مستعمرتي الكيب وناتال والذي هدف لتقييد حركة السكان الأصليين الأفارقة من مناطقهم القبلية إلى المناطق التي يحتلها البيض والملونون وتحكمها بريطانيا، وانتهت هذه المظاهرات بمذبحة شاربفيل المعروفة.
انخراط الإمام في النضال المسلح
بدأ الراحل وهو طالب في المدرسة الثانوية بالنضال المسلح ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، و تعرض هو ومعلمه صادق عيسىكس للاعتقال والمحاكمة بتهمة التخريب و بموجب هذه التهمة حكم علىيه بالسجن لخمس سنوات، مما جعله واحدًا من أصغر السجناء في جزيرة روبن، و لكن هذا لم يضعف من عزيمته و يثنيه عن النضال خلال فترة اعتقاله، حيث تمت معاقبته و هو داخل السجن بسبب محاولته الكشف عن الظروف المروعة على الجزيرة عن طريق تهريب رسائل إلى منظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي، و لم تكن هذه المرة الوحيدة  التي تعرض فيها الإمام أحمد قاسم للإعتقال، حيث تم اعتقاله في العام 1981 مرة أخرى, و كذلك في العام
دوره في تعزيز الإسلام
لم يكن النضال السياسي هو الهدف الوحيد للإمام أحمد قاسم، بل كان له دور هام في تعزيز الإسلام والقضايا الاجتماعية في جنوب أفريقيا, فقد شغل الإمام أحمد قاسم مناصب قيادية في حركة القبلة التي تأسست في عام 1979 و كان هو من أبرز المساهمين في تأسيسها  بهدف الدفاع عن الإسلام وتعزيزه في جنوب أفريقيا، وذلك في ظل نظام الفصل العنصري الذي كان يفرض قيودًا على المسلمين ويضطهدهم. كما تعاون الإمام قاسم مع منظمات حقوق الإنسان الإسلامية وعمل على تعزيز التفاهم والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، و شغل أيضا منصب الرئيس الوطني للاتحاد الإسلامي ومستشار للجنة حقوق الإنسان الإسلامية.
الراحل والقضية الفلسطينية
كان الإمام أحمد بقاسم ابنا لفسلطين في جنوب افريقيا، فلم يتخلى ولو لوهلة عند الدفاع عنها و عن مظلومية شعبها و داعيا لتحريرها، و خلال قيادته للحزب القومي الإفريقي دائما ما كان يطالب بنصرة فلسطين و قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، لاسيما في يوم القدس العالمي الذي حرص منذ بداية إعلان الإمام الخميني(رض) عن يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كيوم عالمي للقدس على إحيائه كل عام في العاصمة الجنوب افريقية كيب تاون، و تجدر الإشارة إلى العلاقة القوية التي جمعت الإمام أحمد قاسم بالإمام الخميني (رحمه الله) و الإمام الخامنئي أيضا،حيث قام الإمام الخامنئي مؤخرًا  بإرسال رسالة خاصة للإمام أحمد قاسم، متمنياً له الشفاء والسلامة في فترة مرضه.
الإرث الثقافي للإمام أحمد قاسم
لم تثني الإعتقالات و التضييقات الإمام أحمد قاسم عن متابعة مشواره العلمي, فكما ذكرنا قد تم اعتقال الراحل و هو طالب في الثانوية إلا أنه أكمل امتحاناته النهائية وحصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة عن طريق المراسلة، و الف لاحقا العديد من الكتب وأبرزها: (الوعاء العطوف: الجوع والتجويع وسوء التغذية والمسلمون)، (إسرائيل الصهيونية: النفاق لا حدود له)، (أقدم مهنة) حيث يدعو فيه إلى ضرورة ثورة في التعليم.
في 17 يوليو 2023، رحل  الإمام أحمد قاسم عن هذه الدنيا عن عمر يناهز 78 عامًا،و أعرب العديد من الزعماء والمجتمعات عن تقديرهم لمسيرة قاسم وتضحياته الكبيرة في سبيل العدالة والحقوق، و أبرزهم رئيس جنوب افريقيا  "رامافوزا" الذي نعاه  في بيان رسمي قال فيه "عاش الإمام كاسيم حياة شجاعة ومبادئ وإيمان في تعبئة المجتمعات في كيب فلاتس وفي جميع أنحاء البلاد ضد الفصل العنصري".
 كل يوم هو يوم جيد للتعلم
مسيرة الإمام أحمد قاسم كانت مليئة بالتحديات والنضال، حيث كان مثالا على الثبات والشجاعة في مواجهة الفصل العنصري والدفاع عن حقوق المسلمين والقضايا الاجتماعية و تركت وفاته فراغًا كبيرًا في النضال الجنوب أفريقي، ولكن إرثه سيظل يعيش ويستمر في إلهام الآخرين للنضال من أجل العدالة في جميع أنحاء العالم.

البحث
الأرشيف التاريخي