رئيس الجمهورية لدى لقائه قائد الجيش الباكستاني:
ايران تريد حدوداً إقتصادية آمنة مع باكستان
الوفاق- إلتقى رئيس الجمهورية آية الله السید إبراهيم رئيسي، قائد الجيش الباكستاني اللواء عاصم منير والوفد المرافق له أمس الأحد في طهران، وبحث معه أهمية تطوير التعاون الإقتصادي بين البلدين الجارين، وما سيعود به هذا التعاون على شعبيهما من منافع، خصوصاً في ظلّ الأزمات الشائكة والنقص في موارد الطاقة الذي تعاني منه الجارة الجنوبية الشرقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
السيد رئيسي أكد خلال اللقاء على ان استراتيجية إيران قائمة على تحويل الحدود الأمنية إلى حدود اقتصادية آمنة، معتبرا تطوير الأسواق الحدودية والتعاون في قطاع الطاقة مع باكستان من سبل تحقيق هذه الاستراتيجية. تأتي إشارة رئيس الجمهورية الى موضوع تأمين الحدود بين البلدين ودور هذا الأمر في تعزيز التعاون الإقتصادي بعد مماطلة الجانب الباكستاني بإستكمال خط أنبوب إقتصادي كان يحمل اسم "مشروع السلام" الموقع بين البلدين في العام 2010 والذي كان يهدف لنقل الغاز الى الجارة باكستان، إلاّ أنه وبعد إكتماله من طرف ايران اوقفته إسلام آباد ليصبح في طي النسيان، وجاء الموقف الباكستاني على إثر ضغوط أمريكية بهدف تكثيف العقوبات الجائرة ضد ايران.
في السياق قال السيد رئيسي خلال لقائه قائد الجيش الباكستاني، ان تعزیز العلاقات مع الدول الجارة والمسلمة يندرج ضمن أولویات السیاسة الخارجية للجمهوریة الإسلامية الإيرانية مؤکدا علی إرادة البلدین لتوسیع العلاقات الثنائیة.
واضاف: ان تسریع تنفيذ الاتفاقيات الثنائية سيؤدي إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين إيران وباكستان.
إستخدام الفرص والأرضیات المتاحة
وأشار رئیسي إلى محاولات الأعداء بهدف قطع العلاقات بين دول المنطقة موکدا علی تعزیز التفاعلات الثنائية والإقليمية عبر إستخدام الفرص والأرضیات المتاحة وتبادل القدرات المتبادلة. بدوره أشاد قائد الجیش الباکستاني خلال اللقاء بسیاسة الجمهوریة الإسلامية الإيرانية القائمة علی تعزیز العلاقات مع الجیران واعتبرها فرصة ثمینة جدا للعالم الإسلامي.
وأشار عاصم منیر إلی الحدود الطویلة المشترکة بین البلدین، واعتبر توسیع العلاقات الإقتصادیة والتجاریة والحدودیة بین البلدین بأنه یساهم في تعزیز الأوضاع الأمنية.
كما استقبل وزير الخارجية "حسين أميرعبداللهيان" قائد الجيش الباكستاني الجنرال "عاصم منير" أمس الأحد. وناقش الجانبان القضايا المشتركة وتطوير التعاون المتبادل والقضايا الإقليمية. ووصل قائد الجيش الباكستاني الجنرال "عاصم منير" الی طهران صباح السبت على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، والتقى مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في الجمهورية الإسلامية الإیرانیة.
الجانب الأمني بين البلدين
في الجانب الأمني بين البلدين وفيما تزايدت التوترات في المناطق الغربية لباكستان التي يقطنها البلوش، قال قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي لدى استقباله قائد الجيش الباكستاني في مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني: إننا نعتبر أمن باكستان من أمننا وسنقضي على الجماعات الإرهابية من خلال توسيع التعاون المتبادل والإجراءات المشتركة والتنسيقية.
وأكد اللواء سلامي في هذا الاجتماع الذي عقد بهدف تعزيز التفاعل والتعاون الاستخباراتي والتعليمي والعسكري والأمني ، الى جانب التعامل مع ظاهرة انعدام الأمن الحدودي ، وكذلك مجالات الوحدة والأخوة بين البلدين : ان بيئتنا الإقليمية تقع دوما تحت تأثير القوى السياسية الدولية وهناك قوى لا تتحمل وحدة وتماسك المسلمين.
وأضاف: إن تاريخ العقود الأربعة الماضية يبين أنه باستثناء حرب أوكرانيا، وقعت جميع الحروب في منطقة العالم الإسلامي، وكان احد اطراف هذه الحروب هو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، وبعض الدول معهم.
تحديات أمن حدودية
ووصف قائد حرس الثورة الاسلامية الصراعات التي تزعزع الأمن المحلي وظهور تحديات أمن حدودية على حدود إيران وباكستان بأنها استمرار للسياسات الخطرة لنظام السلطة لإحداث انقسامات دموية بين المسلمين، وقال انه بامكاننا من خلال جهد وإرادة واستراتيجية مشتركة ، هزيمة الاستراتيجية الشيطانية للعدو في المناطق الحدودية. وان حرس الثورة الاسلامية على استعداد من خلال المشاركة والتعاون مع الجيش الباكستاني، ترتيب الاوضاع الامنية على الحدود بين البلدين وتحويلهما إلى حدود اقتصادية. بدوره أعرب اللواء عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، عن ارتياحه لزيارته إلى إيران وأكد على أهمية زيادة التعاطي الدفاعي والأمني بين البلدين، وقال انه ومن اجل تسوية تحدي زعزعة الامن وتواجد ونشاط العناصر الإرهابية في المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين ، نحن على استعداد لتعزيز التعاون المتبادل واستخدام أنسب الحلول للتغلب على الوضع الحالي والتقدم في المجالات الأخرى التي تهم البلدين. ووصف قائد الجيش الباكستاني هذه الزيارة بأنها تعيد إلى الأذهان ذكريات الجنرال الحاج قاسم سليماني، وأوضح: ان النقاط المشتركة بين الشعبين الباكستاني والايراني ، والتي تضرب بجذورها في مدرسة الإسلام ، هي دعامه قوية لتوسيع الوحدة والأخوة والعلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الابعاد .
أهمية الزيارة للبلدين
وتعاني باكستان من نقص مصادر الطاقة، وشهدت في الشتاء الماضي أزمة كبيرة بسبب نقص الغاز. وكدولة نامية، فإنها بحاجة إلى مصادر الطاقة المتنوعة، ولهذا فإن إيران تعد خيارا جيدا نظرا لتنوع مصادر الطاقة لديها وبشكل خاص الغاز الطبيعي.
عام 2010، تم توقيع اتفاق "مشروع السلام" لتوصيل الغاز الإيراني إلى باكستان، لكن بالرغم من فائدة المشروع للطرفين، إلا أن إسلام آباد لم تكمل المشروع من جانبها. ولعل أبرز أسباب تراجعها عن المشروع هي العقوبات الجائرة المفروضة على إيران، بالإضافة إلى الحالة الأمنية المتراجعة في إقليم بلوشستان الواقع على طول حدودها مع إيران.
حيث قال السفير الباكستاني السابق لدى إيران آصف علي دوراني في وقت سابق عن أهمية هذا التعاون: إن التعاون في مجال الطاقة يتعلق بمدى حاجة بلاده لذلك، وهي بحاجة ماسة فعلا. كما يعتمد على موافقة إيران على توفير الغاز بنظام الدفعات المؤجلة على غرار ما تقدمه دول مجلس التعاون لباكستان.