الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثمانون - ١٦ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثمانون - ١٦ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

معاون شؤون تكنولوجيا التعليم في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في لبنان للوفاق:

في زمن التحولات والتحديات الكبرى الريادة للعقول المبدعة

الوفاق/ خاص
عبير شمص
"إنّ جزءاً مهماً من الحرب الناعمة للمستعمرين، اليوم ودائماً، هو جعل الشعوب تغفل عن مواهبها الخاصة، وجعلها لا تبالي بتلك المواهب أو حتى يوصلون الشعوب إلى وضع تُنكِرُ فيه هذه المواهب نفسها. عندما تسود الغفلة عن القدرات الذاتية لدى شعب ما، يُصبح نهب ذلك الشعب سهلاً."
سماحة السيد القائد (حفظه الله)
في زمن التحولات والتحديات الكبرى، الريادة تكون للعقول المبدعة أصحاب الرؤى الاستراتيجية الذين يقفون على أرض اليوم ويخططون لصناعة الغد، هؤلاء الذين حولوا كل تهديد إلى فرصة للنمو والازدهار عبر  خوض الغمار الصعبة والمختلفة. لذا يُعد الإبداع والابتكار من الأمور الراسخة في أذهان التربويين في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في لبنان مدارس المهدي (عج)؛ فقد أصبح منهجاً ثابتاً للمضي في العمل التربوي الداعم لكافة المواهب والإبداعات بصورة ترتقي بها الكفاءات الناشئة؛ لذا أولت المنظومة التعليمية جُل اهتمامها لتعزيز الشراكة الإبداعية والابتكارية لتسمح لجميع الأفراد داخل المؤسسة التعليمية بالانطلاق نحو التميز والريادة بصورة أكثر فعالية.
وفي إطار تبيان سعي مدارس المهدي (عج) لتحضير البيئة العلمية المناسبة لتلامذتها من باب "وأعدوا لهم ما استطتعم من قوة"، وإيقاظ قدرات طلابها وشحن طاقاتهم ومدهم بالدعم وتبيان قدراتهم في سبيل صناعة غد لأمة ممهدة لإمام زمانها(عج). التقت صحيفة " الوفاق" معاون مدير الإشراف التربوي لشؤون تكنولوجيا التعليم في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم " مدارس المهدي" (عج) الأستاذة غادة الصيلمي وكان الحوار التالي:

في ظل غياب الدعم الرسمي.. الريادة للمبادرات الفردية
بالرغم من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية التي تعصف بلبنان، وفي ظل غياب بيئة رسمية حاضنة وداعمة للعلم ومشجعة للابتكار، تُبذل وفقاً للأستاذة الصيلمي " مساعي حثيثة وجهود ضخمة في مواجهة العديد من التحديات والتداعيات التي تفرضها الأزمة من أجل الحفاظ على الوضع العلمي ودعم الابتكار والإبداع في ظل واقعٍ صعب ومعقد ومركب. فإنّ استنزاف الدولة وانشغالها في سياقات مختلفة يُضعف من قدرتها على إنشاء بيئة رسمية حاضنة وداعمة، لكننا نرى في المقابل جهوداً تحاول تعويض هذا النقص وهي جهود مؤسسات وجميعات ما زالت تؤمن أنّ التربية هي بوابة النهوض الأول وأنّ التلميذ المخترع والمبتكر هو الراهن الأول في غدٍ أفضل، وتُقدم هذه المؤسسات والجميعات ما يمكنها من موازنات مالية لدعم هذه المبادرات".
الريادة لأصحاب الابتكار والإبداع
في زمن التحولات والتحديات الكبرى، الريادة تكون للعقول المبدعة أصحاب الرؤى الاستراتيجية الذين يقفون على أرض اليوم ويخططون لصناعة الغد، هؤلاء الذين حولوا كل تهديد إلى فرصة للنمو والازدهار عبر خوض الغمار الصعبة والمختلفة. وفق هذه الرؤية حددت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم أهدافها التي تطمح وفق الأستاذة  الصيلمي عبرها على تهيئة وتجهيز البيئة المناسبة لتلامذتها من باب "وأعدوا لهم ما استطتعم من قوة" علمٌ نافع ومدبر وقلبٌ مبصر ونيّر لإيقاظ قدارتهم وشحن طاقاتهم ومدهم بالدعم والإيمان بإمكانياتهم على توظيف كل قدراتهم وعلومهم، ومنها العلوم التكنولوجيّة في صناعة غد لأمة ممهدة. لذلك تسعى المدارس عبر هذا النوع من المباريات إلى إنشاء البيئات المناسبة والمحفّزة للابتكار والإبداع العلمي والتقني، بيئات تسمح للتلامذة بتقديم أو توظيف المعارف وتطوير المهارات وبناء الاتّجاهات والمواقف وإبراز المواهب وإذكاء روح المنافسة والعمل الفريقي بين تلاميذها. وتشجيع التلاميذ على الاستفادة من الحقول العلميّة الستة "العلوم والتقنية والقراءة والهندسة والفنون والرياضيّات: "STREAM " وتوظيفها معًا من أجل إنجاز مشاريعهم.
المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم تنظم البطولة التكنولوجية الأضخم
في أجواء من التحدي والمنافسة والحماس، وإيمانًا منها بالقدرات الابتكارية والإبداعية لتلامذتها، انطلقت مسابقة  MC2لأول مرة في العام الدراسي2016-2017 (Al-Mahdi Coding Competition)، ومن ثم في العام الذي تلاه 2017-2018، لكن بسبب جائجة كورونا توقفت المسابقة الى أن عادت هذا العام 2022-2022 وبقوة وفعاليات أضخم بكثير.
وتعمل هذه المسابقة وفقاً للأستاذة الصيلمي عبر آلية العمل التالي: تُعلن المسابقة مركزياً من قبل المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم وتُعمم على فروعها المختلفة مع بداية العام الدراسي عبر لقاءات مع المعنيين مع كل الفروع، ويتم إصدار دليل تفصيلي بفئات البطولة وشروط المشاركة ومعايير التحكيم وآليات التسجيل والمواكبة، ويتم تحديد مهل التسجيل الأولية والنهائية، وعادةُ يتم إجراء البطولة في شهر أيار/ مايو في أجواء عيد المقاومة والتحرير".
وتلفت الأستاذة الصيلمي إلى التحضير للمباراة قبل شهور في المدارس، إذ تجري تحضيرات ضخمة تشمل تسجيل الفرق المشاركة والعمل على إعداد المشاريع وتحضيرها عبر مسؤولي الأندية المدرسية ومندوبي التكنولوجيا ومنسقي ومعلمي المعلوماتية والعلوم لا سيّما معلمي الفيزياء في المرحلة الثانوية في المدارس والمُدربين والتلامذة".
وتلفت الأستاذة الصيلمي إلى أنه :" إلى الآن، ما زالت هذه البطولة بطولة داخلية خاصة بفروع مدارس المهدي (ع) التي بلغت هذا العام (2023م)  22 وبلغ عدد المنتسبين إليها اكثر من  ثلاثين ألف تلميذ، يتم إنجازها بشكلٍ كامل من قبل المؤسسة".
أمّا عن معايير التحكيم في البطولة، فتشرح الأستاذة الصيلمي أنه " يتم إصدار دليل تفصيلي بالبطولة، يتضمن معايير التحكيم الخاصة بكل فئة من الفئات، تتألف فرق التحكيم من متخصصين كمدربين ومنسقين ومعلمين ومُحكمين معتمدين من ذوي الخبرة من حملة شهادات الدراسات العليا كالدكتوراه  والماجستير في مجال العلوم والهندسة وعلوم الكمبيوتر مما يمتلكون من خبرة ذات الصلة بالفئة والمباراة التي يحكمونها".
الحقول العلمية والمعرفية للمسابقة
أًقيمت البطولة هذه السنة (2023م) في قاعات ثانوية المهدي(ع) "شاهد" وروضة المهدي(ع)، وعلى مدار ساعات، استمرت هذه الفعاليات والأنشطة ضمن جولات تنافسية وعُرضت المشاريع التي عملت على تنسيقها لجان تنظيمية من مختلف المدارس شاملةً ثلاث فئاتٍ أساسية، تُعددها الأستاذة الصيلمي وهي: فئة الروبوت ويتضمنها:
الروبوت الصغير
 وهو عبارة عن روبوت تنافس من خلاله 16 فريقًا من تلامذة الروضات والحلقة الأولى لإنجاز مهمة إيصال الروبوت من نقطة الانطلاق إلى نقطة الوصول في أسرع وقت ممكن. تهــدف مسابقة الروبوت الصغير إلى  تشجيع الأطفال على تعلم البرمجة وممارسة مهارات التفكير الحسابي  عبر استخدامهم لبطاقات التشفير (بدلاً من كتل البرمجة الرسومية في البرامج) لجعل الروبوت قادرًا على إنجاز مهمة معينة.
تتبع الأثر أو "Line Tracking"
 وهي عبارة عن برمجة روبوتات لتتبع خطوط الخريطة عبر البرمجة وتصميم روبوت قادر على قطع المسار بأسرع وقت، حيث جرت ضمن جولات تنافسية وحماسية ل21 فريقًا أبدع فيها التلامذة بأنفسهم في البرمجة والتعديل. تهــدف مسابقة تتبــع الخــط إلى تصميــم وبرمجة روبــوت ذاتي الحركة قادر على تتبع مســار محدد موجود عــلى مضمار معد خصيصًا لتلك الغاية في أسرع وقت ممكن. تُقســم المســابقة إلى مســتويين منفصلين، مســتوى مبتدئ ومســتوى متقدم، ووفق تعليمات وشروط المســابقة الواردة في الدليل.
"تحدي الروبوتات" أو "مصارعة السومو"
وهي مصارعة لروبوتات من صنع وبرمجة التلامذة ضمن حلبة مصارعة، تصارع فيها 4 فرق في أجواء من التشويق. هي منافسة بين "روبوتين" بمواصفات محدّدة بحيث يسعى كل منهما إلى دفع الروبوت الآخر إلى خارج الحلبة الدائريّة التي أعدّت خصيصًا لهذه الغاية، إذ تتكوّن المنافسة من ثلاث جولات مدّة كل منها ثلاث دقائق، مالم يحصل تمديد أو جولة إضافيّة وأكثر وفق قرار الحكم.
فئة الاختراع
تشمل الاختراعات التي تستند أو لا تستند إلى برمجة والتي بلغ عددها 37 اختراعًا، إضافة للتصوير الفيزيائي كتصوير الظواهر الطبيعية وغيرها، والبوستر العلمي الذي يشرح ظواهر معينة وبلغ عددها 62 صورة وبوستر، فضلًا عن المشروع التشغيلي وهو عبارة عن وسيلة تعليمية وإيضاحية تشرح مفهومًا فيزيائيًا وقد بلغ عددها 40 مشروعًا. وتهدف إلى التوصّل إلى اختراع مفيد في أيّ مجال يختاره المشاركون؛ على سبيل المثال لا الحصر، في مجال التربية والتعليم، البيئة، الزراعة، الصحّة.... من أجل توفير عناية أفضل للآخرين، أو يسهّل الأمور اليوميّة أو يسرّع الوصول إلى المعلومات أو يجعل المعلومات أكثر أمانًا.
بعد تحديد التحدّي الخاص بهم يقوم التلاميذ باستخدام "أشياء من حولهم" من أجل إنجاز اختراعهم عن طريق البرمجة (الاختراع المستند الى البرمجة التطبيقية) أو طرق أخرى يرونها مناسبة.(الاختراع غير المستند إلى البرمجة التطبيقية).
فئة أفضل تطبيق
في زخم الحياة وكثرة تطبيقات الهواتف الذكيّة، تأتي "مسابقة تطبيق للهاتف الذكي " لاختيار التطبيق الأكثر نفعًا للمستخدمين. ويمكن أن يوفر التطبيق المطروح حلًّا لمشكلة قد نواجهها في أيّ مجال من مجالات الحياة المختلفة، على سبيل المثال لا الحصر في مجال التربية والتعليم، البيئة، الزراعة، الصحّة، أثمرت المسابقة برمجة وإعداد 20 تطبيقًا ذكيًا.
مواكبة ودعم مستمر للطلاب المشاركين
يتم مواكبة التلاميذ مدرسياً ومركزياً وفق الفئات والمسابقة من قبل لجان تختلف وفق فئات البطولة التي تشترك فيها فرق التلاميذ، تشرح الأستاذة الصيلمي آلية هذا الدعم والمواكبة فتقول:" في فئة تحدي الروبوتات، عادةً ما يكون التلاميذ منتسبين إلى الأندية المدرسية التكنولوجية، وتكون المتابعة عبر المدرب المعتمد ومسؤولي الأندية في الفروع ومسؤول ملف الأندية المركزي في الإدارة العامة، أمّا في فئة الاختراع فتكون المتابعة عادةً من قبل منسقي العلوم ومعلمي العلوم خاصةً معلمي الفيزياء منهم  في المرحلة الثانوية"، وتُكمل الأستاذة الصيلمي موضحة ًآلية الدعم بالقول :" أمّا في فئة أفضل تطبيق، عادةً ما تكون المتابعة إما من قبل مسؤولي ملف المعلوماتية في المدارس أو معلمي المعلوماتية أو مُدربين معتمدين في المدارس، ويتابع بشكلٍ تفصيلي كل شؤون الفرق في الفئات المختلفة مندوب تكنولوجيا التعليم المُعتمد في مدرسته. وفي كل هذه الفترة يتم التنسيق والمواكبة وتأمين التجهيزات ومناقشة الأفكار المطروحة لا سيّما في مباراة الاختراع المستند إلى برمجة وغير مستند إلى برمجة وفئة أفضل تطبيق مع معاون تكنولوجيا التعليم". ولا يتوقف الدعم بعد انتهاء المسابقة ، بل هناك متابعة ومساعي لمشاركة الفرق الفائزة في بطولات وطنية وعالمية، كما إلى مشاركة هذه الفرق في المعارض المختلفة ذات الصلة" وفق ما توضحه الأستاذة الصيلمي.
 طموحنا تحولها لمسابقة وطنية
ختمت الأستاذة الصيلمي بالتمني بتحول هذه البطولة إلى بطولة وطنية في الأعوام القادمة، وأن "تُشكل مظلة لحاضنة ابتكار وإبداع لكل طلاب لبنان، ومن ثّم تتوسع لتتجاوز حدودنا الجغرافية لتكون ساحة تلاقي علمي وإبداعي للعديد من البلدان".

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي