الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثمانون - ١٦ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثمانون - ١٦ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

التقاعد.. أمل ام ألم


إيمان بنت عبدالرحمن
الكاتبة
قد يكون الهرم شكلاً هندسياً بالنسبة للكثيرين ولكن هذا الهرم يرمز للأمم حيث تبدأ صغيرة ثم تبلغ ذروة مجدها ويلي ذلك أفولها وزوالها بل إنه يرمز إلى حياة الإنسان حيث يبدأ صغيراً ثم يصل لأوج قوته فيعود للضعف مرة أخرى ماراً بجميع مراحل حياته منتهياً إلى خلاصة تجاربه في سن الشيخوخة وهو سن الترجل عن الصهوة وترك العمل ليبتدئ مرحلة جديدة هي مرحلة التقاعد.
وقد اعتادت الأذن على سماع هذا المصطلح بالرغم من السلبية التي ينضح بها ولا يوجد مصطلح آخر لهذه العملية، وهو مصطلح جديد نسبياً مترجم من اللغة الإنجليزية ظهر في القرن السابق تزامنا مع ظهور العملية أما الفعل تقاعد فهو مشتق من الفعل قعد ويعني الجلوس أو الامتناع وهو يقابل الفعل "retire" بالإنجليزية ويعني التوقف عن العمل في نهاية الحياة العملية أما المعاش التقاعدي الذي يقابله مصطلح "pension" فيعني مقداراً من المال تدفعه الحكومة أو الشركة بانتظام لشخص يعتبر كبيراً في السن أو مريضاً بحيث لا يستطيع اكتساب المال بالعمل.
وإضافة إلى ما ينطوي عليه هذان المصطلحان من انتقاص فهما يتصاحبان مع كلمات أخرى أشد وقعاً مثل الإحالة والعجز وكأننا نجازي العمل المتواصل والكفاح المستمر بالإجحاف في تشكيل المصطلح بداية امتداداً إلى العملية بأكملها.
نقلة.. للفراغ!
حينما يتقاعد الإنسان ينتقل مباشرة من اللافراغ إلى الفراغ حينها ينتقل من العمل والتزاماته ومن النهوض باكراً إلى الجلوس في المنزل وقد يعجب هذا الوضع البعض ولكنه لا يعجب الكثيرين فبعد شهر أو شهرين يبدأ الملل والإحساس بالفراغ الذي ينصب دوما على إثارة المشاكل في المنزل، إضافة للوضع النفسي للمتقاعد فقد يحس بانعدام القيمة وعدم القدرة على الإنتاج وانتقاص الذات فبعد المركز الوظيفي الذي شغله والهيبة الاجتماعية التي امتلكها يشعر بأنه تجرد من ذلك تماما كما أن الإنقاص من الدخل حين الانتقال من راتب الوظيفة إلى معاش التقاعد له تأثيره السلبي على المتقاعد وأسرته وبذلك لا بد من قيام المتقاعد وأسرته وجهة عمله باستراتيجيات عديدة للتخفيف من وطأة التقاعد ولاستهلال هذه المرحلة بأوضاع مناسبة ومريحة نفسياً ومادياً.
يعد الدعم النفسي من العائلة من أكثر الأمور أهمية لامتصاص التوتر الذي يحل بالمتقاعد خاصة في المرحلة الانتقالية من خلال استشارته في الأمور المنزلية والقرارات الشخصية لأفراد العائلة وإشعاره أن قيمته فعلية بين أفرادها وأنه العنصر الأساسي في وجودها والاعتماد على خبراته وتجاربه قدر المستطاع بالإضافة إلى الاهتمام بحالته الصحية فالشخص الذي يبلغ 60 عاماً يحتاج إلى عناية خاصة فهناك العديد من الأمراض التي تتصاحب مع كبر السن فلا بد من عمل الحميات الغذائية اللازمة له وتذكيره بمواعيد الدواء إن وجد وكلما ازداد العمر ازدادت الحاجة للرعاية الصحية.
بعد ثلاثين أو أربعين عاما من العمل المتواصل يستطيع الموظف الذهاب إلى مقر عمله لا شعورياً من شدة ما اعتاد على ذلك الروتين ومن هذا المنطلق يصعب تغيير ذلك بشكل مفاجئ بل لا بد من التدرج في ترك العمل.
التخطيط للتقاعد
يعد اهتمام الموظف المقبل على التقاعد وتخطيطه لتقاعده أمراً مهماً فترك الوقت يمر دون وضع تخطيط واستراتيجية معينة قد يفاقم الوضع وقد تكون القراءة أو الرياضة أو الانضمام للأندية الثقافية أو القيام بأمور مشابهة حلاً لمن حرمه العمل من القيام بهواياته المفضلة ولكن هذا الحل جزئي نسبياً فهذا الإجراء يشغل وقت الفراغ ولكنه لا يشغل فقدان المتقاعد لوضعه الوظيفي ولا يستهلك خبراته وطاقاته المخزونة وقد يكون الحل الأنسب هو العمل بدوام كامل جزئي يتناسب ومؤهلات المتقاعد وامكاناته الجسمية والعقلية ويمكن تقسيم المتقاعدين إلى ثلاث فئات
في ذلك.
الأولى منها هي التي تشكل الموظفين المرموقين من مديرين ومستشارين وعاملين في مناصب حكومية أو عامة عليا وهم يشكلون الفئة الأكثر ندرة وقد لا تتعب هذه الفئة في البحث عن عمل بسبب الحاجة الملحة لهم من القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى وجود امكانات مادية تمكنهم من إقامة مشاريع خاصة بهم، أما الفئة الثانية فهم الموظفون يمراتب متوسطة ويصعب على هؤلاء إيجاد عمل لأن خبراتهم متوفرة على نطاق أوسع من الفئة السابقة وقد يكون من الأنسب قيامهم بمشاريع صغيرة مشتركة لاقتسام الموارد والمخاطر وبالنسبة للفئة الثالثة فتتشكل من صغار الموظفين وهم غالباً ما يستمرون في العمل على بنود غير رسمية أو في أعمال مشابهة لعملهم الأصلي في أماكن أخرى أو يمتهنون الأعمال الحرفية الموروثة أو يمارسون التجارة بالمشاريع الصغيرة جداً.
تغيير حتمي
منذ بداية أنظمة التقاعد في العالم القرن الماضي وهي لم تتغير تقريباً إلا في السنوات القريبة حيث أصبح التغيير مطلباً ملحاً على كافة الأصعدة وقد هدفت الأنظمة السابقة إلى إيجاد مصدر دخل ثابت ومنتظم للموظف بعد تقاعده عن طريق الاستقطاع من تقاعده و تقوم جهة عمله بالإشراف على هذه الخطة سواء كانت حكومية أو خاصة أما في الوقت الحاضر فكان التغيير في نوعية التمويل وشروط الخطة أمراً حتمياً بسبب امتداد أعمار الموظفين بعد تقاعدهم وتغير الهيكل الديموغرافي للسكان واختلاف الهياكل العائلية التقليدية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي