الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثمانون - ١٥ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثمانون - ١٥ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

أولى مجازر حرب تموز العائلة الشهيدة

الوفاق / إنه فجر الثالث عشر من تموز 2006، لم يبلغ العدوان يومه الأول بعد لتستيقظ بلدة الدوير على مجزرة مروّعة ذهب ضحيتها إمام البلدة السيد عادل محمد عكاش وزوجته رباب ياسين فقيه وأولادهما العشرة: محمد الباقر (18 عاماً)، فاطمة الزهراء (17 عاماً)، زينب الحوراء (15 عاماً)، علي الرضا (12 عاماً)، غدير (11 عاماً)، محمد حسين (9 أعوام)، سارة (7 أعوام)، بتول (5 أعوام)، نور (4 أعوام) وصفاء (6 أشهر)، فضلاً عن أن الوالدة كانت حاملاً. ثوان معدودة حوّلت البيت ومن كان فيه إلى أشلاء وركام متناثر.
اخر صلاة في المسجد
 أمّ السيد الشهيد المصلين في "مسجد الإمام المهدي(عج) في بلدة الدوير"، ألقى خطبته الدينية الأخيرة ليلة الثالث عشر من تموز العام 2006 مشدداً فيها على الشهادة ومغزاها وكيف يرتقي الإنسان إليها  وعلى أن الإمام الحسين(ع)  لم يذهب إلى الاستشهاد من أجل الاستشهاد، بل من أجل خير الناس وبقاء الدين، ثم  طلب من المصلين أن يذهبوا إلى منازلهم باكراً تخوفاً من تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية التي كانت قد بدأت للتو.
عاد هو أيضاً إلى منزله المحاذي لطريق عام عبا - الدوير ليكون إلى جانب زوجته وأولاده الذين كانوا متسمرين أمام شاشات التلفزة لمتابعة آخر المستجدات الأمنية التي كانت تبثها وسائل الإعلام تباعاً.عندما أجهدهم السهر، خلدوا إلى النوم، ولم يخطر في بالهم أنهم لن يستفيقوا بعدها أبداً. كان منزل السيد هو الهدف الأول لغارات المقاتلات الاسرائيلية في منطقة النبطية.
قرابة الرابعة إلا ربعاً من فجر الثالث عشر من تموز ألقت الطائرات الصهيونية بمحبي منزل عكاش المؤلف من ثلاث طبقات بصاروخين أديا إلى محوه كلياً عن وجه الأرض. وبالأرض، سوي البيت وأهله، فاستشهد عكاش وزوجته وأولادهما العشرة جميعاً، وبينهم صفاء التي كانت في شهرها السادس. تناثرت أجساد العائلة أشلاءً وتطايرت مع ركام المنزل إلى مسافات بعيدة، لتنتهي بذلك حياة أسرة بأكملها في طرفة عين.
همه العلم والتعلم.. هو حالة لا تتكرر
يقول عنه والده:" إنه حالة لا تتكرر على مستوى الضيعة في الدوير، همّه العلم والتعلّم. إذ كان متفرغاً له طوال الوقت، يملك مكتبة لا مثيل لها في البلدة، لذلك كانت الأوراق والكتب تغطي الجبل بأكمله يوم المجزرة، لكأنما غرس الجبل بحبوب من كتب وأوراق. لقد نذر نفسه هو وأهل بيته لخدمة آل البيت(ع). خسارة كبيرة هذا النموذج الذي آثر البقاء من دون أن يحسب حساباً لهمجية العدو وإجرامه، ومن زار أرض المجزرة يومها كان يقف برهبة أمام عمامته وبعض كتبه التي سلِمت من حقد الصهاينة".
لم يخفِ السيد الشهيد يوماً تعاطفه مع المقاومة وانتماءه إلى عقيدتها ورسالتها ونهجها، وقد سبقه إلى الشهادة  شقيقه الشهيد المهندس شريف الذي استشهد أثناء عملية المقاومة الشهيرة ضد موقع الاحتلال الاسرائيلي في تلة الدبشة العام 1995م.

البحث
الأرشيف التاريخي