الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثمانون - ١٥ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثمانون - ١٥ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

كتب تحكي عن أبطال الدفاع المقدس(1-2)

حسن نعيم
كاتب من لبنان
ما يميّز أدب "الدفاع المقدس" هو النزعة الإنسانية التي تستبطن الدعوة إلى التسامي وتغليب الروحي والنفسي على البيولوجي والسعي إلى إعلاء الفكر الديني على حساب الفكر المادي.
لقد عثر الكاتب الإيراني في تلك الجبهات على لقطات إنسانية من الصعب أن تجدها في أي حرب من الحروب، وفي أي بقعة من بقاع الأرض. تروي القصص الوافدة من الجبهة حكايات قادة من طراز نادر تشبه أولئك الأبطال الملحميين.
تراب كشك الناعم
في قصة تحت عنوان "تراب كشك الناعم" من تألـيف: سعيد عاكف وترجمـة: مركز المعارف للترجمة في بيروت، نتعرف إلى الشاب عبد الحسين برونسي الذي حولته الجبهة من عامل بناء بسيط يعمل في بناء المنازل إلى قائد عمليات في حرس الثورة يحسب له الأعداء ألف حساب، ويطلقون عليه لقب بروسلي، تيمناً ببطل الكونغ فو الصيني الشهير.
تحكي القصة عن روحية هذا الشاب الذي اغتنم فرصة حدوث عاصفة ثلجية ليبني بيتاً لجاره الفقير ليسكن فيه عياله بعيداً من عيون نظام الشاه، رغم أن صاحب هذا البيت فرَّ من البرد والصقيع وتركه وحده يبني الجدار حتى بزوغ الفجر وإنجاز العمل.
صاحب هذه الروح المضحية سرعان ما تجاوب مع أصداء الثورة، والتحق بصفوفها، واعتقل أكثر من مرة، وعُذب في أقبية سجون "السافاك"، ولم يبح بسرٍ واحد من أسرار الثورة، رغم ألوان التعذيب التي أسفرت عن كسر فكه وأسنانه. وقد انتقلت هذه الشخصية إلى الجبهات، لتكتب أسطورتها المذهلة التي يحضر فيها البعد الغيبي بقوة.
وهنا نصّ من سيرة الفريق الشهيد إبراهيم همت بعنوان "فاتح القلوب" وهو من نشر وترجمة:مركز المعارف للترجمة في بيروت. تقول زوجة الشهيد: "كنا ننتظر ولادة ابني مصطفى، وكان أخوه مهدي كثير الحركة، وإبراهيم ليس معنا. بعد عدة أيام، أتى من طهران. كانت عيناه الحمراوان والمتعبتان تظهران بوضوح أنه لم ينم منذ ليال عدة. نهض من مكانه. أخذ بيدي، وأجلسني على الأرض، وقال: "الليلة دوري كي أعوض بعضاً من تقصيري". لم يدعني أكمل كلامي. ذهب وأعد المائدة بنفسه، ثم سكب الطعام وأحضره. أطعم مهدي بكل هدوء وأناة، ثم جمع الأواني. أعد الشاي، وناولني القدح، قائلاً: تفضلي".
وتضيف: "بعدها، عاد يتحدث مع الجنين ويناغيه: "يا بني، إن كنت صبياً صالحاً، فعليك أن تسمع كلام أبيك: تفضل أقدم علينا هذه الليلة. اعلم أن أباك مشغول كثيراً، وإن لم تأتِ الآن، فسوف يبقى طوال الوقت في الجبهة قلقاً عليك وعلى أمك. هيا كن شهماً واخرج، وأطع أباك"، وما لبث أن تراجع عن كلامه بسرعة: "لا يا بني. بابا إبراهيم منهك جداً، فهو لم يفكر، فدعوه ينام ليكون لدينا في الغد متسع من الوقت".
يتبع...

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي