في ظل إضراب الطيّارين الصهاينة.. واستمرار المظاهرات
الكيان المؤقت يواجه أزمة وجودية.. وقلق من هجوم محتمل لحزب الله
اعتبر وزير الطاقة الصهيوني يسرائيل كاتس، أن إعلان الطيارين الإسرائيليين رفض الخدمة، احتجاجا على قانون "الإصلاح القضائي"، يشجع أمين عام حزب الله حسن نصرالله على مهاجمتنا، حسب زعمه.
وفي تغريدة على "تويتر" كتب كاتس: "الطيارون الذين يعلنون رفض الخدمة في الجيش بسبب معارضة التشريعات القانونية يشجعون نصرالله على الاعتقاد أنه في حال هاجم القوات الصهيونية، فلن تكون عندها القدرة على توجيه ضربة وقائية أو ضربة لتحييد مصادر إطلاق الصواريخ. هذا أمر خطير ويزيد خطر الحرب"، على حد قوله.
وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت أن نحو 500 طيار احتياط في الجيش ينوون "تعليق أنشطتهم"، رفضا لخطة "إصلاح القضاء" المثيرة للجدل.
وعلق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال جلسة مغلقة على الإضراب، معتبرا أنه "يمكن للبلاد أن تتدبر أمورها بدون بضعة أسراب (من الطائرات)، لكن ليس من دون حكومة"، بحسب ما أوردت صحيفة عبرية.
صواريخ حزب الله توقع آلاف القتلى في الشمال
من جهته أكّد رئيس منتدى بلدات خط المواجهة في شمالي فلسطين المحتلة، موشيه دافيدوفيش، أنّ تقديراته تُفيد بأنّه "سيكون هناك مئات، وربما آلاف القتلى، من جرّاء صواريخ حزب الله".
وأكّد دافيدوفيش أنّ سكان مناطق شمالي فلسطين المحتلة، يعيشون حالة من القلق الكبير، وقال: "أنا لا أنام جيداً في الليل، كذلك كل سكان خط المواجهة، ما يحدث في الفترة الأخيرة هو ظاهرة لم نعهدها، بحيث تجري استفزازات متكررة من جانب عناصر حزب الله، والسكان هنا ليسوا فقط منزعجين، بل هم قلقون".
وتطرق إلى ضعف التحصينات، والتي تناولها مسؤولون صهاينة في تصريحاتٍ سابقة، مضيفاً أن "الأخطر أنّ السكان غير محصنين، ومن لديه غرفة محصنة ومن ليس لديه، فعليه أن يصلي كي لا تحدث هنا حرب".
المسؤولون الصهاينة يلعبون بالنار
بدوره وصف مسؤول في المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، أنّ ما يعيشه الكيان الصهيوني كارثة على كافة الصعد، فيما "المسؤولون لا يفهمون هذا الأمر ويلعبون بالنار".
وعن المشاكل التي يعيشها كيان الاحتلال، قال المسؤول الأمني الذي رفض الكشف عن اسمه، إنّه على الصعيد الأمني، فإنّ "أعداء الاحتلال يرون ما يجري داخلها"حسب تعبيره، مضيفاً أن أكثر ما يقلق الكيان الصهيوني هو لبنان، إذ إنّ "نصر الله مفعم بروح القتال وهذا يذكّر بمسلكيته عشية حرب لبنان الثانية، وينطلق من ذلك في كونه يرانا ضعفاء".
وتابع أنّ "العلاقة المتوترة أيضاً مع الولايات المتحدة والآثار السلبية الناتجة عن ذلك، تجلّت في الثقة المتزايدة بالنفس لدى أعدائنا، الذين يشعرون بأنّه ليس لدينا ظهر"، على حد قوله.
وذكر أنّ "الحكومة الصهيونية تشهد برودة في العلاقات مع أصدقائها، فدول الخليج الفارسي أقل حماسة، والعلاقات مع السعودية تبدو كحلم بعيد المنال، وهذا من دون الحديث عن النووي الإيراني".
وأضاف المسؤول أنّ أكثر ما يقلقه هو "فقدان التكتل الداخلي، ورفض جنود الاحتياط الخدمة في التطوع"، مشيراً إلى أنّ ما يعيشه الكيان الصهيوني كارثة.
كل التشكيلات الصهيونية ستتلقى ضربة قاسية
وأضاف أنّ "1300 عنصر فريق جوي في الاحتياط ومتقاعدين، وقّعوا في آذار/مارس الماضي، على تحذير بأنّهم سيتوقفون عن الخدمة"، مشيراً إلى أنّ "هذا سيتحول إلى فعل هذه المرة".
وتابع أنّه "سينضم إليهم عناصر استخبارات وسايبر وعدد كبير من عناصر الوحدات الخاصة". وبعبارة أخرى، فإنّ "كل التشكيلات التي تمنح الكيان الصهيوني قيمته المضافة الدراماتيكية على أعدائها ستتلقى ضربة قاسية"، حسب تعبيره.
وأكّد المسؤول أنّ "الكيان الصهيوني حينها سيكون مكشوف وسينزف أكثر"، محذّراً من أنّ "الأزمة سرعان ما ستصل أيضاً إلى" الجيش" الدائم وإلى الخدمة النظامية".
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أنّ "الجو العام الداخلي في الأراضي المحتلة وتهديدات جنود الاحتياط بعدم الامتثال في يوم إصدار الأمر ينعكس بشكلٍ كبير على الردع الصهيوني في المنطقة ويضعفه".
وقال رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون إنّ "الشرخ أعمق من أي وقتٍ مضى، والانقلاب على النظام الصهيوني سيدمّر جيش الشعب".
تدهور وتوتّر العلاقات
في السياق تتجذّر الخلافات بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة يمكن أن تطرأ على هذه العلاقات.
ويتداول الإعلام الغربي والعبري على السواء، في الآونة الأخيرة، قضية تدهور وتوتّر العلاقات بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، إلى الحدّ الذي سيجعل الأخيرة تُعيد تقدير وتقييم هذه العلاقات، وذلك بعد أن "ابتعدت قيم ومصالح الطرفين عن بعضها البعض".
وفي وقتٍ كان يتحدّث الإعلام الغربي بشكل مضطرد عن سوء العلاقات الأميركية الصهيونية، وعن خلافات عميقة بين إدارة الرئيس الأميركية جو بايدن وحكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، حاول الإعلام العبري في البداية امتصاص حدّة هذه الأخبار من خلال التأكيد أنّه لا يوجد تدهور في العلاقات المشتركة، واقتصر الأمر بالقول إنّ هناك "خلافات في الرأي".
لكن الإعلام العبري، ومع تراكم الخلافات بين "تل أبيب" وواشنطن، بشأن أكثر من ملف داخلي وإقليمي ودولي، بات يتناول هذا الأمر بطريقة مُغايرة، وذلك بالإشارة إلى أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة تبدو طبيعية في الظاهر، لكن تحتها تمتد خطوط الصدع، التي يمكن أن تكون غير قابلة للعودة إلى ما كانت عليه. وما زاد من حدّة هذه التصريحات، هو زيارة رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ، إلى واشنطن، الثلاثاء المقبل، للقاء بايدن، وسط خلاف عميق بين الأخير ونتنياهو، الأمر الذي وصفه الإعلام العبري بـ"شكل من أشكال التحدي له".
من جهةٍ أخرى، فإنّ رفض نتنياهو علناً "التدخل الأميركي بقرارات حكومته، وتأكيده أنّها تتخذ قراراتها بإرادتها وليس على أساس ضغوط من الخارج، بما في ذلك من أفضل الأصدقاء"، رداً على مطالبات واشنطن بإيقاف مشروع التعديلات القضائية، كان عاملاً من العوامل التي شكّلت خضّة في واشنطن، وأدّت إلى تراجع مكانة نتنياهو لديها.
ديمقراطيون في الكونغرس يقاطعون خطاب هرتسوغ
بدوره قال الإعلام العبري إنّ عضو الكونغرس الديمقراطية، ألكسندرا أوكسيو كورتيز، أعلنت أنها ستقاطع خطاب رئيس الاحتلال الصهيوني، إسحاق هرتسوغ، في الكونغرس الأسبوع المقبل.
وبمقاطعة كوتيز خطاب رئيس الاحتلال، يرتفع عدد الديمقراطيين الذين سيقاطعون خطابه إلى ثلاثة، بعد إعلان إلهان عمر وجمال باومن عن أنهما لن يحضرا الخطاب أيضاً.