وجنود الإحتلال يدخلون القسم اللبناني من قرية الغجر
الحرب الصامتة بين حزب الله والعدو تصل ذروتها
رصدت كاميرا قناة المنار مباشرة على الهواء دخول جنود قوات الاحتلال للجزء اللبناني من قرية الغجر.
وأفاد مراسل المنار بأنَّ قوات الاحتلال وقوات «اليونيفيل» طلبوا من فريق المنار مغادرة مكان تواجده في الأراضي اللبنانية المحررة. وكانت قوات الاحتلال «الصهيوني» قد أقدمت في الآونة الأخيرة على اتخاذ إجراءات خطيرة في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية تمثلت بإنشاء سياج شائك وبناء جدار إسمنتي حول كامل البلدة.
والقسم الشمالي من بلدة الغجر هو القسم الذي تعترف به الأمم المتحدة باعتباره جزءًا من الأراضي اللبنانية.
فشل الصهاينة في الحرب على المقاومة
في سياق آخر،خلال العدوان الصهيوني على غزة في أيار/مايو 2021، والذي ردّت عليه المقاومة الفلسطينية بإعلان عملية «سيف القدس»، اعترض الدفاع الجوي لجيش الاحتلال، بحسب المراجع الصهيونية، نحو 90% من جميع صواريخ المقاومة الفلسطينية، ولكنّ هذه النسبة المعلنة لم تمنع المقاومة في غزة من أن تعلن انتصارها، بعد أن أسقطت صواريخها 11 قتيلاً من المستوطنين الإسرائيليين، وأثبتت فعاليتها في دعم الخيارات الاستراتيجية للمقاومة. يعكس هذا الأمر قضية أساسية، هي التفاوت الكبير بين الخطط التي تضعها القيادة العسكرية لقوة ما على طاولة العمليات، مع الأرقام التي تصلها بواسطة التجارب والمناورات والدراسات، وبين الواقع الميداني بعد اللحظة التي تنطلق فيها الشرارة الأولى للحرب، وهو ما يصطلح على تسميته في الاستراتيجيا، بالكارثة التامة.
ولعلّ أبرز مثال على هذه الكارثة التي يمكن أن تحلّ بقوة ما، كانت حرب تموز/يوليو 2006 بين «إسرائيل» وحزب الله، والتي لم تنتهِ مفاعيلها حتى ساعة كتابة هذه السطور، ولم تنحصر تبعات نتائجها ضمن حدود منطقة بلاد الشام، بل تعدّتها إلى مختلف جيوش العالم والمدراس العسكرية.
يقدّم العميد الصهيوني، رئيس لواء الشرق الأوسط في الشعبة السياسية - الأمنية الصهيونية، ورئيس معهد التنظير العسكري سابقاً، شمعون نافيه، ملاحظة دقيقة جداً في ربط الفشل الإسرائيلي الذريع في حرب لبنان الثانية، مع سياق الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين: «النقطة المهمة هي أن الجيش الصهيوني وقع في حبّ ما كان يفعله بالفلسطينيين، إلى درجة الإدمان، فعندما تخوض حرباً ضد منافس أدنى منك بكل الوسائل، فقد تفقد رجلاً هنا أو مقاتلاً هناك، لكنك ستتمتع دائماً بالسيطرة الكاملة على ميدان المعركة».
تعكس مقاربة العميد نافيه هنا مسألة عميقة جداً في وعي جيش الاحتلال الصهيوني، يمكن أن تشكّل منطلقاً مهماً في فهم المسار التطويري الذي سلكه الكيان في مساعيه للاعتبار من دروس حرب تموز 2006. فالإسرائيلي وجد نفسه للمرة الأولى خلالها، أمام «حرب حقيقية»، وشعرت قيادته العليا والميدانية، على مدى 33 يوماً، أنها «فاقدة للسيطرة».
حزب الله يراكم التدريب والتجربة
في الجهة المقابلة من الجبهة مع الاحتلال، راكم حزب الله التجربة العسكرية على عدة مستويات، ففي وقت لم يتوقّف فيه التدريب العسكري وازداد كماً ونوعاً بحسب ما يؤكد الإسرائيلي، مثّلت الخبرة القتالية التي اكتسبها مقاتلو حزب الله الأصغر سناً في سوريا «كنزاً عسكرياً» حقيقياً للحزب.
المقاومة الاسلامية ومعركة التسلّح النوعي
راكم حزب الله قدرات عسكرية مهمة عقب 2006، كماً ونوعاً، من الصواريخ الدقيقة إلى منظومات الصواريخ القريبة والبعيدة والمدفعية الثقيلة والخفيفة، التي عوّضت غياب التغطية الجوية لدى مقاتليه في الميدان.
كما طوّر حزب الله ترسانته العسكرية البحرية بشكل هائل، بعد نجاح استهداف البارجة «ساعر 5» عام 2006، وتمكّن كذلك، باعتراف جنرالات إسرائيليين، من بناء قدرات دفاع جوي تهدّد بشكل كبير حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في أي حرب مقبلة، ما يعني سلب الاحتلال نقطة تفوّقه الكبرى والتي لطالما اعتمد عليها في جميع حروبه.
مسؤولون سابقون في سلاح الجو يؤيدون رفض الخدمة
من جانب آخر وصفت صحيفة «هآرتس» الصهيونية احتجاج الطيارين في سلاح الجو الصهيوني على التعديلات القضائية بـ»نقطة الضعف الأكثر حساسية» لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «في الطريق إلى الانقلاب». وأفادت بأنّ رئيس الأركان ذكر أنّ «استقالة عدة مئات من الطيارين والملّاحين ستُلحق ضرراً حقيقياً بكفاءة سلاح الجو».
وفي السياق نفسه، أرسل مئات المقاتلين والمقاتلات السابقين في سلاح الجو، وبينهم مسؤولون سابقون أيضاً، صباح يوم الأربعاء، رسالة دعمٍ لاحتجاج الطيارين الاحتياط.
وكتب هؤلاء في رسالتهم: «سندعم من دون تحفظ كل عملٍ احتجاجي لكم، بما في ذلك تعليق تطوعكم فوراً».
ومن بين الموقّعين على الرسالة رئيس الأركان السابق دان حلوتس، واللواء ألوية الاحتياط عاموس يادلين، وأفيحاي بن نون وغيل ريغِف. ونقلت القناة «12» الإسرائيلية، عن عضو «كنيست» الاحتلال عن حزب «هناك مستقبل» ونائب رئيس «الموساد» سابقاً رام بن باراك قوله: «لو كنت اليوم في الجيش، لم أكن لأخدم في الاحتياط»، وذلك احتجاجاً على التعديلات القضائية.
وجرى اجتماعاً لـ350 طياراً و»تحدثوا بجدية عن وقف التطوع في الاحتياط».
كذلك، كشف موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أنّ ضابطاً كبيراً في سلاح الجو الإسرائيلي أنهى خدمته الاحتياطية احتجاجاً على التعديل القضائي.
آلاف المتظاهرين في مطار «بن غوريون»
من جانبها أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ آلاف المتظاهرين يحتجون في مطار «بن غوريون» في «تل أبيب»، بالإضافة إلى أكثر من 900 شرطي، مع استمرار تصاعد حركة الاحتجاجات في مستوطنات الاحتلال ضد خطة الحكومة للتعديلات القضائية.
وأفادت «القناة الـ12» الإسرائيلية بأنّ المتظاهرين قاموا بإغلاق قسمٍ من مداخل مطار «بن غوريون»، بحيث تكثّف وجودهم، بالإضافة إلى عناصر الشرطة الذين تجمّعوا لمواجهتهم.