فيما سقط على إثره عشرات القتلى والجرحى..
إقتتال قبلي يفاقم الوضع الأمني في باكستان
قُتل تسعة أشخاص على الأقل وأُصيب أكثر من 40 آخرين بجروح جراء نزاع قبلي على قطعة أرض في شمال غرب باكستان، فيما تحاول السلطات احتواء المشكلة، إلا أن جهودها لم تتكلّل بالنجاح، وامتدّت المواجهات المسلّحة بين أبناء القبائل إلى مناطق مختلفة. وبدأت المواجهات بين القبائل المختلفة المتصارعة في منطقة باره تشنار على قطعة أرض، قبل أربعة أيام، وقُتل على أثرها حتى الآن تسعة أشخاص من القبائل المختلفة، وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح، عدد منهم في حالة خطرة. وفي هذا الشأن، قال رئيس المستشفى العسكري في المنطقة الدكتور قيصر عباس لوسائل إعلام محلية، إن المستشفى استقبل خلال الأيام الأربعة الأخيرة تسع جثث لأشخاص من أبناء القبائل المتصارعة، كان ثلاثة منهم قد قُتلوا مساء الإثنين، بينما بلغ عدد الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى 41، ثلاثة منهم في حالة خطرة للغاية.
الحكومة تتوعّد
من جهته، أكد نائب مفوض مدينة كرم سيد سيف إسلام شاه، في حديث لوسائل إعلام محلية، أن الجهود جارية من قبل الإدارة المحلية والجيش، بالتعاون مع شيوخ العشائر، لوقف إطلاق النار بين القبائل المتحاربة، لكنها لم تؤتِ أكلها لغاية الآن، والصراع متواصل ويتوسّع إلى أماكن أخرى، وهو مؤشر خطير، وفق قوله. من جانبه، قال الوزير الاتحادي الباكستاني لتنمية الموارد البشرية ساجد حسين طوري، وهو ينتمي إلى المنطقة نفسها، إنه سيزور قريباً مقاطعة كرم لبحث القضية مع شيوخ القبائل، ومحاولة إيجاد حلّ لها، معرباً عن أسفه الشديد حيال ما يحدث بين القبائل المختلفة هناك. وأضاف الوزير أن الحكومة لن تسمح لأي شخص أو جهة بالإخلال بالأمن في المنطقة، وسيتم حل جميع القضايا من خلال الحوار.
الحياة معطلة تماماً بسبب الصراع
وتحدث حاجي عبد الباسط، وهو أحد سكان منطقة باره تشنار، وهو يعيش حالياً في مدينة بيشاور، مشيراً إلى أن الحياة معطلة تماماً بسبب الصراع، إذ إن المدارس مغلقة، وكذلك المحلات التجارية، كما أن هناك نقصاً حاداً في الأدوية والمواد الغذائية. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة تشهد منذ فترة طويلة صراعاً طائفياً شيعياً - سنياً، ما يرجح احتمال تدخل التنظيمات المسلحة في الصراع على قطعة الأرض لدعم فريق دون آخر، إذا لم يتم احتواء القضية.
حالة أمنية مزرية
وتعيش باكستان حالة أمنية مزرية في ظلّ تكثف الهجمات الارهابية من قبل حركة طالبان باكستان والانفصاليين، حيث قال وزير الداخلية الباكستاني رانا ثناء الله، في تصريح صحافي في وقت سابق من شهر يناير، إنّ "الوضع الأمني في البلاد متأزم جداً"، وإنّ الأحداث الأمنية الأخيرة في إقليم البنجاب تشير إلى أنّ الأوضاع في هذا الإقليم أيضاً تسير نحو الأسوأ. ووصف الوزير، مقتل ضابطين في إدارة مكافحة الإرهاب بعملية اغتيال، الثلاثاء، في منطقة خانيوالي بإقليم البنجاب، بأنه "مؤسف للغاية"، معتبراً أنّ استهداف ضباط الاستخبارات "يشير إلى مدى تأزم الوضع الأمني"، مطالباً الحكومة المحلية في إقليم البنجاب (التابعة لحزب حركة الإنصاف بزعامة عمران خان) بأن تتخذ كل الخطوات اللازمة من أجل التصدي لأي عملية شبيهة، وإحلال الأمن في الإقليم.