حقوق الأطفال في الإسلام
الوفاق/ وکالات أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض نحبهم ونؤثرهم على أنفسنا وإن تربية الأولاد على النحو الذي يوجبه الإسلام هو حق من حقوق الأطفال وواجب على الوالدين ومن تمام هذه التربية أو من وسائلها أن تكون معاملة الوالدين لأولادهم على نحو معين وبأسلوب خاص دل عليهما الشرع الإسلامي.
أولاً: حق الولد في الاسم الحَسَن
للبعض أسماء جميلة، تحمل معاني سامية، وتولد مشاعر جَميلة، فَتجذبك للشخص المسمَّى بها كما يجذبُ شَذَا الأزهار النحل، وللبَعض الآخر أسْماء سَمِجة، مفرغة من أي مَضْمون، وتحس عند سماعها بِالضيقِ والاشمئزاز، وما أعظم التأثير النفسي والاجتماعي للإسم الذي نطلقه على أطفالنا. لم يهمل الإسلام كدينٍ يقود عملية تغيير حضارية كبرى شأن الاسم وكان النبي(ص) يقوم بتغيير الأسماء القبيحة، أو الأسماء التي تتنافى مع عقيدة التوحيد، واعتبر من حق الولد على والده أن يختار له الاسم المقبول .فقال (ص) : (إنَّ أوَّل مَا ينحلُ أحَدكُم وَلده الاسْم الحَسَن فَلْيحْسِن أحدكُم اسْم ولدِهِ) .
ثانياً : حق التأديب والتعليم
لا شكَّ أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي أهم مراحل حياته، ومن هذا المنطلق يؤكد علماء التربية على ضَرورة الاهتمام الزائد بالطفل، وأهمية تأديبه بالآداب الحسنة . فقال الإمام علي(ع) مبيِّناً أهميَّة الأدب وأرجحيَّته على غيره : ( خَيْرُ مَا وَرَّثَ الآبَاءُ الأبْنَاءَ الأدَبَ ) .
لقد احتلت مسألة ( أدب الأطفال) مساحة واسعة من أحاديث أهل البيت (ع)، فنجد تأكيداً على المبادرة إلى تأديب الأحداث قبل أن تقسو قلوبهم، ويصلب عودهم، لأن الطفل كورقة بيضاء تقبل كل الخطوط والرسوم التي تنتقش عليها، وتأديب الطفل مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، فالمسؤولية في ذلك لا تُنَاط بالوالدين فحسب، وإن كان دورُهم أساسيّاً، وإنما تَتَّسع دائرتها لتشمل الجميع.
وهناك حقٌّ آخر للطفل مكمِل لحقِّه في اكتساب الأدب، ألاَ وهو حق التعليم، فالعلم كالأدب وراثة كريمة، يحث أهل البيت (ع) الآباء على توريثه لأبنائهم ، فالعِلم كنز ثمين لا ينفد.
حقُّ العدلِ والمُسَاواة
إنَّ النظرة التمييزية للأطفال – وخصوصاً بين الذكر والأنثى – تزرعُ بذور الشقاق بين الأشقَّاء ، وتحفر الأخاديد العميقة في مجرى العلاقة الأخوية بينهما.
فالطفلُ ذو نفسيَّة حسَّاسة، ومشاعره مرهفة ، فعندما يحسُّ أن والده يهتم كثيراً بأخيه سوف يطفح صدره بالحقد عليه . وقد يحدث أن أحد الوالدين أو كليهما يحب أحد أولاده، أو يعطف عليه – لسبب ما – أكثر من أخوته، وهذا أمر طبيعي وغريزي، ولكن إظهار ذلك أمام الأخوة، وإيثار الوالدين للمحبوب بالاهتمام والهدايا أكثر من أخوته، سوف يؤدي إلى تعميق مشاعر الحزن والأسى لدى الآخرين، ويفرز مستقبلاً عاقبته قد تكون
وخيمة.