الزراعة الصيفية في محافظة خوزستان
صادق عبیات
إن مصير الزراعة الصيفية في محافظة خوزستان أصبح واضحاً وجلیّاً، وذلک بعد إعلان المسؤولین المعنیین عن الخطة الزراعیة لهذا الموسم في المحافظة، وذلک بعد أن تم حظر الزراعة للکثیر من المحاصیل، خلال السنوات الماضیة في بعض مناطق خوزستان، بسبب محدودية الموارد المائية واستمرار الجفاف وأزمة شح المیاه. توفّر المدن الجنوبية والغربية لمحافظة خوزستان احتياجاتها المائية من مجمعات المياه في الكرخة، ونظراً لحدوث الجفاف وانخفاض هطول الأمطار في السنوات الماضية في محافظة خوزستان ومنها مجمعات الكرخة، فقد انخفض مخزون المياه خلف هذا السد، ولهذا السبب تتم الزراعة بشکل محدود بهذه المنطقة صيف هذا العام، من أجل الإدارة الصحیحة للمياه.
الموافقة على زراعة 40 ألف هكتار من المحاصيل الصيفية في مجمعات الكرخة
في هذا المجال أعلن محافظ خوزستان أن هذا العام، ومع هطول الأمطار الغزيرة في خوزستان، ليس لدينا مشاكل في جميع الأحواض المائية باستثناء حوض الكرخه، وبالنسبة لحوض الكرخة، يمكننا نقل المياه من حوض كارون إلى حوض الكرخة من خلال ثلاث قنوات، واثنتان من هذه القنوات الثلاث بحاجة الى تجريف، وهو الأمر الذي تمت الموافقة عليه خلال زيارة رئيس الجمهوریة الأخيرة للمحافظة، وتمت الموافقة على الميزانية المطلوبة لهذا الغرض.
وأضاف علي أکبر حسیني محراب: لقد احتفظنا بحصة المياه للزراعة الخريفية في مجمعات الكرخة. وبالنسبة للزراعة الصيفية، البعض کان یعتقد أنه يجب أن يكون هناك حظر كامل على الزراعة، وهو ما عارضته أنا، وقلت إننا ضد حظر الزراعة الصيفية في حوض الكرخة، لكن يجب أن يكون نمط الزراعة يتم تغييره بمساعدة مزارعي هذا الحوض، وتمت الموافقة على تزويد وتوفیر المياه للزراعة الصيفية في حوض الكرخة بمساحة 40 ألف هكتار، للمحاصيل الزراعیة قلیلة الاستهلاك.
محافظ خوزستان من جانبه، أضاف بأنه من المقرر أيضا أن يتم تقسيم هذه الـ 40.000 هكتار بشكل عادل في ست مدن على طول مجمعات المياه في الکرخة، وسيتم استبدال زراعة المحاصيل التي تتطلب كميات أقل من المياه بزراعة المحاصيل ذات الاستهلاك الكثيف للمياه مثل الأرز.وسیتم تم توفير 600 مليون متر مكعب من المياه لزراعة حوض الكرخة، ويجب توزيع هذه الكمية من المياه بشكل عادل في المدن الواقعة على طول مجمعات الكرخة بالتعاون مع المسؤولين والمزارعين.
أوضاع ملائمة في مجمعات کارون، مارون و دز
في مجمعات المیاه في کارون، مارون و دز وبالنظر الی منسوب میاه الامطار التی تم تخزینها، تتمتع هذا الاماکن باوضاع ملائمة للزراعة الصیفیة في محافظة خوزستان، وهذه الأماکن بدأت بزراعة المحاصیل الصیفیة ولا تواجه أية مشکلة لغایة الآن. هذا ما أعلنه رئيس منظمه الجهاد الزراعي في محافظة خوزستان، حیث أضاف أن في کارون ومارون ومجمعات الدز هناك محدودیة من حیث اطلاق المیاه من السدود، لکن لم تکن هناک ممنوعیة في زراعة الأرز أو أي محصول زراعي آخر، لکن النمط الزراعی الموثر هناك هو نمط زراعي حسب میزانية الري، ولن نواجه ممنوعیة لبعض المنتجات الزراعیة مثل الأرز.
کما أوضح رئيس منظمة الجهاد الزراعي في محافظة خوزستان أنه وبالنظر إلى محدودية الموارد المائية في مجمعات میاه الکرخه، تم حظر زراعة الأرز، وتقرر أن تكون الزراعة مبنية على المحاصيل التي تلبي احتياجات المحافظة، وتم تخصیص 40 الف هکتار في الکرخه لزراعة محاصیل تتلاءم مع الاقلیم ومع نقص وشحة المیاه، وحسب نمط الزراعة المُعلن من قبل منظمة الجهاد الزراعي، وهذه المحاصیل هي الذرة، السمسم، الخضروات وایضاً البقولیات، مضیفاً أنه من الضروري أن یتم زراعة المحاصیل التی تعتمد بشکل اقل علی المیاه، بدلاً من تلک المحاصیل کثیرة الري وکثیرة الاستهلاک للمیاه.
والجدیر بالذکر أنه بسبب انخفاض هطول الأمطار في السنوات الماضية في بعض محافظات البلاد ومنها محافظة خوزستان، انخفض مخزون المياه خلف السدود في هذه المحافظة، وعلى هذا الأساس، فإن تعديل النمط الزراعي واستخدام الطرق الحدیثة للزراعة من قبل المزارعین، له أهمية كبيرة للتغلب على أزمة نقص المياه والجفاف في محافظة خوزستان.
تغییر النمط الزراعي حاجة ملحة وضروریة
بالنظر إلى الدور الحيوي للقطاع الزراعي في الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل وتوفير الغذاء للمجتمع، لابد من استخدام موارد وآلیات الإنتاج في هذا القطاع على أفضل وجه ممكن، للحد من استهلاك هذه الموارد، ومن أجل زيادة دخل ورفاهية المزارعين.
وبالنظر إلى المناخ الجاف وشبه الجاف لإيران وأزمة المياه في عدد من المحافظات ومنها محافظة خوزستان، تلعب المياه دورا مهما في تحديد نوع الأنشطة الزراعية، كأحد العوامل المحدِّدة للإنتاج. إن هشاشة المياه الجوفية بسبب الاستخراج المفرط لموارد المياه، واستنفاد الإمكانات التطويرية لاستغلال المياه الجوفية للأغراض الزراعية، وانخفاض كفاءة الري، تجعل من الضروري تعديل نمط استهلاك المياه. إن تغيير نمط الزراعة في محافظة خوزستان هو الحل الأساسي لتصحيح نمط استهلاك المياه في
القطاع الزراعي.
ومن خلال تغيير نمط الزراعة في محافظة حوزستان، من المحاصيل الزراعیة التي تحتاج إلى الكثير من المياه خلال فترة نموها، مثل الأرز، إلى المحاصيل ذات المقاومة العالية لقلة المياه والمحاصيل الأكثر توافقاً مع الظروف المناخية والإقليمية للمحافظة، يمكن اتخاذ خطوة في اتجاه الإدارة السليمة لاستهلاك المياه وزيادة الإنتاج في المحافظة.
الأسلوب الزراعي المناسب يجب أن یتم تنفيذه بطریقة تُلبي الاحتياجات الأساسية لجميع أفراد المجتمع وتُضمن حقوقهم العدیدة، ومنها إنتاجية الأرض وفرص التسويق، لأن أي تغيير في نمط الزراعة يمكن أن يؤثر على النظام الاجتماعي للقطاع الزراعي بأكمله. ونظراً للجفاف في السنوات الأخيرة بالقطاع الزراعي في محافطة خوزستان، يجب أن يتمتع المزارعون بأقصى إنتاجية من المياه والأراضي الزراعية حتى يتمكنوا من التعامل مع أزمة الجفاف ونقص المياه بهذه المحاظة، وبالنظر الی ارتفاع استهلاك المياه في القطاع الزراعي حاليا، فمن الضروري تنفیذ وتطبيق نمط زراعي جديد في الحقول الزراعیة
بالمحافظة.
في الوقت نفسه، وبالنظر إلى نقص المياه وضرورة تحرك المزارعين نحو استخدام شبكات وأنظمة الري الجديدة، من الضروري أن تبذل الحكومة قصاری جهدها في تعریف وتعلیم المزارعین بأسالیب الري الحدیثة، من أجل أن یستخدم المزارعون هذه الأنظمة، للحد من استهلاک المیاه في ري المزارع. ومن ناحية أخرى، يجب تجهيز مزرعة نموذجية في بعض المناطق بالري الحديث، حتى يتعرف المزارعون على فوائدها عن كثب.