أفلام تروي حكاية الأبطال
وثائقيات جامعية.. تعكس ملاحم المقاومة
الوفاق/ منذ تعلّم الإنسان الكتابة والنشر والقراءة، استخدمها لعدة أغراض، ومنها بيان الأفكار والإضاءة على المواضيع الهامة البشرية، ولكل شيء استخدام إيجابي وسلبي، وهذا الذي شهدناه كثيراً من خلال الكتب التي تم نشرها وعرضها في الأسواق، ولكن هناك نوعا آخر من استخدام هذه الأداة المعرفية الهامة، وهي كتابة السيناريوهات والمتون التي تُعد مادة هامة للإنتاجات الإعلامية والسينمائية، سابقاً تحدثنا كثيراً عن اتخاذ سياسة الكيل بمكيالين من قبل الدول الأمبريالية والصهيونية والأقلام التي تخدمها، فاليوم لا نريد أن نكرر هذا الموضوع، بل نتحدث عن الأفكار والأقلام المبدعة التي تخدم المقاومة، وهي رصاصة تُطلق بوجه الأعداء.
الفكر المقاوم هو موجود عند المبدعين والجامعيين، حيث يركّزون في رسالاتهم وأطروحاتهم على الموضوعات التي تعنى بالمقاومة، ونرى أنه يتم إنتاج وثائقيات منها، فموضوعنا لهذا اليوم نتطرق فيه الى نموذجين منه، وهو ما جاء في موقع قناة المنار التي تطرقت إلى الموضوع في قسم "نجاحات" ويقدّم النجاحات التي حصل عليها هؤلاء الجامعيون، فالأفلام والوثائقيات التي يتم إنتاجها وتخلد بطولات المقاومة تحظى بمكانة خاصة، حيث أن بعضها يحظى بإعجاب لجنة تقييم مشاريع التخرّج في الجامعة.
شهود
وثائقي "شهود" يُعد من ضمن هذه القائمة هو فيلم "شهود" الذي هو قصة حب تصنع "أجمل العائلات" في فيلم للطالبة زينب جابر، وجاء في توضيح الفيلم: "يروي الجريح في المقاومة الإسلامية محمد علوش قصته في المشاركة ضمن العمليات العسكرية للدفاع عن حدود لبنان الشرقية في جرود القلمون بسوريا لصد هجمات الجماعات التكفيرية على القرى والمناطق اللبنانية.
كل شيء يبدو تقليدياً في قصة لجريح، إلى أن يذكر "علوش" تاريخ 15/02/2016، وهنا تحديداً في الدقيقة 01:17 من الفيلم تبدأ الرواية تأخذ أبعاداً غير مألوفة على المشاهد.
هكذا اختارت الطالبة زينب جابر في مشروع تخرجها من قسم الإعلام في جامعة الآداب والعلوم اللبنانية "يوزال" أن تعالج قصتها في الفيلم القصير الذي حمل إسم "شهود".
تدخل كاميرا زينب إلى كواليس حياة محمد علوش، بمشاهد إعادة تمثيل في نفس الحي الذي وُلد وترعرع فيه، الإبن الأصغر "آخر العنقود" في عائلته الذي حمل همّ مساعدة والده في جرّ عربة جمع الخردة بعد انتهاء دوام المدرسة…ثم، وبأسلوب ذكي إخراجياً، ينتقل الفيلم بكاميرا الواقع إلى داخل منزل الجريح "علوش" هذه الأيام.
الجريح من قوات الرضوان، الذي فقد كلتا يديه، تمكّن من التفوّق في مدرسة الحب، التي منها بنى أسرته الخاصة المليئة بمشاعر الود والحنان والتعاون بين الزوجين "محمد" و "نور" الممرضة التي واكبت فترة علاجه في المستشفى.
إختيار زينب، وفريقها في التنفيذ، الخلفية الرمادية في تنفيذ المقابلات، كان متعمّداً لحصر تركيز المتلقي في كلام وتعابير وجوه أبطال القصة، وهناك تميّزت الصورة بدقة تنفيذ الإضاءة والكادراج. أيضاً من مميزات المعالجة البصرية للفيلم أنها اتسمت بالبساطة في جرأة على ترك التأثير للقصة الحقيقية دون أي مبالغة في المؤثرات. أيضاً، على صعيد الإعداد، لم يلجأ الفيلم إلى أي تكلّف في النص، بل ترك "الضيوف" يحكّون قصّتهم بأنفسهم ودون أي تصنّع في تنميق الكلام أو "تأنيقه"، ما جعل المشاهد يخال نفسه أمام دراما واقعية لقصّة من الروايات المكتوبة.
وهكذا، حظي الفيلم بإعجاب لجنة تقييم مشاريع التخرّج في جامعة يوزال عن العام الدراسي 2022، والتي منحت الفيلم درجة جيد جداً".
السادسة بتوقيت القدس
وثائقي "السادسة بتوقيت القدس" يتطرق إلى معركة سيف القدس وجاء في توضيح الفيلم: "هو فيلم وثاثقي، حول معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية. وينبع اختيار موضوع الفيلم، من أهميةِ المعركة التي خاضتهَا المقاومةُ والشعبٌ الفلسطيني، والنتائج التي حقتتها، والسبب الأهم الاستهداف الممنهج والمباشر للاعلام، والذي لم يأخذ حقّه، في المتابعة، من خلال الاعمال التي تناولت هذه المعركة.
ولا شكَّ أن ندرةَ الاعمال التي سلطتْ الضوءَ على استهداف الاعلاميين، شكّلت احدى الصعوبات التي واجهت اعداد هذا الفيلم، من قبل الطالب جعفر عباس، لنيل شهادة الإجازة في علوم الإعلام والإتصال (الرقمي) للعام 2022-2021، من الجامعة اللبنانية.
الفيلم يُعرض في ثلاثة أجزاء، ونرى في الجزء الأول: أسباب معركة سيف القدس ومجرياتها.. والمعادلات التي فرضتها هذه المعركة، وفي الجزء الثاني: استهداف المقرات الاعلامية بشهادة إعلاميين ميدانيين خاضوا المواجهة بأداء عكس الصورة الحقيقية للمعركة، وفي الجزء الثالث: الاعلام الافتراضي المقاوم بين سندان الرقابة العسكرية ومطرقة إدارات شبكات التواصل الاجتماعي.
ومع انتهاء المهلة التي حددتها لجيش الاحتلال لسحب جنوده من المسجد الاقصى وحي الشيخ جرّاح، يوم الإثنين في 10-5-2021، انطلقت صواريخ المقاومة نحو القدس والداخل المحتل، معلنة بدء معركة سيف القدس، وذلك عند الساعة الـ 18:00 بتوقيت القدس المحتلة".
واسم الفيلم يُشير إلى ساعة بداية معركة القدس التي لقّنت الإحتلال درسا لا يُنسى.
توثيق الملاحم في الجامعات
في الحقيقة توثيق الملاحم في الجامعات يُعد من أهم المجالات التي يجب التطرق إليها، بما أن الطالب الجامعي بعد التعليم والدراسة، والبحث يختار موضوع المقاومة وكل ما تعلمه يستخدمه لتوثيق بطولات المقاومة، ونظراً لأن الطالب الجامعي يبذل جهده لإنتاج جيد، النتيجة ستكون جيدة، ومن جهة أخرى هو الخطوة الأولى للسير في هذا الطريق والمستقبل المهني كصانع أفلام رسالية للعالم، وهو الضمير الحي الذي يصل رسالة المقاومة لجميع أبناء البشر، ومن الملفت للنظر هو أن هكذا أفلام هي الفيلم الأول لصانعه، وهذا دليل على جاذبية المقاومة عند جيل الشباب و الجامعيين.