الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وسبعون - ٠٢ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وسبعون - ٠٢ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

حرب «باردة» بين السعودية والإمارات في حضرموت

علي ظافر
كاتب ومحلل سياسي
تمتلك حضرموت موقعاً مترامي الأطراف، وتمثل 36% من مساحة اليمن، وتكتنز 70% من ثروات اليمن، وترتبط جغرافياً بمأرب وشبوة والمهرة، وتمتد إلى الحدود الدولية مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وتمتلك مخزوناً استراتيجياً كبيراً من النفط، إضافةً إلى إطلالتها على البحر العربي، وصولاً إلى أعالي البحار.
في غضون الأيام القليلة الماضية، وبعد اجتماعات مكثفة منذ 20 أيار/مايو، أُعلن من العاصمة السعودية الرياض تأليف "مجلس حضرموت" الذي يضم في تشكيلته شخصيات معظمها، إن لم يكن كلها، يحمل الجنسية السعودية، و"لا تملك هذه الشخصيات حضوراً سياسياً قوياً"، وفق مصادر حضرمية.
هناك 4 تهديدات محدقة بمحافظة حضرموت، بعضها من وجهة نظر سعودية، وبعض الآخر من وجهة نظر وطنية، يمكن تلخيصها على النحو التالي:
- الأول: الوجود العسكري الأميركي في مطار الريان وغيره من المواقع الاستراتيجية، وتردد المسؤولين العسكريين والسياسيين والدبلوماسيين الأميركيين إلى المحافظة، وهو، في اعتقادي، من أهم التهديدات وأخطرها.
- الثاني: مساعي الإمارات لتوسيع نفوذ ذراعها (الانتقالي) عسكريا وسياسياً وديموغرافياً... تمهيداً لإعلان فصل الجنوب عن الشمال، ولأنَّ الانتقالي هو الذي يحمل طموح الإمارات وأطماعها وأجندتها في السيطرة على الموانئ والمطارات والجزر الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، وهو تهديد خطر أيضاً.
- الثالث: التهديد السعودي بقضم حضرموت وضمّها أو في أقل الأحوال تأسيس فيدرالية حضرموت، على أن يتم تسييد الشخصيات ذات الميول الوهابية من الشخصيات ورجال المال والأعمال الذين يحملون الجنسية السعودية لخدمة أهدافها وأطماعها التي أشرنا إليها سابقاً، وهو تهديد خطر قديم ومتجدد.
- الرابع لا يمكن اعتباره تهديداً، لكنه من وجهة نظر السعودي قد يكون كذلك، وهو أن تسعى صنعاء لمد الجسور مع القوى والشخصيات الوطنية في حضرموت لبسط سيادة الدولة عليها، باعتبارها جزء أصيلاً من الجغرافيا اليمنية، لكن هذا يظل في إطار الاحتمالات لا التهديدات، على الأقل في المدى المنظور.
وبالنظر إلى هذه التهديدات بواقعية، من المستبعد أن تدخل السعودية ومن يمثلها في حضرموت في صراع مع الأميركي، كما أن السعودية لا ترى نفسها تهديداً، بل تقدم نفسها بطرق مختلفة. ويبقى أمامها التهديد الثاني والفرضية الرابعة (صنعاء)، وعلى الأرجح أن الرياض باتت تنظر إلى الإمارات وأداتها في الجنوب (الانتقالي) على أنهما التهديد الحقيقي لمصالحها وأطماعها في الجنوب.
يفسر ذلك أنّ الخطوة السعودية جاءت بعد الخطوة الإماراتية بشهر، وبعدما حاول عيدروس الزبيدي عقد لقاء تشاوري في حضرموت مشابه للقاء الذي عقد الشهر الماضي في عدن. وتنظر السعودية إلى الانتقالي بأنه أصبح رهاناً حققت من خلاله الإمارات مكاسب جيوسياسية عسكرية وسياسية، وبالتالي فإنّ لديها مخاوف بأن تخرج من السوق من دون حمص، كما يقال، وهذا ما دفعها إلى هذه الخطوة.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي