كيف نعلم أبناءنا قبول الآخر؟
الوفاق - وكالات / بات من الضروري جدًّا أن نعرف كيف نربي أبناءنا على الأخلاق الإنسانية وتقبل الآخر أكثر من أي وقتٍ مضى حتى لا يصبحوا يومًا ما ضحية تقع في فخّ العنصرية الممارسة من جهة أخرى أو يُمارسوها هم أنفسهم على من حولهم.
العنصرية ليست طبيعة فطرية عند الأطفال
في عمر الطفولة توجد عدة عوامل تعمل على ترسيخ العنصرية لدى الأطفال، منها عدم الحرص على اندماجهم مع غيرهم في إطار علاقات إنسانية، كذلك زجهم في تحالفات عنصرية، مثل التحيز للعرق واللون، كون عدم تعزيز ثقافة قبول الاختلاف، بمثابة دفع الطفل لأن يكون عنصريًا.
فضلًا عن انتهاج الآباء لممارسات عنصرية أمام أبنائهم، والذين يتبنونها بدورهم، كون الطفل كائناً يميل إلى المحاكاة والتقليد دائمًا.
أساليب تربية الأبناء على مبادئ التسامح وتقبّل الاختلاف
تكتسب مرحلة الطفولة أهمية بالغة الخطورة، لمّا لها من دور رئيسي في تشكيل شخصية الطفل. بدايةً إنّ الإقرار بوجود الفروقات ضروري، مع الحاجة إلى عدم التنكر لها، بل من الجيد الاحتفاء بها وإبراز الجانب الإيجابي من وجودها، كذلك يجب الانفتاح على أسئلة الطفل وتشجيعه عليها، فعند حديثه عن حالة عنصرية، يكون من السيء جدًّا إسكاته بل يجب التعامل معه وفق ما يقتضيه الموقف. وقد يكون من الجيد أيضًا الحديث عن العنصرية باعتبارها سلوكاً شائناً، ولماذا يجب علينا مناهضته.
هذا وتلعب الأم دورًا مهمًا في التربية باعتبارها الراعي الأول الذي يتعاطى بشكلٍ مباشر مع الطفل في سنوات حياته الأولى على مبادئ التسامح وتقبّل الاختلاف، ولكن هذا لا يعني بتاتًا تغييب دور الأب في المشاركة الجادة والفعلية في عملية التربية مع الأم. كذلك يجب الحرص على أن يكون الأب والأم مثالًا وقدوة في رفض العنصرية لكي يقتدي بهم الطفل، لأهمية دور التقليد والمحاكاة لدى الأطفال بما يدور حولهم، أمرٌ بسيط كالنظر إلى الآخر بعين الصداقة هو سلوك يتعلمه الصغار من تصرفات البالغين في محيطهم.
كذلك السعي لتوفير بيئة منزلية آمنة للصحة النفسية للطفل، يسودها العطاء وعدم الحقد وثقافة الاعتذار بدل الإصرار على تبني السلوك الخاطئ.
تعزيز التسامح عن طريق تعليم العفو والحُب والمُبادرة بالصفح، وتعزيز الأخلاق الحسنة لدى الأطفال، ويكون ذلك عن طريق تعويد نفسك كأب أو كأم على أن تسامح طفلك، لأنه لن يتعلم “التسامح” ما لم يجد شخصَا يسامحه.
إنها مهمة صعبة بالفعل، تربية الأطفال في بيئةٍ عالمية ومحلية أقل ما يقال عنها أنها تتصف بنسبة عالية من العداء والعنصرية الموجهة لفئاتٍ دون أخرى أو تبادل التهم وردود الفعل العنيفة التي يقوم بها البالغون ومن هم في مراكز القرار والقيادة للأسف.
لذلك من واجب كل راعٍ وراعية للصغار لعب دور قيادة إيجابي في حياة صغارهم وتعليمهم أخلاق تؤهلهم لمواجهة العالم الذي ينتظرهم بمرونة عالية وانفتاح على قبول الاختلاف.