الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعون - ٢٨ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعون - ٢٨ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

سيرة الشهيد

أحياءٌ عند ربهم ... الشهيد علي رضا حسان اللقيس

الوفاق/ في ليلة الثالث عشر من شهر رجب، صلّى علي الرضا صلاته الأخيرة، وضُربَ رأسه بُعيد صلاة المغرب بأطنانٍ من القذائف المحرمة دولياً، فهتف قلبه: «فزت ورب الكعبة»، وهو الذي كان عمره ممهوراً بعشق الإمام علي(ع)، فعلى أوراقه الخاصة، وحاسوبه الشخصي، وأوراق أهله ورفاقه، رسم بكلماته عشقه للإمام(ع).
المولد والنشأة
قبل أن يولد علي، رأى والده في الرؤيا أن سريراً في السماء تتدلى منه حروف آية الكرسي ذهبيةً، فوق حسينية آل اللقيس في بعلبك، فتفتحت الغبطةُ في فؤاده وهو يحملُ ولده بين ذراعيه، ليؤذن له في أذنه أذان الصلاة والجهاد.‏ وتحت سماء بعلبك، عاش «علي الرضا» الذي ولد عام 1986م الذي سُمّي باسمه تيمناً بالإمام الرضا(ع) يرتعُ في أحيائها القديمة، وينهلُ من تاريخها القديم والحديث تعاليم الحياة الحرّة.
خصاله ومزاياه
كان الشهيد قليلَ الكلام، هادئ الطباع، صديقاً لإخوته، يتابع أحوالهم الدينية والاجتماعية، ويشاركهم همومهم وهواجسهم،‏ جعل من صلاته عروجاً إلى الله (عز وجل)، لقد رأى  الشهيد أن الدينَ أكبر من تنسكٍ وتهجّد، فهو جهادٌ وتضحية، فكان طري العظم عندما التحقَ بدورته العسكرية الأولى، وهو لم يكن غائباً عن الدورات الثقافية، وكان مشاركاً في العديد من الأنشطة، لذا لا يحدد له تاريخ التحاقه بالمقاومة، إلا لحظة مولده. وكان شاباً مبادراً، متفانياً في عمله ومتقناً له، ولم ينسَ للحظة أنّ أي عمل يقوم به، صغيراً كان أو كبيراً، هو تحت أنظار صاحب الزمان(عج)، وسيترك الأثر في تعجيل أو تأخير ظهوره(عج).
حرب تموز 2006 ... الاستشهاد
أنهى الشهيد سنته الجامعية الثانية، وتحضّر لقضاء صيفٍ وفق برنامجٍ جهادي، ولكن الثاني عشر من تموز قلب كل الموازين. وكما كان متوقعاً، فقد وقف الشهيد مع المجاهدين في وجه العدو الصهيوني، من البقاع إلى الضاحية الجنوبية، لم يتوانَ للحظة عن القيام بما أوكل إليه من مهام.
كان في الحرب متفانياً صابراً، مبادراً ومقداماً، لم ترهبه القذائف التي لاحقته، ولا الطائرات التي حصدت وجه الضاحية، وقد دمرّت منزلهم في حارة حريك، ليبتلع الركام الكثير من حاجياته وذكرياته..‏ عندما حان وقت استراحته، وأثناء عودته من المركز، صادف مروره في منطقة الشياح، في الوقت ذاته الذي تعرض فيه مبنى سكني يتجمّع فيه العشرات من النازحين والمدنيين للقصف العنيف وبالأسلحة المحرّمة دولياً..‏ لم يسمع أحد أي خبر عنه، وقد جرّب والده التواصل معه وبقي هاتفه الخلوي خارج الخدمة ليومين، حتى وجد جثمانه المبارك تحت ركام المبنى في الشياح، ومعه حاسوبه الشخصي وبطاقته..‏ كأجداده، استشهد علي الرضا غريباً، وقد همست دماؤه آخر همسات العشق حين الوصال «فزت ورب الكعبة». وقد زار والديه في عالم الرؤيا بعد استشهاده عدة مرات وطلب إليهما أن لا يحزنا لأنه لا يزال حياً.‏

البحث
الأرشيف التاريخي