إيران الأكثر نشاطا في العالم بتنفيذ اتفاقية حماية التراث غير المادي
صرح نائب وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية "علي دارابي " بأن الجمهورية الإسلامية الايرانية انضمت إلى اتفاقية حماية التراث غير المادي منذ عام 2006 وتعتبر واحدة من أكثر الدول نشاطا في العالم في تنفيذ هذه الاتفاقية.
وفي الاجتماع الخامس لمجلس محافظي مركز حماية التراث الثقافي غير المادي في غرب ووسط آسيا والذي عقد يوم الاثنين 26 حزيران/يونيو في طهران، اعتبر دارابي بأن التراث الثقافي غير المادي هو روح ثقافة الأمة وإذا فقدت هذه الروح فلن يظهر التراث الثقافي المادي في العالم.
واضاف دارابي بأن الثرات المادي يولد التراث غير المادي للأمم ويعتبر من القيم الفريدة لكل مجتمع وأحد ركائز تحقيق التقدم المستدام في المجتمعات التي تمتلك هوية خاصة بها اليوم والتي تقوم بدعم من حكمة وفكر الإنسان منذ زمن بعيد في مظاهر مثل المعرفة المتعلقة بالكون والطبيعة والمهارات الفنية والحرفية التقليدية، والمنشأة الحيوية المليئة بالأعمال الاجتماعية التصالحية وصنع السلام والتي تبلورت في شكل طقوس وتقاليد واحتفالات ومظهر من مظاهر الفنون المسرحية وكشفت أسرار التعايش البشري عبر التاريخ.
واضاف دارابي بأن هذه المظاهر العديدة والفريدة استمرت في منطقة غرب ووسط آسيا في بدعم من الثقافة السامية لأمم الهوية عبر التاريخ مع انتقال ذكي بين الأجيال وفي عالم اليوم بقوة ناعمة ومتغلغلة بإعتبارها أثمن ممتلكات الإنسان.
واوضح انه مما لا شك فيه أن استقرار الحضارات القديمة لإيران وطوران ودول أخرى ذات تاريخ غني في المنطقة اعتمد على انتقال حاسم لتراثها غير المادي بطريقة شفهية تعبيرية غير مكتوبة ومدونة.
واردف دارابي ان الجمهورية الإسلامية الايرانية قد انضمت إلى اتفاقية حماية التراث غير المادي منذ عام 2006 وتعتبر واحدة من أكثر البلدان نشاطا بالعالم في تنفيذ هذه الاتفاقية.
كما اشار الى ان هناك ما يقارب ثلاثة آلاف سجل وطني للتراث غير المادي وإحصاءات 21 سجلا عالميا للتراث الثقافي غير المادي تعد أمثلة على نجاح ايران في الحفاظ على هويتها الثقافية في المجتمع الدولي.
وصرح بان المشاركة في تجميع القضايا متعددة الجنسيات من أجل خلق انسجام اجتماعي بين الأمم هو ما تحقق في إطار اتفاقية حماية التراث غير المادي المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو.
وأضاف: إن إنشاء مراكز تحت إشراف اليونسكو هو عمل يهم دول العالم المختلفة، لأنه من خلال هذه المراكز تقوم هذه الدول بتخطيط وتوجيه سياساتها الثقافية والمناطق المحيطة بها من خلال هذه المراكز، وفي الوقت نفسه، تراثهم الثقافي غير المادي الخاص وما يقومون بحراسته بالاشتراك مع البلدان الأخرى.
وقال: لقد تم الاعتراف بجمهورية إيران الإسلامية كسلطة في أنشطة التعليم والتوعية والحماية وبناء القدرات بخبراتها القيمة. تغطي الجغرافيا المحددة لمركز طهران للتراث غير المادي 24 دولة في المنطقة، مما يعني أن العديد من البرامج الثقافية للبلدان المجاورة في وسط وغرب آسيا، مع التخطيط الأساسي لمركز طهران للتراث غير المادي، يمكن أن تتماشى مع التآزر الإقليمي والاحترام المتبادل - الاسترشاد بين الدول الأعضاء ولعب دور رئيسي في توسيع السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.
وأشار إلى أنه على الرغم من انتشار التراث الثقافي غير المادي في الأدب العالمي على مدى العقدين الماضيين، في الشرق الأوسط وبالتالي في إيران، إلا أن هذا المفهوم كان موضع اهتمام لقرون ومظاهره التي لا حصر لها في الطقوس والعادات والمعرفة التقليدية اللغات والفنون تتجلى التقاليد والحرف اليدوية الأصلية.
وقال: تفتخر إيران بكونها نقطة محورية في منطقة غرب ووسط آسيا ولديها القدرة على الترويج للرموز والمظاهر الغنية للتراث الثقافي غير المادي في حماية هذه الفئة من التراث إلى جانب دول الأعضاء والاستفادة من خبراتهم القيمة من خلال تجميع وتنفيذ برامج متخصصة لحماية الهوية الثقافية للأمم، وإرساء الاحترام بين أصحاب الثقافات المختلفة والسلام الناتج، وخلق فرص للمشاركة فيما بينهم، لتحديد الأنماط الناجحة للتفاعل بين البشر والطبيعة والموارد الإقليمية، ولضمان استدامتها، فهي تتيح تبادل الخبرات من خلال الشبكات المناسبة.