الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وستون - ٢٧ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وستون - ٢٧ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

تمرّد «فاغنر»: شرٌ لا بد منه

حيّان نيّوف
موقع العهد الإخباري
ما جرى في روسيا كان سيحدث عاجلاً أو آجلاً، فليس كلّ الروس بالمطلق يوالون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويؤيدون توجهاته، في روسيا شريحة لا بأس بها تتناغم مع الثقافة الغربية وتوجهات الليبرالية الجديدة، هذه الشريحة وإن كانت أقلية لكنها موجودة.
لم يكن بريغوجين على علاقة جيدة مع وزارة الدفاع الروسية، و بدأت مظاهر التوتر بينه وبين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بالظهور للإعلام منذ ثلاثة أشهر، ويبدو أن بريغوجين كان يعلم بخطط وزارة الدفاع التي تهدف لتكبيل قرارات وتحركات "فاغنر"، والسعي لإخضاعها وعناصرها لشروط وأوامر القيادة العسكرية الروسية، وهو ما دفعه لإطلاق تصريحات متكررة بدأها منذ ثلاثة أشهر وخلال معركة تحرير "باخموت"، تضمنت هذه التصريحات انتقادا لاذعا لأداء وزير الدفاع الروسي وصلت حد المطالبة بعزله.
ما لم يتوقعه بريغوجين هو أن يكون دخول قواته لمدينة روستوف وتوجهها شمالا وعبر طرق مكشوفة قد أنجز بدون أية مواجهة أو اشتباك مع القوات الروسية بكل صنوفها، بالرغم من أن الطيران الروسي كان بإمكانه سحق أرتال "فاغنر" أثناء تحركها لكنه لم يفعل ذلك.
ربما أدرك بريجورين باكرا بأن مخططه و تمرده قد فشل منذ اللحظة التي أتيح له فيها التحرك بحرية، وتم تفويت الفرصة عليه لإحداث بلبلة واضطرابات و ربما اقتتال في الداخل الروسي، فكان لا بد له من انتظار خطاب الرئيس بوتين الذي تصرف بحنكة وحكمة وصبر، وخرج بخطاب حاسم وصف فيه تمرد بريغوجين بالخيانة وأنه يمثل طعنا في ظهر القوات المسلحة وروسيا، قبل أن يعود لاحقا ويؤمن له سلّما للنزول عن الشجرة التي صعد إليها بغبائه، وذلك عبر صديقه الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشنكو" لتنتهي المغامرة الفاغنرية بقرار انسحاب قواتها من المناطق التي دخلت إليها وترحيل لقائدها بريغوجين إلى بيلاروسيا.
ربما لم ولن تتاح الفرصة للغرب الأطلسي للاستثمار في "تمرّد فاغنر الفاشل" على المستوى الداخلي الروسي أو على مستوى جبهة الحرب الأوكرانية، وغالبا فهو لن يستطيع ذلك لأسباب متعددة.
لكنه ــ أي الغرب الأطلسي ــ لن يفوّت الفرصة للتأثير على النفوذ الروسي في ساحات خارجيّة ذكرناها آنفاً. لذلك فإنّ حلفاء روسيا مطالبون اليوم باليقظة و الإسناد لأجل أنفسهم ولأجل حليفهم، وفي منطقتنا فإنّ حلف المقاومة سيكون مطالبا بجاهزية عالية استعدادا لكلّ الإحتمالات، بل إنّه قد يجد نفسه مضطرا لإحداث ضغط استباقي على الأمريكي في الإقليم، كما أن القيادة الروسية وبعد إفشال التمرّد "الأحمق"، ستجد نفسها أمام امتحان استعادة الهيبة، وأيضاً سيجد عناصر "فاغنر" أنفسهم أمام امتحان إثبات الولاء لروسيا، ولذلك فإنه من غير المستبعد أن تشهد الساحة الأوكرانية مستوىً مرتفعاً من شحنات التفريغ الروسية ، والأمر ذاته قد ينطبق على ميادين المواجهة و خاصة في الشرق الأوسط.
أخيرا؛ ستبقى "فاغنر" تجربة قاسية في ذاكرة الجيوش النظامية العقائدية، وقد يكون من الملائم جدا استذكار كلمات القائد والمجاهد الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان): "اللي بيقاتل فينا وبيجاهد فينا مش القدرة البدنية، اللي بيقاتل فينا هو الروحية".

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي