الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وستون - ٢٧ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وستون - ٢٧ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

باحث عراقي لـ «الوفاق»:

ينبغي علينا ان نعمل جاهدين في الصد والوقوف بوجه الغزو الثقافي

حميد مهدوي راد
إلتقت صحيفة الوفاق مع الشيخ إبراهيم الحسيني أحد الباحثين ومدير مؤسسة الاطياف للعلم والمعرفة في كربلاء المقدسة، وأجريت الحوار معه عدة قضايا ومنها: شخصية ودور الامام الخميني (قدس) في صحوة الأمة الاسلامية، تنمية العلاقات الثقافية ومهمتنا في مواجهة الغزو الثقافي و....

ما هو رأيكم بالإمام الخميني (قدس)؟
نحن اليوم نعيش ذكرى رحيل الإمام الخميني (قدس)، هذا الانسان العظيم الذي فجر الثورة الاسلامية في إيران، بل أصبحت للعالم أجمع لأنها انتقلت من المفاهيم النظرية الى المفاهيم العملية في ساحة العمل والتطبيق، ولذا جاء بمفاهيم عظيمة. ومن هذه المفاهيم التي حققها ولم يحققها غيره هي مفهوم البراءة ومفهوم يوم القدس العالمي وغيرها من المفاهيم التي ارساها لدعائم الاسلام. بكل تأكيد أن الامام الخميني قدس سره اراد من القرآن والسنة الشريفة أن يطبق حاكمية الاسلام في الأرض وأن يجعل مفاهيم الاسلام تكون عملياً لا ان تكون نظرياً. لأن البعض يعتقد أن هناك من المفاهيم لا يطبقها الّا الإمام المعصوم وهذا امرٌ خاطئ، لأن القرآن نزل لجميع البشر وعلى البشر أن يعملوا بمفاهيم القران. فكيف يعملوا بمفاهيم القرآن نظرياً ولم يُطبقوها عملياً. نعم قال اقم الصلاة فراداً او جماعة ولكن علينا أيضا ان نقيم حاكمية الاسلام في الأرض حتى نرسخ العدالة الانسانية والاسلامية في البلاد.
كيف نستطيع ان نوسع تنسيق العلاقات الثقافية بين البلدين؟
هناك مشتركات كثيرة، تربطنا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية الاسلامية لا تنفك عن العراق والعراق لا ينفك عن الجمهورية الاسلامية بعدة أمور منها اولاً الاسلام وثانياً العقيدة، العقيدة الاسلامية موجودة في الجمهورية الاسلامية، وهي نفسها موجودة في العراق. والاسلام الذي موجود في إيران هو نفسه موجود في العراق، ولذا انا اقول حقيقة، وان كان هناك من يؤاخذ كلامي بالامر السلبي لكنه من باب الحق والانصاف والعدالة، يجب على الجمهورية الاسلامية أن تدافع عن العراق، عسكرياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وكل معاني الدفاع. لماذا؟ لأن العراق مسلم ويجب دفع الخطر عن المسلم وهذا هو الاسلام الذي جاء على لسان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم : الاسلام، المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ومثلاً، هل أنا اقبل باحتلال أمريكا ولا اقبل بتدخل إيران في حل بعض العراقيل في العراق؟ ويجب على العراقيين ان يفهموا جيداً انّ الجمهورية الاسلامية هي ظهيرنا وهي دفاعنا وهي سندنا ولذا نحتاجها في الدفاع عن هذا البلد ثقافياً وعسكرياً وكل ما نحتاجه من الدفاع لأنها الظهير القوي لـ الشعب العراقي. والعراقيين والكثير منهم يتفاعلون مع هذه النظرية ويعتبرون الجمهورية الاسلامية انّما تدافع عن القيم والمبادئ التي ارساها الامام الخميني (قدس) عبر مبادئ وقيم الاسلام، لأن الامام الخميني يريد ايران للاسلام ولا يريد الاسلام لإيران، كما عبّر سابقاً عندما طرح احد المسؤولين، أنه يريد ان يتفاخر بمقولته امام الامام الخميني (قدس) سيدنا نريد الاسلام الايران فقال الامام الخميني له إعكس هذه النظرية، وقل نريد إيران للاسلام. فالاسلام عن طريق ايران وعن طريق السيد القائد الامام الخامنئي حفظه الله وعن طريق المخلصين من الرجال، الثورة الاسلامية ستكون في كل بقعة من بقاع العالم تنادي بالاسلام ونعيش حالة الحب والود والوئام الاسلامي والدفاع عن المسلم أينما كان ولذا نجد الجمهورية الاسلامية لها العين ولها اليد ولها القوة ولها السطوة في كل مكان في العالم ولها انصار، لان الانصار يأتون من خلال الاعتقاد ومن خلال الايمان الراسخ بالقضية الاسلامية، والقضية الاسلامية انّما رسخّها وفهّمها للعالم هو الامام الخميني (قدس)، وعليه الآن نجد السيد القائد الامام الخامنئي يسير على ذلك النهج وعلى ذلك الطريق، حفظه الله، جميعاً منا الدعاء ونسأل الله منه الاجابة ان يحفظ هذا القائد الذي يؤكد ودائماً يبين المفردات التي تغيب عن اذهاننا ويسمي هذه المفردات بالجهاد التبيين على الاخوة المؤمنين والمثقفين والمسلمين ان يجاهدوا في كل مكان وحسب موقعه من العمل، الفنان يجاهد بفنه، المجاهد يجاهد بجهاده، العالم يجاهد بعلمه، طالب المعرفة يجاهد بمعرفته، صاحب المصنع يجاهد باتقان مصنعه وعمله الصناعي وهكذا وان شاءالله نحن سائرون على هذا نهج الامام الخميني (قدس) مادمنا أحياء.
ما هي المشاكل والتحديات التي تكون أمامنا في مجال النشاطات والتنمية الثقافية؟
هناك مشاكل عديدة، مثلاً مع الأسف مشاكل العالم الافتراضي الذي جاء من الغرب، علينا ان نستعمله بالطرق الايجابية لا بالطرق السلبية ونأخذ اوامر هذا المجاز من الافكار الغربية ومن الرؤى الغربية علينا ان نزيد من وعي او نجعل شبابنا ونساءنا وبناتنا وكل المسلمين أن يعوا هذه المسألة لأن الغرب لا يريد لنا الثقافة والعلم والتطور بل يريد لنا الاحتلال والهيمنة والسيطرة والعبودية، والله عزوجل خلقنا احراراً، نعبد الله تعالى لا نعبد سواه، اياك نعبد واياك نستعين فقط، لا يمكن لي ان اقبل ان اكون عبداً للغرب او عبداً لأمريكا أو عبداً لإسرائيل، هؤلاء يريدون منا ان يستعبدوننا وابسط الطرق هي طرق الثقافة، ولذلك عبّر عنه الامام الخامنئي (حفظه الله) بالغزو الثقافي، هذا الغزو الثقافي الذي هو أيضا عبر عنه السيد الامام السيستاني حين قال انتهيتم ايها الاخوة المجاهدون من الجهاد، الجهاد الاصغر الذي هو رد داعش ورد المحتلين من بلادكم ولكن استعدوا لجهاد أكبر، وكان يشير الى هذا الغزو الثقافي الذي جاء به الغرب بعدما فشل من أن يقاوم أو يقف بوجه الحشد الشعبي او يقف بوجه المجاهدين ولكن يعمد الى التصرفات التي لعله يحظى بشيء من الفوز بها، ولن يحظى.
وهذا دليل خسارتهم حين لم يقدروا ان يواجه قاسم سليماني في ساحات الوغى لكنه ارسل له طائرة من وراء البحار ويغتاله اغتيال الجبناء في مطار بغداد، وهذا يدل على ضعفه لأنه لم يقدر عليه فيه ساحات الوغى، فاغتاله امام الناس وفي الساحات المدنية. وهذا عيب معيبٌ على العدو وتبقى صفحة عارٍ بوجه العدو لانه ارتكب الجريمة. وفعلاً الآن بعض المسؤولين الأمريكيين مخالفين للرئيس السابق الأمريكي يقولون له انت انسان منحط وانسان غادر وإنسان غير سليم، لانك قمت باغتيال رجل في بلدٌ هو ضيفٌ فيه ولم تقدر عليه في ساحة الوغى وهو لم يحاربك في واشنطن، حتى انت تقتله في واشنطن وتفتخر وانّما قتلته في مطار بغداد وهذا عيبٌ على أمريكا جميعاً.
اذن فالغزو الثقافي غزو خطر وعلى شبابنا أن يفهموا المسألة ويكونون على أهبة الاستعداد في مواجهة هذا الغزو من خلال البصيرة والوعي والمعرفة ومن خلال الاخلاص. الانسان لابد ان يشعر دائماً انه يكون مخلصاً لله ولرسول والائمة اهل البيت عليهم السلام وللعلماء العاملين الذين هم الخط الامتدادي والخط الطولي لـ اهل البيت واقصد بذلك الامام الخميني (قدس) والسيد القائد الامام الخامنئي حفظه الله.
ما هي مهمتنا في مواجهة الغزو الثقافي؟
ينبغي علينا ان نعمل جاهدين ليل ونهار في الصد والوقوف بوجه هذا الغزو فان كنت كاتباً عليّ ان ارسخ قلمي واكتب ما ينفي افكار هذا الغزو وان كنتُ فنانا عليّ ان اجعل من الامور الفنية التشكيلية والفلمية وغيرها بوجه هذا الغزو وان كنت مثلاً خطيباً او عالماً او مدرساً يجب ان اعمل بهذه الخطوات الايجابية في صد هذا الغزو وأنبه الشريحة الشبابية لذلك لأن الشباب هو عبارة عن عنفوان دائماً يميل الى الغرائز ويميل الى اللهو ويميل الى زخارف الدنيا ويمكن ان اشرح له ما هي دنيا؟ وما هي زخارفها؟ وماذا اراد الله؟ وما هي الغاية من خلقنا ومن وجودنا؟ على الانسان والشاب ان يفهم انّ غايتنا ليست هي لعب ولهو وانّما غاية ايجادنا هو العلم والعمل والعبادة لله فقط لا أن يكون لانسانٍ او لجهةٍ  او لدولةٍ او لمصلحةً ما وانّما يكون هذا الوجود وهذه الغاية من الوجود هي ان نكون صالحين في الأرض بل نائين لهذه الارض، عمارين لهذه الارض يعني لا يجب علينا ان نعمر هذه الارض، نعمرها بالعلم، نعمرها بالثقافة، نعمرها بالفن، نُعمرها بكل ذلك، ولذلك اجد انّ الجمهورية الاسلامية اصبحت من الدول العالمية الكبيرة، يعدونها خامس دولة ولكن في نظري انا كإنسان مسلم أعدها في المرتبة الاولى، صحيح في العالم الغربي يعدونها خامساً لانهم يريدونها بسلاح كم تكون؟ يقولون خامساً، مثلاً يريدونها بالاسطول البحري كم تكون يقولون خامساً، يريدونها بالصناعة كم تكون؟ لكن انا اعدها الاولى من الناحية العقائدية والعلمية والثقافية والدينية على مستوى العالم، ايران هي الاولى.
ما هي الطرق التي امامنا لمواجهة الغزو الثقافي؟
دائماً الانسان الضعيف او الدولة الضعيفة تحاول ان تقوي نفسها بأي شكل من الاشكال، مرة تقوي نفسها من خلال الافتراض المجازي، من خلال تلفاز، من خلال الدعاية، من خلال اللهو ومن خلال المجون، اسرائيل تستخدم دم المجون وتغري فيه الشباب حتى يقولون لها دولة صاحبة حرية وصاحبة ديموقراطية وصاحبة انفتاح ولكن هذا في الحقيقة يعتبر مجوناً وسخافة وبعيدة عن الانسانية. يجب علينا كانسان ان نعرف انسانيتنا، يعني عندما نعرف انسانيتنا هنا نفترق عن الحيوان اذا كنا لا نعرف انسانيتنا نصبح شبيه بالحيوانات لكي الحيوانات الآن لا تهتم ولا تبالي عن تعري نفسها، ولا يمكن ان تستر نفسها، لأنها حيوان، ليس لها عقل، بل انا كإنسان فرض عليّ الاسلام، وهذا هو ما يفرضه الاسلام من الحجاب، انه يا عزيزتي المرأة يا كريمتي المرأة يا ابنتي المرأة الجميلة اللطيفة الانسانة التي كرمها الله عزوجل بأقصى غاية التكريم انّما فرض عليك الحجاب لا لأنه يريد ان يقيدكِ وانّما يريد ان يحافظ عليك، نجد الله عزوجل يهتم بالامور العزيزة بأن يسترها، فلو تسألني او انت تسأل او غيرك يسأل: لماذا الله عزوجل عن طريق السيرة النبوية قام بستر الكعبة بستار؟ هذا ستار الكعبة من تعلق بستار الكعبة ، الكعبة بالحجارة ولكن لماذا نسترها؟ لأنها عزيزة على الله وعلينا ان نستر هذا العزيز، لأنها جميلةٌ، لانها مقدسةٌ، لأنها كريمةٌ، لأنها عظيمةٌ، المرأة أيضاً كريمةٌ، المرأة عظيمةٌ، المرأة جميلةٌ، عندما نسترها بهذا الحجاب حتى هذا الجمال يبقى اشعاعه داخل هذه المرأة، وعندما تتعرى المرأة يخرج هذا الجمال، يخرج هذا الاشعاع، يخرج هذا النور يتبدد ويصبح ظلاماً في نظري وفي نظر الآخرين، تصبح هذه المرأة كالدمية وليس فيها أحاسيس وليس فيها جاذبية، الجاذبية تتحقق في الحجاب ولذلك لأنها عزيزة على الله فرض عليها الحجاب، والّا ماذا هذا المعنى؟ الانسان بكماله، الانسان بعلمه، الانسان بمعرفته، الانسان بعبادته، لا لـلانسان ان عنده يلبس ستر او لا يلبس ستر، لكن هذا الستر لانها كريمة على الله، الله فرض عليه الستر، ولذلك على المرأة أن تستنير بالعظيمات من هذه الأمة، من هي العظيمات بهذه الأمة؟ هي السيدة زهراء، هي السيدة زينب، هي السيدة معصومة، هي فلانة... لماذا هذه نسوة العظيمات. أنا ادعوا النساء جميعاً أن يقرأن خطبة السيدة الزهراء سلام الله عليها ويعرفن ما مدى علمية الزهراء سلام الله عليها وهذه المرأة تحمل العلم الكامل وهي سيدة نساء العالمين، هي محجبة، هي مستورة، فاذا كانت هكذا لماذا لا أتأسى بها؟ عليه، ان على كل أمرأة او بنت، او أم، او زوجة، أن تتأسى بالزهراء (س) لأن الله عزوجل يريد مني الحفاظ على جمالي وعلى كمالي.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي