المثلية الطلقة الأخيرة لأعداء الإنسانية
الوفاق/ خاص
نسرين نجم
منذ ان تم زرع الكيان اللقيط في منطقتنا عملت قوى الاستكبار مع هذا الكيان الهجين على ضعضعة مجتمعاتنا العربية والإسلامية بأساليب متنوعة لتنهار من الداخل وليسهل الانقضاض عليها، فعملت وبأساليب نفس - اجتماعية تربوية على بث السموم الفكرية والثقافية في العقول، وذلك بعد ان درست بدقة من خلال الكثير الكثير من الدراسات والابحاث انماط التفكير المسيطرة في هذه المجتمعات لتعرف اين نقاط الضعف والقوة، وعبر التاريخ لعبت مع الداعم الاكبر لها الأدارة الأمريكية على العامل العاطفي وصورت بأن الشعب الصهيوني هو شعب مغبون يبحث عن السلام مع الفلسطينيين على ارض واحدة، ودفعوا اموالا باهظة للترويج لهذه الدعاية الصهيونية الكاذبة التي سقطت سقوطا مدويا فالكل يعرف جرائم ومجازر العدو بحق الشعب الفلسطيني، وصوروا ايضا ان الكيان الغاصب لديه جيش لا يقهر ومع الايام تبين زيف هذا الادعاء وبأنه أوهن من بيت العنكبوت كما ذكر سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي اطلق هذه العبارة على جيش العدو بعد الهزائم المدوية التي لحقت به، وحتى ان هذه النظرية «أوهن من بيت العنكبوت» أخذت حيزا واسعا وكبيرا في مركز دراسات الامن القومي الصهيوني الذي لا يزال يتابع بحذر ابعاد هذه النظرية وكيف انها اثرت على الواقع النفسي للمستوطنين، وحتى على قادة العدو الذين يتخبطون شمالا ويمينا كما حكومتهم التي تنتظر بهلع سقوط كيانها...
كذلك الامر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي جرت اذيال خيبتها وانهزاماتها العسكرية في العالم ككل ان عبر تدخلها المباشر كما في العراق سوريا افغانستان وغيرها وصولا للعقوبات الجائرة التي فرضتها على فنزويلا والجمهورية الاسلامية الايرانية وغيرهما من الدول والتي تم كسر قيودها او تدخلها غير المباشر عبر عملائها الذين شنوا الحرب الشعواء على اليمن او كما حصل من تدخل اميركي غير مباشر في اوكرانيا ضد روسيا، او من خلال سعيها لبقاء النازحين السوريين في لبنان لضرب وحدة هذا الكيان من خلال المنظمات الدولية الاذرع غير المباشرة لتنفيذ اجندات السياسة الاميركية وغيرها من القضايا والازمات التي افتعلتها الادارة الاميركية الخبيثة والتي فشلت...
اذن تعيش قوى الاستكبار العالمي والحكومات العميقة والماسونية على الاكاذيب والفتن، وتستمد قوتها من بث الاضاليل والافتراءات، ونهب الثروات والعقول، وتجريد الانسان من إنسانيته ضاربة بعرض الحائط كل الظواهر الطبيعية الانسانية الاخلاقية، فقد وصل بها الامر الى افتعال كوارث مناخية، وحتى اننا لا يمكن ان نغفل عن جرائمها الصحية والطبية تماما كما حصل مع المرض المفتعل «كورونا» للقضاء على اكبر عدد ممكن من البشر، ومن ثم اخترعت الدواء الداء لقاح «فايزر» الذي فرضته على العالم اجمع واخذه مئات الملايين، والان تبين حقيقة هذا المرض المفتعل وهذا العلاج فرفعت دعاوى قضائية على صاحب شركة فايزر، الامر الذي دفع بمحامية «فايزر» للقول امام المحكمة «لا تحاكمونا، لا تلومونا نحن فقط نفذنا ما طلبته منا الحكومة»...
قوى لا يهمها من يموت او من يعيش، قوى شيطانية همها السيطرة والهيمنة بكل ما اوتيت من أساليب مليئة بالشر والحقد والكره، قوى مريضة اخلاقيا عدوة للانسانية... وها هي الآن وعبر الآفة الخطيرة التي تعمل على تظهيرها بقوة وبشكل فاقع فاضح قصدنا بها «المثلية الجنسية» تسعى للقضاء على النسل البشري، وعلى تفكيك ما تبقى من مفهوم الاسرة في مجتمعاتها المفككة اصلا، لينتقل هذا الفيروس المدمر دينيا واخلاقيا وانسانيا الى مجتمعاتنا العربية والاسلامية مع تسويق وترويج له ملفت وادخاله ضمن عنوان الحرية والحقوق، امر مضحك أي حرية هي تلك التي تخالف الطبيعة؟ اي حرية هي هذه التي فيها اذى وضرر ليس على الفرد فقط بل على المجتمع ككل؟! محور الشر يريد عبر نشر هذه الآفة الخبيثة تعزيز المفهوم الغرائزي على حساب العقل والمنطق، والقضاء على النسل البشري، وصولا الى تدمير اقتصاد الدول فعدم الانجاب يقل من القوى العاملة فيقل الانتاج .. والاصعب من ذلك بأنهم يحاكمون في دولهم الاوروبية والغربية من يعارض «المثلية الجنسية» لا بل حتى وصل بهم الامر الى اقتلاع الابناء من اهاليهم في حال علموا اطفالهم بأن المثلية أمر مرفوض على كافة الصعد، فكم من شخص مسلم او مسيحي في أوروبا واميركا وقف في وجه هذه الآفة وتعرض لعقوبات قاسية.. ومن المضحك المبكي ان يكون هناك قانون يحفظ حقوق من هو خارج الطبيعة ومخالف للقيم الانسانية، وبنفس الوقت نجد ان هناك مواداً قانونية في بعض الدول تجرم وتعاقب من لا يعترف بها، كما يحصل في بعض المدارس والمعاهد في اوروبا حيث يمنع على الاستاذ ان يبدي رأيه اذا كان مخالفا للمثلية بل عليه ان يشجع عليها والا يتم طرده من عمله... وقد وصل بهم الامر لتعزيز هذه الفكرة عند الاجيال الناشئة سيما الاطفال بعرض رسوم متحركة يكون فيها البطل «مثلي»، وحتى انه ببعض الدول أصبحت تعلم في مناهجها الدراسية بعض المصطلحات المثلية لدرجة ان التلامذة يميزون ما بين «الميل الجنسي» و«التعبير عن الميول الجنسية».... وفي يونيو من عام 2022 نشرت السفارة الاميركية في الكويت تدوينة على حسابها تدعم فيها المثلية جاء فيها: «إن كل البشر لهم حق المعاملة بإحترام وكرامة والعيش بدون خوف بغض النظر عمن هم او من يحبون»..
هم يريدون القضاء على النسيج الاسري الذي بوجوده يعزز التكافل والتضامن والترابط بين اعضاء الاسرة الواحدة لينتقل الى ابناء المجتمع الواحد... هذه الاسرة التي تعتبر النواة الأساس في بناء المجتمع يعملون على سرطنتها بهذه الخلية الخبيثة اي «المثلية» ليقضوا عليها وليصبح هم المرء اشباع غرائزه لا العمل على الابداع والتطور والعيش بطريقة طبيعية...
ومن الضروري لفت النظر الى هذه الآفة الاخلاقية مهد لها بالظهور بهذه القوة منذ عام 1989 حينما قام شخصان من جامعة هارفارد متخصصان بالاعلان والدعاية بتأليف كتاب يعتمد على الدعاية النفسية يحمل عنوان: «afterthe ball» وقد وضعا فيه خطة محكمة لجعل العالم يتخطى رفضه للمثلية عبر موجات من الاعلانات والدعايات التي تقدم بوسائل جذابة، وتحدثا ايضا عن عمليات تحويل الجنس والقبول بها..
آفة خطيرة تواجه مجتمعاتنا بشكل كبير علينا ان نشحذ هممنا لمواجهتها، علينا ان نطلق حالة الاستنفار الديني والفكري والثقافي والنفسي والتربوي والاجتماعي والاهم الاعلامي لمواجهتها بخطاب توعوي لطيف عبر فيديوهات قصيرة تحاكي عقول المراهقين والشباب، وتعمل على توجيههم بالطريقة السليمة نحو الامور التي تحصنهم من هذه الامراض اللانسانية...
علينا ان نطلق جهاد التبيين في كل الساحات في كل الميادين، الوقت الآن للمهام للعمل في الميدان كل منا بحسب موقعه واختصاصه، ممنوع علينا ان نخسر في هذه الحرب الشعواء، ممنوع علينا ان نخسر ابناؤنا...
لذا علينا ايضا فتح باب الحوار مع اسرنا، اصدقائنا، محيطنا بكل محبة، ونستمع الى الاراء ونوجهها بأسلوب صادق انساني ديني..
علينا ان نغزو مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف انواعها بفيديوهات، بمنشورات تحاكي الحقائق وتفضح مفهوم الحرية المزعومة التي يدعيها الغرب عبر هذه الآفة...
علينا تخصيص وسائلنا الاعلامية لمواجهة هذه الحرب اللاخلاقية اللانسانية ببرامج وفقرات متنوعة تحاكي عقول وقلوب المراهقين والشباب بعيدا عن التنظيرات والفلسفات...
اعتمادا وتوجيه خطاب ديني هادىء متزن شفاف..
ولا يمكن أن نغفل عن الدور التربوي للمعلمين والاساتذة في تصحيح الافكار التي زرعتها قوى الاستكبار واستبدالها بأفكارنا وقيمنا النابعة من الديانات السماوية سيما الاسلام المحمدي الاصيل والتي تصب في مصلحة الانسان وحريته وحقوقه الإنسانية الطبيعية.