بعد مهاجمته طوال 3 أيام متواصلة
الدعم السريع يستولي على مقر قوات الاحتياط.. والجيش السوداني يقرّ
أقرّ الجيش السوداني الاثنين باستيلاء قوات الدعم السريع على مقر قوات الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم بعد معارك استمرت أياما، في حين امتدت المواجهات لأول مرة منذ بدء الصراع الحالي إلى ولاية النيل الأزرق.
فقد قال الجيش السوداني، في بيان، إن ما وصفها بالمليشيا المتمردة استولت على أحد مقار الشرطة السودانية، في إشارة إلى مقر الاحتياطي المركزي، بعد مهاجمته طوال 3 أيام متواصلة.
وأضاف البيان أن اقتحام قوات الدعم السريع للمقر يعدّ مخالفة للقانون الدولي، مشيرا إلى أن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية.
كما قال الجيش السوداني إن "ما جرى من استهداف لمقار الشرطة ليس انتصارا عسكريا لمليشيا لا تتورع عن ارتكاب جميع أنواع الانتهاكات بقدر ما هو هزيمة أخلاقية وتعدٍّ سافر على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين يستوجب الإدانة والاستهجان"، حسب تعبير البيان.
مقتل 250 من عناصر الدعم السريع
من جانبه، قال مصدر رفيع في الجيش السوداني إن القوات التي كانت موجودة في مقر قوات الاحتياطي المركزي انسحبت منه بشكل مدروس، مضيفا أن أكثر من 250 من عناصر الدعم السريع قتلوا في الاشتباكات التي دارت حول المقر.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت مساء الأحد سيطرتها على المقر الأمني، ونشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات.
وقالت هذه القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في بيان- إنها استولت بعد سيطرتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في الجيش السوداني أن المعارك في محيط مقر الاحتياطي المركزي خلّفت 14 قتيلا.
وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على المقر التابع للشرطة، قصف الجيش السوداني تجمعات لهذه القوات بالمنطقة.
أكبر المعسكرات التي يتم التزوّد منها بالعتاد والذخيرة
وسعت قوات الدعم السريع لاستعادة هذا المعسكر بوصفه أحد أكبر المعسكرات التي يتم التزوّد منها بالعتاد والذخيرة.
والاحتياطي المركزي قوات جيدة التدريب، واستطاعت في المدة الماضية التصدي لقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة.
وحسب مصدر محلي، فإن منطقة مقر الاحتياطي المركزي للشرطة تشكل أهمية للدعم السريع، لأن المقر يمثل خطا دفاعيا متقدما للجيش باتجاه منطقتي الشجرة والكلاكلة، وأيضا لأنه يشكل خطا دفاعيا للجيش إذ يقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعا للدعم السريع.
قصف واشتباكات
في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات صباح الإثنين في مناطق بالعاصمة السودانية.
وقال مصدر محلي إن دوي انفجارات متقطعة دوت جنوب مدينة أم درمان، بالتزامن مع سماع أصوات أسلحة ثقيلة غربي مدينة الخرطوم.
وتزامنت الاشتباكات مع تحليق مستمر للطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وشهدت الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، قتالا عنيفا مع دخول الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعه الـ11.
وقتل 14 مدنيا بينهم طفلان جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع بالقرب من المناطق والأحياء السكنية المجاورة لمقرّ رئاسة الاحتياطي المركزي في الخرطوم.
ووفقا لبيان أصدرته غرفة طوارئ الكلاكلة جنوبي العاصمة السودانية، الاثنين، جرح أكثر من 220 شخصا بسبب الاشتباكات، وتم إجراء 147 عملية جراحية لعدد من المصابين من بينهم أكثر من 70 حالة إصابة حرجة.
وتم سماع أصوات رصاص بشكل متقطع في عدد من المناطق، تخللها تحليق متواصل للطائرات المسيرة، يرافقه هدوء حذر في معظم جبهات القتال.
النيل الأزرق تدخل في الصراع
وفي تطور آخر، قال مصدران مطلعان في حكومة ولاية النيل الأزرق ومكتب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار إن قوات الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت عددا من مواقع الجيش السوداني في خور البودي وديم منصور جنوب مدينة الكرمك. وأضاف المصدران أن الجيش السوداني تصدى للهجوم، وأشارا إلى استمرار قوات الحركة الشعبية في قصف عدد من المناطق في الولاية. يذكر أن الجيش السوداني والحركة الشعبية وقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار ظل ساريا على نحو منتظم حتى اندلاع الصراع الحالي في منتصف أبريل/نيسان الماضي. وتعدّ المواجهات في ولاية النيل الأزرق الأولى من نوعها في الولاية منذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الأوضاع الإنسانية
وبشأن التداعيات الإنسانية، قال أحمد عثمان نائب المفوض العام للعون الإنساني بالسودان إن قرابة 25 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان شرقي السودان، أوضح عثمان أن إجمالي عدد النازحين وصل إلى 8 ملايين بينما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نصف مليون.