الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وستون - ٢٥ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وستون - ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

نائب الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات د.علي رضا كاظمي للوفاق:

إيران.. درعٌ بوجه المخدرات في العالم

الوفاق/ خاص
محمد حسين اميدي
إنّ وجود حوالي 4000 شهيد في مجال مكافحة المخدرات و12000 جریح في  المجال نفسه؛ يُظهر الدور البارز للجمهورية الإسلامية في مكافحة هذه الظاهرة المشؤومة. قضية ظلت جمهورية إيران الإسلامية تدفع ثمناً في مكافحتها لسنوات عديدة بناءً على مبادئها الدينية والإنسانية حتى لا تُبتلى الدول بها.
تعتبر قضية إدمان المخدرات من أكثر القضايا التي تواجه المجتمع الدولي تحدياً ولها آثار سلبية على مختلف الجوانب الفردية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمنية ومنع التنمية المستدامة في المجتمعات.
إيران، الخط الأمامي في مكافحة الإدمان
إنّ حدود إيران المشتركة مع أفغانستان باعتبارها المُنتج، وكذلك حدودها مع تركيا باعتبارها طريق العبور إلى أوروبا، جعلت منتجي المخدرات والمافيا في باكستان وأفغانستان يسعون إلى جعل الحدود الإيرانية أسرع وأرخص الطرق لتهريب المخدرات من أجل إيصالها إلى أوروبا ودول المنطقة.
وإدراكاً لهذه القضية، اتخذت الجمهورية الإسلامية، منذ بداية الثورة الإسلامية، إجراءات مختلفة على الحدود، في المجالين السياسي والاجتماعي، وكذلك على الساحة الدولية، لمحاربة عصابات مافيا المخدرات العالمية.
لا تسمح الجمهورية الإسلامية بعبور مافيا المخدرات، وذلك من أجل إنقاذ البشرية من ظاهرة الإدمان المشؤومة، وفي الواقع، إنّ الحدود الشرقية لإيران هي الخط الأمامي لمكافحة المخدرات.وأبلغ قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي (حفظه الله)، في بلاغٍ وجهه إلى رؤساء القوى الثلاث في عام 2006م، بالسياسات العامة لمكافحة المخدرات.
من بين القضايا التي طُرحت في هذا البلاغ بنودٌ مثل: المكافحة الشاملة للمخدرات وجميع الأنشطة غير القانونية ذات الصلة، وتعزيز المرافق في مختلف المجالات لتحديد والقضاء على العناصر المحلية وعصابات المخدرات الدولية، وتعزيز الدبلوماسية الإقليمية والدولية لمكافحة المخدرات، واتخاذ الإجراءات الوقائية لمكافحة الإدمان، وعلاج المدمنين، ودعم المنظمات غير الحكومية في مجال الوقاية وعلاج المدمنين، وما إلى ذلك.
وحول هذا الموضوع  وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع  نائب الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات الدكتور علي رضا كاظمي، وكان الحوار التالي:
زيادة مطردة في إنتاج المخدرات في أفغانستان
يشير الدكتور كاظمي إلى أن:" إنتاج المخدرات في أفغانستان في العقدين الماضيين وفي ظل  وجود الاحتلال الأمريكي زاد 50 مرة، فارتفع من 200 طن إلى حوالي 10 آلاف طن"، وأکدّ أن إيران هي أكبر درع ضد المخدرات في العالم.
ويتابع الدكتوركاظمي حديثه بالقول:" إنّ مستوى زراعة الخشخاش في أفغانستان زاد بنسبة 32٪ عام 2022 مقارنة بعام 2021، ورغم ادعاء السيطرة، فإنّ طالبان لم تتمكن بعد من التغلب على الاضطرابات التي حدثت في زمن الاحتلال الأمريكي"، مشيراً إلى أن:"  أفغانستان تُعتبر ثاني أكبر منتج للقنب (بالإنجليزية: Cannabis) وأنواع أخرى من المخدرات، وتُعد إيران في خط المواجهة الأول لهذه الزيادة".
تقليص إنتاج المخدرات في أفغانستان مجرد شعار
يقول نائب الأمين العام لمركز مكافحة المخدرات عن وعود طالبان بخفض إنتاج المخدرات: "ادعاء الحكومة الأفغانية بخفض إنتاج المخدرات كان مجرد شعار وسيظل كذلك، لم يتم الاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة بعد، ولكن بناءً على الادعاءات التي قدموها، فقد أعلنوا حظر زراعة الخشخاش".
ويضيف:" لكن هذا لم يحدث عمليًا، ولم تتناقص زراعة الخشخاش، بل  ازداد الانتاج مما يُدلل على أن عمل الجانب الأفغاني كان على مستوى الشعار فقط".
كذلك يؤكد الدكتور كاظمي:" أنه من أجل تقليص المساحة المزروعة،  يجب على الحكومة الأفغانية وفي خطوة أولى التفتيش عن مصادر دخل بديلة للمزارعين، وخاصةً مزارعي الخشخاش".
مشدداً إلى: "أن الجمهورية الإسلامية ستقف ضد إنتاج وتهريب المخدرات بكل قوتها، وبالتعاون مع دول المنطقة، وأن مكافحة المخدرات من قبل الجمهورية الإسلامية ناتج عن هويتها ومعتقداتها الإسلامية".
ويصف اجتماع طهران الثلاثي بين إيران وباكستان والأمم المتحدة بأنه خطوةٌ بناءة في التعاون الإقليمي والدولي للتعامل مع ظاهرة المخدرات، قائلاً:" بالطبع، أفغانستان، وبصفتها أكبر منتج، لم تشارك في هذا الاجتماع بسبب عدم الإعتراف بها دولیاً".
الخداع السياسي للغربيين في مجال مكافحة المخدرات
أمّا بالنسبة لإغلاق الدول الغربية للقنوات المالية التي تدعم الجمهورية الإسلامية في مواجهة آفة المخدرات ووقف انتشارها فيقول الدكتور كاظمي:" للأسف هناك سياسة خداع أيضًا في هذا الموضوع، وبالرغم من أن إيران تمنع  تهريب المخدرات إلى الدول الغربية مضحيةً في سبيل ذلك  بدماء شبابها وآبنائها، لكن الدول الغربية لا تبحث سوى عن مصالحها الشخصية والسياسية".
ويشير الدكتور كاظمي إلى أن مكافحة المخدرات بأي شكل من الأشكال هي قضية اجتماعية وعابرة للحدود وإنسانية: "بالطبع لا نتفاجأ بمماطلة الأطراف الغربية في الدعم الدولي، لأن بعض هذه الدول تقوم بتوسيع إنتاج وتوزیع المواد المخدرة، وهم يكسبون رزقهم منها".
ويعتبر أمريكا مثالاً واضحًا على الاستفادة من التجارة المربحة بالمخدرات، موضحاً:" في الحقيقة شهدت أفغانستان خلال وجود القوات الأمريكية وسيطرتها، زيادة في إنتاج المخدرات بمقدار 200 ضعف، مما يوضح مدى استفادة هذه البلدان من دورة  تجارة المخدرات".
إيران حاملة لواء مكافحة المخدرات في المنطقة
ويوضح الدكتور كاظمي: " إنّ إيران بصفتها حاملة لواء مكافحة هذه الظاهرة المشؤومة، ووفقًا لأوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة وتوصياته في مختلف القطاعات، استخدمت كل طاقاتها عبر الاستعانة بالجهات العسكرية وأجهزة تنفيذ القانون، لخوض معركة شاملة ضد هذه الظاهرة".
واستعرض نائب الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات جهود ومنجزات الجمهورية الإسلامية في المكافحة الشاملة للمخدرات فقال: "  اشتبكت القوات الإيرانية  مئات المرات مع مهربي المخدرات، وقدمت 67 شهيداً، وقامت بضرب البنية التحتية المالية للمهربين بأكثر من 70 ألف مليار تومان (مايقارب 170 ملیار دولار أمريکي حسب السعر الرسمي)، واكتشفوا 5428 طناً من المخدرات والمؤثرات العقلية".
ويتابع الدكتور كاظمي:" قدّمنا 3857 شهيدًا و عشرات الآلاف من الجرحی لأجل أمن المجتمع البشري وذلك وفقاً لرؤیتنا الدينية  القائمة على الروح الإنسانية، وبينما نحن في ذروة العقوبات الاقتصادية والمالية، كانت إحدى سياسات إيران الدبلوماسية النشطة في مجال مكافحة المخدرات".
يموت 500 ألف شخص سنويًا في العالم بسبب تعاطي المخدرات
يشير  الدكتور كاظمي إلى:" أنّ تهريب المخدرات جريمة منظمة  منتشرة في حوالي 200 دولة في العالم بأرباح تتراوح بين 400 و 500 مليار دولار من الأموال القذرة والملوثة بالدماء. هذا بحد ذاته يحقق ربحًا سنويًا مرتفعاً لتجار المخدرات، كما هو الحال في أفغانستان، التي تدخل تجارة المخدرات في نظامها الاقتصادي".
ويتابع:" في العالم يوجد أكثر من 284 مليون شخص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عامًا تعاطوا المخدرات مرة ً واحدة على الأقل، وبعضهم عانى من هذه الآفة إلى حد الإدمان، ولهذا يموت 500 ألف شخص كل عام بسبب استخدام الأدوية المخدرة بجرعاتٍ عالية أو بسبب المخدرات المغشوشة".
توزيع المخدرات والاتجار بها عبر قنوات الإنترنت الخفية
وفي إشارة إلى زيادة تجارة المخدرات على الإنترنت، واستخدام الفضاء الافتراضي لتوزيع وتهريب المخدرات عبر القنوات الخفية للإنترنت، والترويج لأسماء خادعة لجذب زبائن جدد، يلفت الدكتوركاظمي إلى أنه: "علينا اعتماد استراتجية جديدة، تتغير الأنماط على مستوى العالم، إذ أصبح لدينا الآن 1127 مادة وهذا يشير إلى زيادة في إنتاج المواد الصناعية والكيميائية".
وفي إشارة إلى تعاطي الشباب للمخدرات، والذي يرجع إلى  ترويج المعتقدات والمفاهيم الخاطئة، يقول الدكتوركاظمي:" يأتي القنب والحشيش في المرتبة الأولى في العالم استهلاكاً، إذ يستهلكه  209 مليون شخص، ويحتل استهلاك المواد الأفيونية والأفيون في المرتبة الثانية، بينما تحتل الأمفيتامينات (بحوالي 34 مليون مستخدم) المرتبة الثالثة، كما يتعاطى 21 مليون شخص الكوكايين أيضًا، لتحل في المرتبة الرابعة، وهناك حوالي 20 مليون شخص يتعاطون عقار النشوة (حبوب اکستازي)".
إجراءات إيران لعلاج مدمني المخدرات وتطوير أنشطة وقائية
حدد نائب الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات أولويتين للعمل، فيقول:" أولويتنا الأولى  والقصيرة الأمد هي جمع المدمنين، أمّا أولويتنا الرئيسية والمهمة والطويلة الأمد هي في مجال الوقاية وتطوير الإجراءات والأنشطة الوقائية".
ووفقاً للدكتوركاظمي:" يغطي التدريب سنوياً ما معدله 5 ملايين أسرة على المهارات الحياتية وأساليب الأبوة والأمومة ".
ويتابع حديثه معلناً أنّه:" تم إنشاء روابط داعمي الحياة في أكثر من 50 ألف مدرسة، وتقديم التوعية عن الأنشطة الوقائية من المخدرات  لأكثر من 5 ملايين ونصف ملیون طالب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما شارک أكثر من 560 ألف طالب جامعي في ورشات عمل للوقاية من الإدمان. وتلقى  سنوياً أكثر من ملیون و 650 ألف موظف وعامل في البلاد، تدريبات على الوقاية من الإدمان في أماكن عملهم".
ويختم  الدكتور كاظمي:" نحن بصدد إعداد مسودة الوثيقة الوطنية للوقاية من المخدرات ومكافحتها في الفضاء السيبراني بحسب الأحداث التي تحدث على المستوى العالمي واستخدام الفضاء السيبراني".

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي