الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وستون - ٢٤ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وستون - ٢٤ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

مآسي البحار تفضح التشدّق الغربي بحقوق الإنسان

 

الوفاق/ وكالات
كشفت عمليات البحث عن الغواصة "تيتان" التي تشغلها شركة أوشن جيت إكسبيديشنز الأمريكية عن التباين الكبير في جهود الإنقاذ البحرية الدولية، بين ما يخصص لإنقاذ اللاجئين التي تنقلب قواربهم في عرض البحر، وما خصص لإنقاذ خمسة أثرياء نزلوا إلى عمق المحيط لزيارة حطام سفينة "تايتانيك".
وقضى في الغواصة المصممة لأغراض الاستطلاع السياحي مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي ستوكتون راش الذي كان يقود الغواصة، والملياردير البريطاني هيميش هاردينج (58 عاما)، ورجل الأعمال البريطاني من أصل باكستاني شاه زاده داوود (48 عاما) وابنه سليمان (19 عاما)، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليه (77 عاما).
إستنفار الإمكانيات من أجل الأثرياء
ودفع كل واحد منهم مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة "تايتانيك"، التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين. وانطلقت فور انقطاع الاتصال بطاقم الغواصة وفقدان أثرها "عملية متعددة الجنسيات" للبحث عن الطاقم فوق الماء وتحته، واستنفرت عدة دول تقنياتها المتقدمة في سباق مع الزمن للعثور على الغواصة قبل نفاد الأوكسجين، واستمرت العملية خمسة أيام قبل أن تنتهي، بعد تأكد وفاة أفراد الطاقم بعد العثور على حطام عائد للمركبة التي كانوا فيها. وانطلقت "تيتان"، في رحلة مدتها ساعتان صباح يوم الأحد الماضي، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد مضي حوالي ساعة و45 دقيقة.
كوارث مأساوية
على الجانب الآخر، قال متحدث باسم عائلات 51 مهاجرا مغربيا الخميس الماضي؛ إنها فقدت الاتصال بهم منذ 12 يوما، بعدما كان يفترض أن يعبروا بشكل غير نظامي نحو جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي. وأوضح أمين أهروي وهو قريب أحد المفقودين لوكالة فرانس برس، أن "51 مهاجرا كان يفترض أن يعبروا فجر الأحد 11 حزيران/ يونيو على متن قارب، انطلاقا من سواحل أكادير باتجاه جزر الكناري". تزامن ذلك مع إعلان السلطات الإسبانية الأربعاء الماضي مصرع مهاجرَين على الأقل، في غرق قارب حوالي 160 كيلومترا عن ساحل جزيرة غراندي كناريا، فيما تم إنقاذ 24 آخرين، كما أعلنت إنقاذ 150 آخرين الخميس، كانوا على متن ثلاثة قوارب.
إزدواجية المعايير
والأربعاء الماضي، انتشل خفر السواحل اليوناني 78 جثة من البحر، بعد ساعات من انقلاب مركب صيد متهالك ويُعتقد أن عدد القتلى جراء الكارثة قد يصل إلى عدة مئات، إذ أشارت روايات الشهود إلى أن ما بين 400 و750 شخصا كانوا على متن قارب الصيد الذي غرق. وفي نيسان/ أبريل الماضي، قضى 11 مهاجرا بعد غرق قاربهم المتهالك قبالة سواحل جنوب المغرب، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية مغربية. وقعت المأساة قبالة الشاطئ الأبيض قرب كلميم في جنوب المملكة.
*رياء دولي ونفاق إزاء حقوق الإنسان
في المقابل وبكل صلافة استخدم الجيشان الأمريكي والكندي خصوصا، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات سي-130 أو بي-8 وسفنا مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس، التي انطلقت منها الغواصة "تايتن".
ووصلت صباح الخميس الماضي سفينة البحث الفرنسية "أتلانت"، المجهزة بروبوت فيكتور 6000 القادر على الغوص حتى حطام تايتانيك، القابع على عمق أربعة آلاف متر تقريبا، على ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار "أنفريمير" التابعة له. ومثّل فيكتور 6000 "الأمل الرئيسي" لعملية الإنقاذ تحت الماء، على ما ذكر للصحفيين روب لارتر، الخبير في هيئة المسح البريطانية  في أنتاركتيكا، وهي منظمة بحثية بريطانية مقرها كامبريدج. وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع.
ولم تمر حادثة الغواصة دون انتقادات للتباين في الجهود المسخرة لإنقاذ الأرواح في البحار والمحيطات، لا سيما مع موجات اللجوء عبر البحر باتجاه أوروبا. ونشر رواد مواقع التواصل على حساباتهم الخاصة، صورة للفنان الأسترالي أوليفر جيفرز، انتقد فيها تجاهل مأساة اللاجئين عبر البحر.
حياة من تستحق الإنقاذ؟
وإلى جانب الصورة، كتب بعض رواد مواقع التواصل: "مآس متشابهة، واستجابة دولية متباينة، كل حياة تستحق الإنقاذ". أما صاحب الصورة الأصلية، فقد كتب إلى جانبها: "بينما نتابع بترقب فاجعة فقدان 5 سيّاح، معظمهم من الأثرياء الأسبوع الماضي، غرق قارب يحمل مئات اللاجئين قبالة سواحل اليونان".
وتابع: "من الصعب ألا تسخر من اهتمام العالم بهذه القصة في خضم التأزم المتواصل في قضية اللاجئين مع المزيد والمزيد من الناس يموتون يوميا، لكنهم لا يحصلون على القدر نفسه من الاهتمام".
وكتب موقع "nbcnews" الأمريكي؛ إنه بينما يتسابق العالم لإنقاذ حفنة من الأثرياء، اختفت كارثة أخرى عن الأضواء (في إشارة للقارب قبالة اليونان)، مشيرا إلى إحباط واسع بين المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب الموارد المسخرة، والاهتمام الإعلامي الذي وجه إلى الغواصة "تيتان".
انعكاس مظلم على الإنسانية
وقال تقرير عمل عليه "شانتال دا سيلفا"؛ إن هنالك تفاوتا كبيرا في المواد المخصصة لإنقاذ المهاجرين، ونقلت عن المديرة المساعدة لقيم أوروبا وآسيا الوسطى في "هيومن رايتس ووتش"، جوديث سندرلاند، قولها؛ إن هذا التناقض "مرعب ومثير للاشمئزاز". وتابعت سندرلاند: "ترك البعض يموت بينما يتم بذل كل جهد لإنقاذ آخرين، انعكاس مظلم على الإنسانية". كما نقل عن الرئيسة التنفيذية لمنظمة "شوز لوف" الداعمة للاجئين حول العالم، جوزي نوتون، قوله؛ إن عملية البحث عن الغواصة هيمنت على وسائل الإعلام أكثر مما فعلت قوارب المهاجرين. وتابعت: "يجعلنا هذا نتساءل عن سبب هذا الاختلاف في الإعلام وفي الاستجابة الحكومية".
ولفتت إلى أن كل نشرة إخبارية على الشاشات، وفي الإذاعات، كررت قصة الغواصة بلا توقف، فيما لم يعرج أحد على مئات المفقودين من النساء والأطفال والرجال في البحر الأبيض المتوسط. كما كان لمواقع التواصل الاجتماعي حصة كبيرة من تسليط الضوء على التباين في التغطية وجهود الإنقاذ بين مأساة الغواصة، ومأساة المهاجرين في الزوارق المتهالكة. وقال مستخدمو مواقع التواصل؛ إن الإعلام والجهود الحكومية يقولان؛ إن موت المئات من المهاجرين على الشواطئ القريبة أمر طبيعي، أما وفاة عدد من الأثرياء في رحلة سياحية أمر مأساوي.

البحث
الأرشيف التاريخي