الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وستون - ٢١ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وستون - ٢١ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۱۱

المحلل السياسي اللبناني حسن حردان للوفاق:

المقاوم الفلسطيني يمتلك روح القتال والجندي الصهيوني يفتقدها

فرضت المقاومة الفلسطينية نفسها على المشهد السياسي دون منازع، وفرضت على كيان الإحتلال الصهيوني تحديات استراتيجية مختلفة، وأكّدت لهذا الكيان أن لا أمن ولا استقرار على ارض فلسطين المحتلة، وكتبت معادلات جديدة في القوة والردع الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية او في القدس المحتلة وفي كل منطقة تقع تحت رقعة الإحتلال الصهيوني.
حول تطور الصراع بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال، والقرارات الصهيونية بشأن توسيع دائرة الإستيطان وتداعيات هذه القرارات، والمواجهة الفلسطينية من مسافة صفر، وغيرها من العناوين، إلتقت صحيفة الوفاق مع الكاتب والمحلل السياسي حسن حردان في لبنان، وكان اللقاء كالتالي...


تطور واضح في الصراع بين المقاومة والعدو الصهيوني
يبدو واضحاً أن هناك تطوراً واضحاً في الصراع بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال الصهيوني في مقابل التصعيد في الحرب الصهيونية التي بلغت ذروتها اليوم بإستخدام العدو طائرات أف 16 والأباتشي لأول مرة من عشرين عاماً، فقد شهدنا تطوراً نوعياً في المقاومة الفلسطينية ضد قوات الإحتلال، تجلى هذا التطور في نجاح المقاومة الفلسطينية بمحاصرة القوة الصهيونية التي دخلت الى مخيم جنين لإعتقال عدد من رجال المقاومة وتمكنها من إعطاب خمس آليات صهيونية وأصابة العديد من جنود العدو، مما أربك القوات الصهيونية وقوات الإحتلال الصهيوني وجعله في مأزق حقيقي حيث يحاول اليوم جهده لسحب الآليات المعطوبة من المخيم لكنه يعجز عن ذلك بسبب صلابة المقاومة في جنين، وذلك بإعتراف جيش الإحتلال الصهيوني الذي تحدث عن أنه يحتاج الى عدة ساعات، وعندما يتحدث المحتل عن عدة ساعات يعني أنه وصل الى قناعة بأن حجم المقاومة ووقوع القوة الصهيونية في كمين المقاومة ومحاصرتها من قبل عناصر المقاومة جعل جيش الإحتلال في وضع لا يحسد عليه، وأصبحت هيبته في الحضيض، ولذلك هذا التطور اليوم فاجأ الإحتلال وصدمه إن صح التعبير وأربكه وأربك خططه الأمنية التي كان يستهدف من وراءها إخماد المقاومة والنيل من المقاومين الذين ينفذون العمليات ضد دوريات وجنود الإحتلال.
استمرار الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية
وفي سؤال حول ما إذا كانت الضفة الغربية فتحت مجدداً حرباً مع المستوطنين الصهاينة يقول الكاتب والمحلل السياسي حسن حردان بأنه يمكن القول اليوم وليس اليوم وإنما منذ أكثر من عام، نستطيع أن نقول بأن هناك حرباً متواصلة بين المقاومة والشعب الفلسطيني من جهة وبين المتسوطنين الصهاينة المدعومين من قبل الإحتلال، والصهاينة الذين يوفرون لهم كل الوسائل والإمكانيات من أجل الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات، ولذلك فإن هذه الحرب اليوم بلغت مستوى جديد مع هذه المواجهة التي شهدها مخيم جنين والتي هي مستمرة حتى الآن والتي أدّت الى أكثر من 7 اصابات من الجنود الصهاينة في مقابل أربع شهداء للمقاومة الفلسطينية التي تعطي وتدافع عن أرضها وشعبها، وعدد من الجرحى الفلسطينيين معظمهم من المدنيين حسب وزارة الصحة الفلسطينية، وهذا يحدث فارقاً طبعاً بين ما يقوم به العدو من استهداف للمدنين وما تقوم به المقاومة من إستهداف لجنود الإحتلال الصهيوني.
العدو يهدف الى تقطيع أوصال الضغة الغربية
ورغم أن التصعيد الصهيوني لم يتوقف يوماً، لكنه اليوم أكثر حدة في هذا التوقيت بالذات مع حكومة اليمين المتطرف، يضيف حردان بأن هناك خطة صهيونية هي قديمة جديدة، لكن اليوم شهدت تصعيداً ومستوى جديد من التنفيذ مع تشكّل هذه الحكومة اليمينة المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو والتي ضمّت الصهيونية اليهودية المتطرفة وتحديداً بن غفير ووزير المالية الذي امتلك صلاحيات تخوله اليوم المصادقة على البناء الإستطياني بشكل مباشر، وهذا التصعيد يستهدف بشكل مباشر تهويد أكبر مساحة من الضفة الغربية وتحديداً المناطق الإستراتيحية والحيوية في الضفة الغربية، مما يؤدي وبحسب كل المعطيات الى تقطيع أوصال الضغة الغربية وجعل المناطق الفلسطينية اشبه بمعازل السود ايام نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهذا يعني أن إمكانية تحقيق تسوية جرى الحديث عنها في أطار إتفاق اوسلو أصبح مستحيلا في ظلّ هذا الإستيطان الصهيوني، وهذا يعني أن الصراع سوف يزداد حدة وتأججاً نتيجة هذا الهجوم الإستيطاني الصهيوني لأن الشعب الفلسطيني لم ولن يرفع الراية وقرر المقاومة وبالتالي التصدي للإحتلال والمستوطنين.
حقيقة الدعم الأميركي للمشروع الصهيوني الإستطياني
وحول موافقة الكيان الصهيوني يوم الأحد على قرار بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة،  واستخدامه اسلوب الإستفزاز وإنتقادات الولايات المتحدة الأميركية لهذا القرار يعلّق المحلل السياسي حسن حردان بأنه يمكن القول أن الكيان الصهيوني وافق على بناء الآلاف من المستوطنات الصهيونية لتنفيذ مخططه التهويدي للضفة الغربية المحتلة، ولذلك هذا المخطط أصبح داهماً وسيد الموقف اليوم ويتحمل المسؤولية أو يقف وراء هذا الإشتداد أو التأجج في الصراع بين الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة والإحتلال الصهيوني من جهة ثانية، أما فيما يخص الإنتقادات الأميركية للقرارت الصهيونية السماح ببناء آلاف المستوطنات الصهيونية، فهذه القرارات وغيرها من الإنتقادات الأميركية والغربية ايضاً، لطالما كانت موجودة على مدى عقود الصراع مع الكيان الصهيوني، لكن هل أوقفت استيطاناً؟ هل منعت العدو من مواصلة بناء المستوطنات؟ بالعكس كانت دائماً ولا زالت مجرد إنتقادات لرفع العتب لا اكثر ولا أقل، لكن على أرض الواقع يتم تغطية هذا العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وإيجاد المبررات له فيما بعد، وتكريسه كأمر واقع وبالتالي هذه الإنتقادات لا تعدو سوى محاولة للتعمية على حقيقة الدعم الأميركي للمشروع الصهيوني الإستطياني التوسعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
غطاء لتنفيذ المشروع الإستيطاني التهويدي
ورغم الكثير من المعاهدات والإلتزامات الواجب على الكيان الصهيوني الإلتزام بها فيما يخص الجانب الفلسطيني، يضيف حردان بأن العدو الصهيوني لا يلتزم بأي اتفاقيات وتعهدات بالأصل، نستذكر الإتفاقيات التي وقعها في أطار اتفاق أوسلو أو غيرها من الإتفاقيات، هل إلتزم بها العدو الصهيوني أو استخدمها يوماً ما؟ هذه الإلتزامات التي يتحدث عنها ليست سوى مجرد ستارة وغطاء لتنفيذ مشروعه الإستيطاني التهويدي للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية، هذا العدو عندما يصل الى طريق مسدود ويواجه صعوبة في تحقيق أهدافه يلجأ الى مثل هذه اللقاءات فقط لرسم صورة مزيفة على أنه مستعد للإلتزام بالحلول والتسويات وعدم التصعيد، لكنه في الواقع يقوم يومياً كما نشهد بعمليات التهويد والقمع والقتل اليومي لأبناء الشعب الفلسطيني بدون رادع وفي ظل حماية غريبة لهذا الكيان.
أمريكا حريصة على أمن واستقرار الكيان الصهيوني
وفيما إذا كان لهذه القرارات المستمرة بتوسيع دائرة الإستيطان وزيادة عدد المستوطنات تداعيات سلبية في العلاقة بين كل من الكيان والولايات المتحدة، يقول حردان بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلى على دعم الكيان الصهيوني ولن تؤثر هذه القرارات الصهيونية على الدعم الأميركي للكيان المحتل، وهذه الإنتقادات الأميركية للكيان هي من منطق الحرص على الكيان لا أكثر، وليست من منطلق دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه، لأن الولايات المتحدة الأميركية تدرك تماما إن إقفال طريق التسوية نهائياً وعدم إيجاد حلّ سياسي للصراع العربي - الصهيوني ليس في مصلحة الكيان الصهيوني، ولن يؤدي الى استقراره وأمنه، ولذلك تضغط الولايات المتحدة الأميركية من هذا المنطلق من أجل دفع الكيان للقبول بعودة المفاوضات والتسوية والتوقف عن بناء المزيد من المستوطنات لأنه بنظر الولايات المتحدة الأميركية ان مستقبل الكيان الصهيوني اليوم مرهون بتحقيق التسوية السياسية أما استمرار الصراع فإنه يؤدي الى طريق مسدود بالنسبة له وتصعيد الصراع لا أكثر ولا أقل.
المقاومة في لبنان قدّمت تجارب مهمة للمقاومة الفلسطينية
ومهما بلغت قوة الكيان الصهيوني وجيشه وتصعيده واستيطانه، فالمقاومة الفلسطينية تشهد اليوم تطوراً نوعياً أمام أداء المقاومة المسلحة، هذا ما أكّد حردان، مضيفاً بأن المقاومة الفلسطينية اليوم اهتدت الى اسلوب حرب العصابات في مواجهة جيش إحتلال يمتلك القدرات الهائلة والإمكانيات الكبيرة، وهذا التطور برز اليوم من خلال استخدام العبوات الناسفة والتصدي لدوريات الإحتلال والإشتباك معها عن قرب مما يؤدي الى شلّ قدرتها على تحقيق أهدافها، وبالتالي تعطيل قدرتها على ضرب قوى المقاومة في الضفة الغربية.
ويضيف حردان، ان هذا الإسلوب الذي اهتدت إليه المقاومة الفلسطينية من خلال خبرتها في الصراع مع الإحتلال من جهة ومن تجربة المقاومة في لبنان ومن تجربة كل انواع المقاومة الشعبية ضد الإحتلال، ولذلك هذا التطور النوعي سيلقي بظلاله على مسار الصراع العربي الصهيوني في الفترة القادمة وسيؤدي الى نقل الصراع الى مرحلة جديدة سيكون فيها الإحتلال والكيان الصهيوني بشكل عام في وضع صعب جداً لأن الصراع يحتدم على الأراضي الفلسطينية المحتلة وليس في الأطراف وهذا ما يقلق الكيان الصهيوني وهذا ما يؤدي الى ارباكه وبالتالي شلّ خططه وقدرته على تنفيذ خططه الأمنية والسياسية بكل أنواعها.
الإحتلال يفخّخ منازل المقاومين
كما لم يترك جيش الإحتلال الصهيوني اسلوباً من الإرهاب إلاّ ومارسه ضدّ فلسطين وشعبها ومقاومتها، إذ بدأت القوات الصهيونية في الآونة الأخيرة بتفخفيف المنازل للمقاومين في إعتداء سافر بعدما عجزت عن ملاحقة الشباب المقاومين في فلسطين، وفي هذا يقول حردان بأن العدو لجأ الى هذا الإسلوب بعد أن اصبحت العمليات الأخيرة التي يقوم بها جيش الإحتلال من خلال إقتحام المخيمات في المدن الفلسطينية والضفة الغربية تفشل في تحقيق أهدافها في اعتقال المقاومين أو اغتيال هؤلاء المقاومين نتيجة ان المقاومين اصبحوا أكثر حذراً وأكثر خبرة في اخذ الإحتياطات الأمنية وبالتالي إحباط محاولات الإحتلال اعتقالهم او اغتيالهم، ولذلك القوات المقتحمة الصهيونية تخرج من هذه الإقتحامات خالية الوفاض، خائبة ولذلك هي باتت تلجأ الى تفخيخ وتدمير المنزل بعد خروجها لتغطي على خيبتها وفشلها.
اشتداد المقاومة وعدم استسلام الشعب الفلسطيني
إذاً، مستويات متدنية ومختلفة من الفشل وصل إليها الجيش الصهيوني وقواته وأمنه بعد فوضى المظاهرات التي يعيشها الكيان منذ أشهر، وهنا يقول حردان بأن الإسرائيلي وصل الى هذا المستوى من الفشل أولاً نتيجة اشتداد المقاومة هذا بالدرجة الاولى ورفض الشعب الفلسطيني الإستسلام للأمر الواقع الصهيوني وبالتالي نجاح المقاومة الفلسطينية الإرتقاء بأداءها وإمتلاك القدرة على مقاومة الإحتلال بعد أن وصل الشباب الفلسطيني الى قناعة راسخة ان هذا الإحتلال لا ينفع معه سوى المقاومة وبالتالي اللجوء الى استخدام السلاح والتدرب على استخدام السلاح وتطوير القدرات في هذا الإطار هو السبيل لردع الإحتلال وبالتالي افشال خططه وجعله يعيش هذا المأرق. ومن الطبيعي أن أزمة الكيان الصهيوني أثرت على الخطط الصهيونية لكن ليس هذا هو السبب، والسبب الرئيسي أنا اعتقد هو تطور أداء المقاومة الفلسطينية، رفض الشعب الفلسطيني الإستسلام للإحتلال الصهيوني وبالتالي نجاح المقاومة الفلسطينية في احباط المخططات الصهيونية في تحقيق أهدافها في الضفة الغربية والقدس المحتلة بتهويد هذه المنطقة وبالتالي فرض المشروع الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية.
الحلم الصهيوني اليوم يشهد حالة من اليأس
وفيما يخص المأزق الحقيقي الذي يعيشه الكيان الصهيوني اليوم يرى حردان بأن هذا المأزق هو نابع من القدرة الردعية الصهيونية التي أصيبت بعطب كبير وتآكلت اليوم في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وأن هذه القوة اليوم تشهد المزيد من التآكل والتراجع كل يوم، وأن هذا الكيان الذي كان ينعم بالإستقرار والأمن بات اليوم يفقد هذا الأمن والإستقرار الداخلي، وهذا الكيان الصهيوني الذي كان يعتقد يوماً أنه قادر على أن يكون ملجأ للمستوطنين الصهاينة وبالتالي تحقيق ما يسعون إليه من حياة رغيد ورفاه قد فشل في ذلك، وهذا الحلم الصهيوني اليوم يشهد حالة من اليأس والإحباط نتيجة تصاعد المقاومة الفلسطينية ونتيجة تنامي قوة هذه المقاومة على الأرض الفلسطينية المحتلة، بعد ان كان الكيان الصهيوني يعتقد يوماً ما أنه قادر على تطويع الشعب الفلسطيني ويخضعه لإجراءاته وسياساته التعسفية. ولذلك يمكن القول أن مأزق الإحتلال الصهيوني اليوم يزداد ليس فقط نتيجة ذلك، وإنما في ظل تنامي قوة محور المقاومة الذي يدعم نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني، خاصة أن محور المقاومة اليوم خرج من مواجهة الحروب الإرهابية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية ضده، إضافة الى الحروب الإقتصادية التي خرج منها منتصراً معافياً وهو اليوم يحصد ثمار نتائج إنتصاراته، مما غيّر بالمعادلة الإقليمية لمصلحة نضال الشعب الفلسطيني، وبالتالي عزّز اليوم موازين القوى لمصلحة محور المقاومة والمقاومة الفلسطينية وأربك الخطط الصهيونية وأعاد الكيان الصهيوني الى دائرة العزلة بعد أن كان يعتقد انه يستيطع التوسّع بعد مشروع التطبيع مع بعض الدول العربية الذي أصيب اليوم بعطب حقيقي وضربة موجعة بعد المصالحة السعودية الإيرانية.
شجاعة المقاوم الفلسطيني في المواجهة
من جهة اخرى، تطور قدرات المقاومة أصبح اليوم محط إهتمام الكيان الصهيوني وإعلامه، فالإعلام العبري بات يتحدث اليوم عن قدرة المقاومة الفلسطينية في تحديد أهدافها عن مسافة قريبة، وهو ما بات يُعرف "المسافة صفر"، وفي دلالات هذا الإعتراف الصهيوني أمام تنامي قدرة المقاومة في تحقيق أهدافها دون خوف، دون تردد، دون أن تحسب حساب لهذا الكيان المحتل يؤكّد حردان بأن حديث الإعلام الصهيوني اليوم عن قدرة المقاومة في تحديد أهدافها عن مسافة قريبة، هذا يؤشر بداية الى عدة دلالات:
 اولاً: القدرة القتالية لدى شباب المقاومة الفلسطينية حيث باتوا أكثر تمرّساً على القتال، ومواجهة الجندي الصهيوني من مسافة قريبة.
ثانياً: الشجاعة التي يمتلكها المقاوم الفلسطيني في مقابل الجندي الصهيوني الذي يحرص دائماً على حياته ويخاف الخوض القتال المباشر وهذا ما شهدناه في جنوب لبنان عام 2006 عندما واجه المقاومون جنود النخبة في الجيش الصهيوني بشكل مباشر وحققوا نجاحات كبيرة في مواجهته وأدت الى انهيار معنويات الجيش الصهيوني، اليوم يتكرر المشهد في الضفة الغربية، وشباب المقاومة اليوم باتوا يملكون القدرة القتالية والتدريب والشجاعة في آن معاً على مواجهة جنود العدو من مسافات قريبة سمّاها الإعلام العبري "مسافة صفر" وهي دلالة اولاً على تنامي قدرة المقاومة كما قلنا ومدى الإرباك التي بات يصيب جيش الإحتلال خلال هذه المواجهات...
ردة الفعل الصهيوني إزاء تحقيق الفلسطيني لأهدافه  
وحول ردة الفعل الصهيوني امام هذا التطور في تحقيق الفلسطيني لأهدافه، وكيف سيتصرف الصهيوني في معادلة " الدفاع عن مسافة صفر"، أكّد حردان بأن هذا الأمر مرتبط بروح القتال والمقاومة التي يمتلكها المقاوم الفلسطيني والجندي الصهيوني وهي النقطة الأساسية، هذا ليس له علاقة بالسلاح وليس بالقرارت وليس بالتدريب، هذا مرتبط بروح المقاومة وهي الروح المفقودة عند الجندي الصهيوني والموجودة بكل مكوناتها عند المقاوم الفلسطيني، المقاوم الفلسطيني يمتلك روح القتال والإستعداد للإستشهاد والتضحية لانه صاحب القضية العادلة، بينما الجندي الصهيوني يفتقد لهذه القضية العادلة، بل هو المعتدي وهو يعرف نفسه أنه معتدي ويمارس الإرهاب ويقتل المدنيين ويعتدي على الشعب والأرض، ولذلك الفرق شاسع ولا يمكن أن يجد الإحتلال له حلاّ، وهذه نقطة لصالح المقاومة الفلسطينية في المواجهة، وهذه هي النقطة الأساسية التي تستند إليها نضال الشعوب التي تعاني من الإحتلال في مواجهة المحتلين، إنها تستند على عدالة القضية والإستعداد للدفاع عنها والتضحية في سبيلها لأنها قضية عادلة وتمتلك كل أوجه العدالة إن صح التعبير، بينما المحتلون هم الذين يعتدون ويمارسون كل أنواع القتل والإرهاب ويعرفون بأنهم معتدون ومستعدون أن يمارسوا هذا القتل وهذا الإرهاب دون أن يضحوا بأنفسهم، هم يريدون أن يحرصوا على حياتهم وهذه مفارقة لا حلّ لها من قبل الإحتلال الصهيوني.

البحث
الأرشيف التاريخي