فيما يدعو الناتو الى تأجيج الحرب مع روسيا..
وعود الغرب تضع كييف تحت مقصلة اللاعودة
دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى استمرار الحرب بأي ثمنّ وحذّر من أي مفاوضات دبلوماسية ثنائية بين روسيا وأوكرانيا بهدف إنهاء الحرب. في تلك الجولة اعتبر "ينس ستولتنبرغ" الموقع الرئيسي لأوكرانيا في قلب حلف شمال الأطلسي ووصف عضوية هذا البلد الذي مزقته الحرب في الناتو بأنها ممكنة ومتاحة تماما! اليوم في ضوء الموقف الأكثر خطورة للمعركة، وبينما أصبح زيلينسكي والجيش الأوكراني عالقين أكثر فأكثر في الفخ الذي وضعه الناتو لهم، وضع ستولتنبرغ شرطًا مستحيلًا لعضوية كييف في الناتو؛ وهو النصر في المعركة مع روسيا! بتعبير آخر وبشكل أوضح؛ لقد إلتف حلف الناتو على زيلينسكي رسمياً وتراجع بكل صلافة عن وعوده لأوكرانيا.
أزمة الإنضمام الى الناتو
أعلن رئيس أوكرانيا في نهاية سبتمبر 2022، أي بعد سبعة أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في منطقة دونباس؛ أن كييف قدمت طلبا للانضمام بسرعة إلى الناتو. في الواقع، وضع الأطلسيون أيديهم على اقتراح مستحيل، لا يمكن تحقيقه بسبب الأوضاع الماثلة في الحرب وبسبب طلبات شبه مستحيلة. من ناحية، حول أعضاء الناتو أوكرانيا إلى أرض محترقة من خلال تقديم وعود فارغة، ومن ناحية أخرى، منعوا عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وفي هذه اللعبة المزدوجة ضد أوكرانيا، فإن السلطات الأمريكية متناغمة تمامًا مع الأوروبيين.
لعبة الخسارة المزدوجة
هذه هي لعبة الخسارة المزدوجة التي فرضها الغرب على حلفائه في كييف، وزيلينسكي مذنب أكثر من أي شخص آخر لقيامه بلعب هذه اللعبة في السنوات والأشهر الأخيرة. كما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية قبل أيام قليلة أنها لن تقبل أي قرار سوى دعوة كييف للانضمام إلى الناتو في الاجتماع القادم لرؤساء هذا التحالف، والذي من المقرر عقده يومي 11 و 12 يوليو في ليتوانيا. وأكد جون كيربي منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، دعم واشنطن لسياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي، لكنه قال: إن عضوية أوكرانيا في هذا التحالف العسكري يجب أن يتفق عليها جميع الأعضاء.
عضوية لن ترى النور
تشير أحدث التقديرات إلى أن 11 عضوًا على الأقل من أصل 29 عضوًا في الناتو لن يقبلوا عضوية كييف حتى إذا انتهت الحرب في أوكرانيا في هذه اللحظة، لذا أصبحت قصة عضوية أوكرانيا في الناتو قصة مستمرة لا نهاية لها مثل عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. من النمسا وفرنسا واليونان إلى المجر وبلغاريا ورومانيا ، يعتقدون أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي ستكون مرادفة لفرض تكاليف باهظة في مجالي الردع والعمل لهذا التكتل الأمني العسكري.
تمسّك بإلتزامات مُدمّرة
وكان قد قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ -في اجتماع لوزراء دفاع الناتو يدوم يومين في مقر الحلف ببروكسل- إن الحلف يتوقع تعهدات جديدة بشأن تقديم مزيد من الذخيرة والأسلحة لأوكرانيا، مضيفا أن دعم الحلف لأوكرانيا يحدث فارقا في الحرب، لافتا إلى أن الأوكرانيين يحرزون تقدما على الأرض في ما سماه القتال العنيف هناك، حسب قوله. وأوضح أن زيادة إنتاج الذخيرة والمتطلبات الدفاعية تأتي على رأس أولويات حلف شمال الأطلسي، كاشفا أن مجموعة الاتصال النووي التابعة للحلف ستبحث الاستعدادات ومستوى الجاهزية لمنع أي تصعيد. في الوقت نفسه، اعتبر ستولتنبرغ أنه "لا توجد حتى الآن أي بوادر من قبل روسيا بشأن استعدادها لمفاوضات حقيقية أو لعملية سلام"، على حد قوله. غير أن الخارجية الروسية قالت إن "نظام كييف يرفض جميع فرص التفاوض مع روسيا لمصلحة الدول الغربية". في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن "التزامنا تجاه أوكرانيا مستمر، ومصممون على العمل لضمان حمايتها لأراضيها". وأضاف بالقول "نضع اليوم خططا للتدريب للإبقاء على قدرة الجيش الأوكراني على القتال"، قبل أن يتابع "سنبقى موحدين، وسنواجه التحديات في هذه الظروف المتغيرة".