في ذكرى استشهاده الأليمة
الامام الجواد (ع).. أيقونة الجود والسخاء
نعزي الامام المهدي المنتظر (عج) وقائد الثورة الاسلامية والعلماء الاعلام و العالم الاسلامي في ذكرى استشهاد الامام محمد الجواد (ع) تاسع أئمة أهل البيت عليهم السلام التي تصادف اليوم الإثنين 19 يونيو/حزيران، والذي هو آخر يوم من شهر ذي القعدة سنة 220 هـ . سائلين الله القدير ان يوفقنا للسير على نهجه وزيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة... اللهم آمّين. عاصر الإمام الجواد (ع) شطراً من حكم الحاكم العباسي (الغير المأمون)، وسنتين من حكم المعتصم.
أما الحاكم الغير المأمون، الذي قتل الإمام علي الرضا (ع) بالعنب المسموم، فقد حاول استقطاب ابنه الإمام محمد الجواد (ع) واستمالته إليه، في محاولة منه لتبرئة ساحته من دم أبيه الرضا (ع).
ام باستدعاء الإمام الجواد (ع) من المدينة، وعرض عليه أن يزوّجه ابنته "أم الفضل"، أملا في أن تشفع له المصاهرة في نسيان دم أبيه (ع).
استشهاده
في التاسع والعشرين من ذي القعده سنة 220هـــ استشهد الامام الجواد(ع) على يد المعتصم لعنة الله عليه. وبعد موت (الغير المامون) جاء المعتصم للسلطة، فکان کأسلافه العباسيين علی خوفه من إمامة أهل البيت (ع) ومکانتهم العلمية والسياسية، فاستدعی الامام الجواد (ع) من المدينة الی بغداد عام (219) هـ خوفا من تألق نجمه واتساع تأثيره، وليکون علی مقربة من مرکز السلطة والرقابة، ولعزله عن ممارسة دوره العلمي والسياسي والشعبي.
تم استقدام الإمام الجواد (ع) من المدينة الی بغداد ولم يبق في بغداد الا مدة قصيرة حيث راح المعتصم يدبّر الجريمة بالتعاون مع جعفر بن (غير المأمون) الذی أغرى أخته "أم الفضل" بدسّ السم إلى الإمام، واستجابت "أم الفضل"، فوضعت السّم في العنب، وکأنها تعلّمت ذلك من أبيها (الغير المأمون) الذي اغتال الإمام الرضا(ع) بنفس الطريقة.
وهکذا استشهد الإمامُ الجواد(ع) في 29 ذي القعدة سنة 220 هجرية، وله من العمر 25 عاماً. وحُمل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش، الکاظمية حالياً، ليدفن إلى جانب جدّه الإمام موسى الکاظم(س) حيث مرقده الآن يزوره المسلمون من بقاع العالم .
بالرغم من قصر المدة التي عاشها الإمام محمد الجواد(ع)، وهي خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتى استشهاده، وهو أقصر عمر نراه في أعمار الأئمة الإثني عشر (ع) من أهل بيت رسول الله(ص)، إلاّ أنّ التراث الذي وصل إلينا إذا قارنّاه بالظروف التي أحاطت بالإمام(ع) وبشيعته وقارنّاه بأعمار من سبقه من آبائه الكرام (ع) والتي يبلغ معدّلها ضعف عمر هذا الإمام العظيم نجده غنيّاً من حيث تنوّع مجالاته، ومن حيث سموّ المستوى العلمي المطروح في نصوصه وحجمه.
هيا بنا لربي "الزوراء" نسألها
عـن ثـلتيـن هـما موتى وأحياء
فقد مشت وبني العباس سامرة
في ألف ليلة حيث العيش سراء
تجبك أن ديار الظلم خاوية
وإن للمتقين الخلد ما شاؤوا
ومل الى الكرخ وانظر قبة شمخت
تجاذبتها الثريا فهي شماء
وحي فيها (جواداً) من أنامله
سحابة الفضل والإنعام وكفاء