الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وستون - ١٩ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وستون - ١٩ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

في ذكرى وفاته

عندما تجول كتب وأفكار «شريعتي» العالم العربي

الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
الحديث عن الكتابة والكتّاب والمؤلفين لا ينتهي أبد الدهر، فاليوم الإثنين 19 يونيو- حزيران يصادف ذكرى وفاة أحد الأدباء الإيرانيين الشهيرين الذي تركت كتبه وأفكاره أثراً عميقاً ليس في إيران والعالم العربي بل في كل العالم بأجمعه، وهو الدكتور علي شريعتي.
كان شريعتي أحد مصادر إلهام الفنانين الإيرانيين المسلمين الملتزمين. استمر تداول 100،000 من كتبه حتى نهاية الستينيات. من أجمل الآثار التي يمكن رؤيتها خلال النضال الذي أدى إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت الأنشطة الثقافية والفنية في ذلك الوقت.
ربما من بين كل القادة الثوريين العظام في القرن العشرين، كان الإمام الخميني (رض) هو الشخص الوحيد الذي يعتبر مفكرا وشاعرا، وهذا التيار الفكري الذي كان مسؤولاً عن التوجيه الفكري والثقافي للنضالات بدرجات متفاوتة بين الناس بشكل مختلف، استفاد من مثل هذا الذوق.
بالإضافة إلى تعبيره الأدبي الفصيح، والذي كان له تأثير كبير في التأثير على مفاهيمه لدى الجمهور، فقد أولى شريعتي اهتماماً خاصاً للقضايا الفنية، وتعتبر ترجمة كتاب "نقد الأدب" الذي ألفه محمد مندور إحدى أنشطته في هذا الحقل.
إلى جانب الأدب والمسرح، اهتم الدكتور علي شريعتي أيضاً بالفنون البصرية وتم تصميم ملصق كتاب "الحج" الخاص به بتصميمه الأصلي وهو أحد أكثر التصاميم المفاهيمية لأغلفة الكتب التي نشرها المؤلفون الإيرانيون منذ البداية.
الأسهم التي تسير في نفس الاتجاه هم الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة في الاتجاه المعتاد، والسهم الأحمر الذي يسير في الاتجاه المعاكس في تفسير شريعتي نفسه، "هو الامام الحسين عليه السلام وهو الوحيد الذي يترك الطواف بدعوة من الاستشهاد". منذ أن تمت ترجمة أعمال شريعتي إلى لغات أخرى لديه العديد من المعجبين خاصة في العالم العربي، كانت بعض هذه الملصقات باللغة العربية.
تأثير شريعتي وأفكاره ومؤلفاته في العالم العربي
كما أننا نرى ان الدكتور علي شريعتي ترك أثرا كبيرا في العالم العربي وفي قسم كبير من العالم، ولكن هنا نقدّم لكم قسم من مقال ودراسة تم نشرها في موقع "شعوبا" تحت عنوان "التحقيق في أسباب النزعة نحو أعمال الدكتور علي شريعتي في العالم الإسلامي" وهو دراسة كاملة مع شواهد وحوارات، فننصحكم بقراءتها بصورة كاملة، أما ما نذكره هنا نقلاً عن هذه الدراسة هي: "من بين النخب الشيعية المعاصرة، هناك شخصيات تغلغلت كتبها ومقالاتها ومناقشاتها وأثرت في جسد النخبة أو حتى جماهير العالم الإسلامي".
أفكار  شريعتي في شمال إفريقيا
ففي قسم آخر تتطرق الدراسة إلى وصول أفكار د. شريعتي إلى شمال إفريقيا، فيقول الكاتب: "تضم منطقة شمال إفريقيا دول مصر والجزائر وتونس والمغرب، وهذه الدول لها مكانة مرموقة في العالم الإسلامي لعدة أسباب.
ونظراً للتقدم التاريخي لهذه المناطق في مواجهة الغرب ومواجهتهم بأفكار مختلفة، الحالة العقلية والفكرية في هذه المناطق أفضل من مناطق أخرى ومن ناحية أخرى تاريخياً، كانت موطناً لمدارس فكرية عظيمة مثل الأزهر والزيتونة.
وتعتبر في الاتجاه الإقليمي هي منطقة لتربية النخبة ولهذا تعتبر هذه المنطقة مجتمعا "مثقفا" ومتعلما.
كان لشريعتي علاقة وثيقة بالثوار الجزائريين، وكان جزء من فريق الإعلام في جبهة التحرير الجزائرية في باريس وحتى دخل السجن في باريس لهذا السبب في عام .1960
من أهم مترجمي كتب الشريعة في مصر المرحوم إبراهيم الدسوقي شطا والذي كان شديد الإخلاص للإمام الخميني(قدس) وللثورة الإسلامية يتحدث عن تأثير أفكار د. شريعتي في مصر ويقول: "تجدر الإشارة إلى أن جميع مناحي الحياة، من المعلمين إلى الصحفيين المشهورين ومجتمع المثقفين والمتقدمين في مصر، كانوا يستقبلون كتب شريعتي، حتى السلفيين والسنة لا يستطيعون فعل أي شيء ضده.
يقولون إن ما يعتبر خيرا عند شريعتي هو أن قارئ أعماله لا يشعر أن مؤلف هذه المواد يتعامل مع دين معين.
إنه مسلم نقي وفهم روح الإسلام وليس له تحيز أي تعصب.
ما اقترحه شريعتي وهي تنطبق على جميع المسلمين من أي دين وجنسية وفي أي مكان، ولهذا السبب لم تعترض الطبقة التقليدية والمتعصبة على هذه الأفكار السامية. تأثيره على إسلاميي شمال إفريقيا كان كثيراً وخاصة في تونس.
افكار شريعتي فی الشام
كانت أفكار الدكتور شريعتي قد دخلت منطقة الشام وخاصة لبنان قبل الثورة الإسلامية. في هذا السياق، لعب الإمام موسى الصدر والشهيد جمران دوراً مهماً. وحضر مراسم أربعينية شريعتي التي أقيمت في بيروت شخصيات بارزة من هذه المنطقة وكان من ضمن هؤلاء د. منير شفيق المنظّر الفلسطيني المشهور.
فيقول د. منير شفيق في هذه المراسم عن د. شريعتي: "على الرغم من ان هذه الشخصية العظيمة لا نعرفه جيداً، لكننا نعلم أنه أحد أكثر رجال الزمان روعة، وله خصائص المناضلين العظماء، وهذا هو سبب اعتزازنا بذكراه في هذا اليوم العظيم. الرجل الذي وضع قلمه في خدمة محاربة الأفكار المنحرفة، ولتعزيز الأصالة في التفكير والفكر في المجتمع ".
أعماله وكتاباته المترجمة إلى العربية
هناك كثير من أعمال الدكتور شريعتي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية ، بل قامت دار الأمير اللبنانية بترجمة ونشر أعماله الكاملة، بما أن لا يزال استقبال أعماله في لبنان كثيرة جداً، حيث أنه في عام 2017، كانت كتب شريعتي ثاني أكثر الكتب مبيعاً بين الكتب الدينية، فنقدّم لكم فيما يلي بعضها.
معرفة الإسلام
كتاب "معرفة الإسلام" للدكتور علي شريعتي هو بلا شك أحد أكثر أعماله التي لا تنسى. نثر جميل وكتابة سلسة.
كتاب مليء بالمعلومات الإسلامية والتاريخية.
سلسلة "معرفة الإسلام" التي تم تجميعها في ثلاثة مجلدات تتضمن جزءاً من سلسلة دروس الدكتور علي شريعتي والتي تم تقديمها في حسينية إرشاد تحت عنوان "علم الإسلام" في عامي 1971 و 1972.
يبدأ هذا العمل بالخطة العامة والأساسية للمدرسة بناءً على النظرة العالمية ويستمر مع بيان ووصف فروع نظرة المدرسة للعالم ؛ أي فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، وفي نفس الوقت مقارنة المدارس الأخرى والنتيجة النهائية لعرض المدرسة يعتبر إنشاء أيديولوجية يولد المجتمع المثالي منها.
الحج الفريضة الخامسة
الحج هو عملية ارتقاء الإنسان نحو الله، وأداء شعائر الحج كما يرى مؤلف هذا الكتاب هو عرض لقصة الخلق وهو عرض للتاريخ وهو عرض للوحدة وهو عرض لعقيدة الإسلام وأخيراً هو عرض للأمة.
والإنسان المسلم هو بطل هذا العرض الذي يدعى المسلمون إلى المشاركة فيه كل عام. ولقد حاول أعداء الإسلام من خلال الحملات التي يشنونها عليه أن يقللوا من قيمة هذا الركن وأن يتهموه بأنه لا يحترم عقلية الإنسان وكيانه وحقوقه كإنسان وجعلوا من هذه الفريضة فريضة هامشية.
في هذا الكتاب يرد الدكتور علي شريعتي على هؤلاء ويفند ادعاءاتهم مبيناً عمق المعاني التي يتضمنها الحج ويبسط هذه المعاني من تجربته الخاصة وهو هنا يصطحبك في رحلة الحج التي ترتقي بها الروح فوق الماديات لتوحيد الله.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في تشرين الثاني (نوفمبر) 1978 وأكملت رحلتها في عدة أجزاء:
رق مقلوب، ثلاث وعشرون سنة في ثلاثة وعشرين يوماً، موعد مع إبراهيم، مناسك، حج: حج أكبر وأعظم من حج: الشهادة.
"وأنت، يا من لا شيء، التفت إليه وحدك ولا تصير شيئاً".
تبدأ بنية الكتاب بالتعريف الحرفي لكلمة الحج، ثم يُكتب الكتاب كله بتعريفات ومنظور صوفي، بلهجة المؤلف كأنه يريد إطلاع الجمهور على فلسفة الحج. وأماكن ومفاهيم الحج العميقة مثل: الإحرام، والكعبة، والطواف، والحجر الأسود، والسعي، والمشعر، ومنى، ورمي الجمرات، والقربان بلغة رمزية وبصيغة نثرية بليغة وجذابة.  نغمة العمل هي نثر دعائي أدبي ومستوحى من لهجة جادة وكريمة: "باطنك خالي من الطعام حتى ترى نور المعرفة".
 فاطمة هي فاطمة(ع)
"فاطمة هي فاطمة" هو اسم كتاب من تأليف علي شريعتي، تم تجميعه من خطبه عام 1970.
تمت ترجمة هذا الكتاب إلى عدة لغات مختلفة. هذا الكتاب عن السيدة فاطمة الزهراء (س).
وفي الجزء الأخير والأكثر شهرة من هذا الخطاب، يقول شريعتي: "أردت أن أقول إن فاطمة(ع) ابنة خديجة ، لكنني رأيت أنها ليست فاطمة(ع)".
أردت أن أقول إن فاطمة(ع) هي ابنة محمد(ص)، لكنني رأيت أنها ليست فاطمة(ع). أردت أن أقول إن فاطمة(ع) هي زوجة الامام علي(ع)، لكنني رأيت أنها ليست كذلك.
أردت أن أقول إن فاطمة(ع) هي والدة الحسنين(ع)، لكنني رأيت أنها ليست فاطمة(ص). أردت أن أقول إن فاطمة(ع) هي والدة زينب(س)، لكنني رأيت أنها ليست فاطمة(ع). لا، هذه كلها، وهذه ليست كلها فاطمة(ع)، فاطمة هي فاطمة(ع).
العودة الى الذات
واحدٌ من أهم مؤلفات المفكر الإيراني الدكتور علي شريعتي، يشرح طبيعة مشروعه الفكري النهضوي، و يلخص فلسفته في الحياة. و معظم الذين تحدثوا عنه وعن تراثه الفكري لفتوا النظر إلى فكرة (العودة إلى الذات)، بوصفها فكرة محورية، و معبرة عن رؤيته لمشروعه الفكري.
و في نظر شريعتي أن قضية العودة إلى الذات من القضايا الأساسية التي يدور حولها الحوار في ساحة المفكرين في آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية، وهي محل جدل و حوار في إيران أخيرا، و قد تعرف علي شريعتي على النقاشات التي جرت حولها، حينما كان في فرنسا، و تحدث عنها واعتبرها من قضاياه الأساسية بعد عودته إلى بلده إيران، و تطرق إليها بوصفه مفكرا مسؤولا ينهض بواجبه تجاه مجتمعه.
وجاء الحوار حول هذه القضية في سياق تأكيد الاستقلال الحضاري، و نقد الغرب، و رفض التبعية له، ولإثبات وجود الذات شرطاً لنهضة الأمّ’.

 

البحث
الأرشيف التاريخي