بمناسبة يومه العالمي:
التصحّر وخياراتنا اليوميّة لإنقاذ كوكبنا
يصادف اليوم 17 حزيران/يونيو اليوم العالمي لمكافحة التصحر، وتمت تسمية اليوم باليوم العالمي لمكافحة التصحر لاذكاء الوعي العام بالجهود التي تبذل لمكافحة التصحر وهذه العملية بحاجة الى المشاركة الجماعية القوية على جميع المستويات.
ايران تحيي اليوم العالمي لمكافحة التصحر
احيت ايران اليوم العالمي لمكافحة التصحر حيث تؤكد منظمة الأمم المتحدة على أهمية وضرورة التعاون والشراكة الدوليين لمواجهة هذه المشكلة.
اليوم العالمي لمكافحة التصحر يهدف لاذكاء الوعي العام بالجهود التي تبذل لمكافحة التصحر والجفاف كونهما من أكبر التحديات البيئية في أيامنا هذه.
ايران ورغم تمتعها بوجود غابات واسعة في شمالها والمساحات الخضراء الكبيرة في شمال غربها وغربها تحتضن صحراء لوط من اكبر الصحارى في اسيا الوسطى حيث تبلغ مساحتها 51.800 كيلومتر مربع ودرجة الحرارة فيها مرتفعة جدا وهي اسخن مناطق العالم على الاطلاق مما بلغت درجة الحرارة فيها في عام 2008 الى 63 درجة مئوية فيما قد سجل احد الأقمار الصناعية التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) أعلى درجة حرارة مسجلة على وجه الأرض وقد كانت 71 درجة مئوية.
وفي فصل الربيع يبدأ موسم الأمطار لكنه يستمر لفترة وجيزة تتدفق فيه المياه من جبال كرمان الا انه سرعان ما يجف.
في هذه الظروف حاولت ايران غرس الاشجار التي تتواءم مع هذه الظروف الصحراوية لتحويل الصحراء الى ارض خضراء ذات اشجار ونباتات كون هذه العملية تساهم بشكل مباشر في الحد من ظاهرة العواصف الترابية التي تجتاح بعض المناطق في ايران بين الحين والاخر خاصة محافظة خوزستان وتسبب في انتشار الامراض التنفسية التي تهدد حياة الانسان.
أن ايران أحد الأطراف الملتزمة بالبروتوكول البيئي وإتفاقية التغيير المناخي وإتفاقية التنوع البيولوجي وتدعم دومًا وبشكل تطوعي خطة التنمية المستدامة العالمية المعروفة بـ"عالم بدون تدمير الأرض"، التي تهدف إلى تعزيز عمليات إستصلاح الأراضي وإيجاد التوازن البيئي على مستوى العالم.
الاحتفال بيوم التشجير في ايران
ومن الجدير بالذكر ان التصحر الذي حدث في ايران هو من نوع التصحر في القرى اي تراجع نشاطات الانسان وبالاحرى مغادرة الناس للقرى وهو اشد من التصحر الناجم عن زوال الغطاء النباتي. وكلما نمضي فان عامل التصحر (زوال الغطاء النباتي) يتراجع مقارنة بالاعوام الثلاثين الماضية.
وفقا للمصادر التاريخية فان الايرانيين القدامى كان لديهم احتفالات خاصة بمناسبة يوم الشجرة والتشجير وكانوا يقومون بزرع الاشجار ويحترمون الارض والزرع وحاليا يحتفل بهذا اليوم ويبدأ اسبوع الموارد الطبيعية في ايران من تاريخ 6 حتى 13 مارس، ويطلق على اليوم الاول من هذا الاسبوع "يوم الشجرة"، حيث يتم فيه الاحتفاء بالأشجار ويشجع الناس على زرعها والاعتناء بها وحماية الغطاء النباتي.
مبادرات ايرانية لمكافحة التصحر
ايران لا تفتأ عن مكافحة التصحر حيث تم افتتاح مشروع الحزام الأخضر أطراف طهران بمساحة 1200 هكتار بمناسبة اسبوع المصادر الطبيعية ويوم التشجير وتبلغ مساحة الحزام الأخضر اطراف طهران، أكثر من 40 الف هكتار
وهناك ايضا مشاريع اخرى بما فيها مشروع ازالة التصحر عن نحو 3 آلاف هكتار من الأراضي في اصفهان بهدف ازالة التصحر عن هذه المساحة من الأراضي تم من خلال غرس الشتائل، وتقليم الأشجار، وحماية التربة بالأغطية العضوية، واتخاذ الاساليب الزراعية الملائمة للحيلولة دون اتلاف المياه، وزراعة البذور.
كيف تواجه ايران ظاهرة التصحر؟
يفقد العالم كل عام حوالي 700 كم2 من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر التي تؤثر على حياة قرابة مليار إنسان حول العالم، ومن أجل التوعية بتلك الظاهرة خصصت الأمم المتحدة الـ17 من يونيو-حزيران من كل عام، يوما عالميا لمكافحة التصحر والجفاف... وايران واحدة من الدول المهتمة بهذا الامر.
التصحرُ ظاهرةٌ عَرَفتْها الارضُ منذُ آلافِ السنين، لكنها تفاقمتْ بعدَ الثورةِ الصناعية، وبحَسَبِ تعريفِ الأممِ المتحدة فانّ التصحّرَ هو تدهورُ الأرضِ والتربة في المناطقِ الجافةِ والحارة، وتعودُ تلك الظاهرةُ إلى عواملَ عديدة؛ أبرزُها التغيراتُ المُناخية كقلّةِ الأمطارِ والجَفاف.
حينَ تروي قصةَ انتصارِ الانسان على عواملَ طبيعيةٍ يذكرُ اسم سمير بورعبدالله في مدينة خرمشهر الذي أمضى عشرين عاماً من العمل الدؤوب في استصلاحِ وإحياءِ الاراضي الجرداء والقاحلة وتحويلِها الى جنةٍ خضراءَ يكسوها النخيلُ والنباتات.
تجربةُ سمير الناجحة في محاربةِ الجفاف أعادتْ الحياةَ للقرويين وساهمتْ في منعِ هجرةِ العديد من الحيوانات من خلالِ هذه المِساحاتِ المزروعة.
اشجارٌ ممتدة على امتدادِ البصر هي السلاحُ الذي تستخدمُهُ مدينةُ خرمشهر التي أنهكَتْها الحربُ الصدامية وتسببتْ لها بخسائرَ بيئيةٍ فادحة في مواجهةِ ظاهرةِ التصحر.
أسباب التصحر
السببان المهمان للتصحر هما حالات الجفاف الطویلة الناتجة عن تغیرات إقلیمیة، والاستهلاك المنفلت وغیر المناسب لطاقات البیئة وخیراتها. ویظهر دور هذین العاملین الأساسیین حسب الخصوصیات الجغرافیة للمناطق المعرضة للتصحر بأشكال أخرى منها الحرارة الشدیدة والجفاف، والتعریة المائیة والریاحیة المخربة لطبقات التربة الحیویة، والرعی المنفلت المدمر للغطاء النباتي، وعدم التوازن بین أعداد المواشي والمراتع والغابات، وزراعة المحاصیل بأهداف نفعیة أو شعاریة من دون تقدیر للمستقبل مما یشكل ضغطاً على مصادر المیاه الجوفیة، وقلة الاهتمام بالمشاركة الشعبیة والمحلیة في عملیة الحفاظ على الغطاء النباتي، وعملیات الري وتصریف المیاه غیر المناسبة مما یؤدي إلى ملوحة الأرض وتعریة التربة، والاستهلاك المنفلت لأخشاب الغابات لأغراض الوقود أو الصناعة، والاستخدام غیر المدروس للأسمدة الكیمیاویة مما یضرّ بالتربة والمیاه، وتبدیل الأراضي الغابیة والزراعیة إلى أراض ذات استخدامات أخرى (سكنیة، وطرق، وأزبال، وصناعة.
أسالیب مكافحة التصحر
إن الحیلولة دون تخریب مصادر سلامة البیئة وبقائها وإیقاف انتشار الصحارى هو في الحقیقة بدایة الطریق إلى مكافحة التصحر. كما أن إصلاح وإعادة تأهیل واستقرار البیئة حیال خطر التصحر، وهناك خطوات أخرى لمواصلة هذه الاستراتیجیة الوطنیة العامة. وتعد سیاسات ومناهج التنمیة المستقرة المشرف على هذه الاستراتیجیة.
من الأسالیب والخطط المعتمدة في إیران لإحیاء وتنمیة المصادر الطبیعیة الممكنة التدویر وخصوصاً السیطرة على تمدد الصحاري، یمكن الإشارة إلى استخدام وسائل الإعلام العامة بهدف زیادة الوعي العام تجاه أهمیة المصادر الطبیعیة والأخطار الناجمة عن تمدد الصحارى، والتنمیة الصناعیة الصدیقة للبیئة، وتسریع سیاق التنمیة القرویة في الاستخدام المستقر لمصادر المیاه والتریة والحفاظ علیها، والحفاظ على البیئة والاهتمام باستقرارها، وإحیاء وتدویر الأراضي المعرضة للتعریة، وتثبیت الرمال وتشجیع المشاركة الشعبیة والمحلیة في مراحل اتخاذ القرار وتطبیق الخطط ذات العلاقة.
هناك أسالیب وسبل متعددة لمكافحة التصحر تستخدم في ضوء العوامل والخصائص البیئیة. ونشیر فیما یلي إلى نماذج من هذه الأسالیب:
- تنفیذ مشاریع إدارة المیاه وتخزین المیاه لتوجیه المیاه الجاریة نحو خزانات المیاه الجوفیة، مما یزید من مستوى المیاه في الخزانات الطبیعیة الجوفیة.
- زراعة أنواع نباتیة مقاومة للجفاف والملوحة تكون في الوقت نفسه ذات عائدات ودخول لسكان تلك النواحي.
- تثبیت الرمال المتحركة بواسطة غطاء نباتي مقاوم الذي یصدّ العواصف الرملیة ویمنع الأضرار والخسائر الزراعیة والخسائر التي تتعرض لها الطرق والمؤسسات المختلفة.
- إنتاج أنواع من الطاقة جدیدة وزهیدة الثمن من أشعة الشمس والریاح أو أي بدیل آخر یقلل من استهلاك الغطاء النباتي كمصدر للطاقة.
- استخدام الأسالیب الجدیدة في الري وتنمیة البیوت الزجاجیة التي تخفض استهلاك المیاه بشكل ملحوظ.
- من خطوات إیران لمكافحة التصحر ترسیب الكاربون. وهذا المشروع من خطط منظمة الأمم المتحدة لزراعة نباتات خاصة بتعاون المجتمعات المحلیة من أجل تقلیل سیاق التصحر وعكسه. السبب في إطلاق مصطلح ترسیب الكاربون على هذا المشروع هو أن من آثاره الجانبیة محو ثاني أوكسید الكاربون من الجو وترسیبه في الغطاء النباتي والأشجار. التجربة الناجحة لمشروع ترسیب الكاربون في خراسان الجنوبیة تعتبر نموذجاً وطنیاً للتنمیة المستقرة. في سنة ۲۰۱۲ م بدأ مشروع ترسیب الكاربون في ۱۸ محافظة إیرانیة.