«لسنا أرقاماً... الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال»
الوفاق/ وكالات
وراء كل أسيرة فلسطينية قصة ألم وتضحية، وعائلة عانت مرارة الفقد والحرمان، مثلت قضية الأسرى والأسيرات قضية وطن مازال ينزف جرحاً ويقدم الشهداء والجرحى، فالعمل على تحريرهن عمل نضالي؛ لم يتوان أي فلسطيني يوماً في العمل على فك أسرهن من قبضة السجان الصهيوني، ولأجلهن عقدت صفقات التبادل مع المحتل، فخرجت مجموعة كبيرة منهن في مقدمة الصفقات.
اعتمدت المؤلفات لهذا الكتاب الصادر من مركز نساء من أجل فلسطين للدراسات والأبحاث على مجموعة مهمة من المصادر والمراجع، في مقدمتها المقابلات التي أثرت هذا الكتاب بالتفاصيل الدقيقة عن أحوال الأسيرات، إذ اعتمدت المشاركات أسلوب البطاقات التعريفية للأسيرات، وسجلت بياناتها من العمر وقت الاعتقال، والإقامة، وتاريخ الاعتقال والإفراج، ومدة الحكم والتهمة المسندة للأسيرة، والمهنة بعد الإفراج، وظروف كل أسيرة بصورة مختصرة، فكان كتاب وثائقي لا غنى عنه لأي باحث في شؤون الأسرى.
يعرض هذا الكتاب أعداد الأسيرات اللواتي اعتقلن في السجون الصهيونية منذ عام 1967 حتى الآن. نجد في الكتاب تركيز الاحتلال على اعتقال الطالبات و"استهدفت عمليات الاعتقال التي تنفذها سلطات الاحتلال الطالبات في الجامعات الفلسطينية، خاصةً طالبات جامعة بيرزيت، بسبب نشاطهن الطلابي والنقابي داخل المجتمع في محاولة لتقويض المساهمة الاجتماعية والنضالية، التي يمكن أن تساهم في بث الوعي الوطني داخل البيئة التعليمية"، الأمر الذي أعاق مسيرتهن التعليمية، في محاولة لإجبارهن للابتعاد عن الانتماء السياسي والنضالي.
كما استهدفت الصحفيات والاعلاميات اللواتي أدين دوراً مهماً في توصيل المعلومات إلى الجمهور الفلسطيني، وخلق رأي عام وهذا يعني قمع الحرية الإعلامية، وخاصة ضد المؤثرات كالكاتبة لمى خاطر والصحفية بشرى الطويل.
أُرهقت الأسيرات وذويهم بالكفالات المالية، وطال الاعتقال القاصرات اللواتي لم يتورع الاحتلال عن اعتقالهن، والحاق الأذى بهن نفسياً ومنهن ديما الواوي ذات 12 عاماً التي تعد أصغر أسيرة في العالم، وكذلك الأمهات والحوامل والجريحات والمسنات، بل وتعرضنّ للتعذيب داخل الأسر، ومنهن ابتسام حمارشة 60 عاماً التي اعتقلت عام 2015م، وكذلك العاملات في المؤسسات الحقوقية والدولية؛ منتهكة بذلك مبادئ القانون الدولي الإنساني، وكافة الاتفاقيات حقوق الانسان، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة 1949م، التي تنطبق موادها على فلسطين من حكم الوضع القانوني للأراضي المحتلة.
كانت أحلام التميمي أطولهن فترة حكم، بنحو 16 مؤبد، 1548م عاماً؛ بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية استشهادية، وأُفرج عنها عام 2011م وتم إبعادها إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وهي أول امرأة جندت في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكانت مهمتها اختيار وتحديد أماكن العمليات الاستشهادية، فكان أول نشاط لها نقل الاستشهادي عز الدين المصري منفذ العملية الاستشهادية في مطعم سبارو بالقدس عام 2001م، وعاشت التميمي ظروف قاسية في السجن كغيرها من الأسيرات، ولم تنتهي معاناتها عند ذلك الحد" فطالبت وزارة العدل الأمريكية الحكومة الأردنية بتسليمها الأسيرة المحررة حاملة الجنسية الأردنية، وذلك بعد أن وضعها مكتب التحقيقات الفيدرالية على رأس لائحة الإرهابيين المطلوبين.
أمّا الأسيرة اسراء جعابيص التي حُكمت 11 عاماُ و20 ألف شيكل، ومازالت معتقلة بتهمة محاولة تنفيذ عملية بسيارتها في طريقها من مدينة أريحا إلى القدس التي تعمل بها؛ وتم الادعاء أنها كانت في طريقها لتنفيذ عملية بالرغم من أن الانفجار كان عرضي؛ بسبب بالون السيارة وليس أنبوبة الغاز الفارغة، وتعرضت لحروق من الدرجة الأولى، شوهت وجهه وأيديها، ومازالت تعاني منه، ومنعت من العلاج طوال تلك الفترة، وحرمت من زيارة عائلاتها لها.