آیة الله بهبهاني؛ عالم وفقیه خوزستاني کبیر
الوفاق/خاص
كانت ومازالت محافظة خوزستان الایرانیة مهد العلماء والفقهاء البارزين في کافة العلوم، ومنها العلوم الدینیة.
لطالما كانت خوزستان، بوابة دخول التشیع إلى الجمهوریة الإسلامية الایرانیة،أرض الشيعة ومحبي أهل البيت (عليهم السلام)، وقد نشأ وترعرع عليها علماء وفقهاء عظماء.
علي بن مهزيار الأهوازي (ع)، دعبل الخزاعي، الشيخ زين الدين علي بن هلال جزايري، قاضي نور الله شوشتري، الشيخ أعظم أنصاري، العلامة الشيخ جعفر شوشتري، العلامة الشيخ محمد تقي شيخ شوشتري،آية الله هاشمي بهبهاني وآية الله مروج وآية الله جمي، من بين كبار شيوخ وفقهاء وعلماء محافظة خوزستان.
ومن هؤلاء العلماء والفقهاء البارزين والمروجين لفقه أهل البيت علیهم السلام، کان الراحل آية الله العظمى مير سيد علي موسوي بهبهاني.
ولد آية الله العظمى مير سيد علي موسوي بهبهاني في مدينة بهبهان التابعة لمحافظة خوزستان في عام 1302 هـ.ق أو في عام 1303 هـ.ق.
والده "آقا سيد محمد بن سيد علي من ذرية السيد عبد الله بلادي البحريني، الذي کان من علماء بهبهان.
تلقى آية الله العظمى مير سيد علي موسوي بهبهاني دروسه الأولية (حتی الثامنة عشرة من عمره)، في بهبهان من علماء بارزین، وهم، آیة الله العظمی آقا ميرزا محمد حسن بهبهاني،، وآية الله الشيخ عبد الرسول بهبهاني وآية الله "آقا سيد محمد ناظم الشريعة بهبهاني" وعلماء آخرون في بهبهان.
في نهاية عام 1322 هـ. ق ومن أجل مواصلة دراسته غادر آية الله العظمى بهبهاني، مدینة بهبهان إلى النجف الأشرف. وشارك في دروس علماء کبار مثل آية الله العظمی آخوند خراساني وآیة الله السيد محمد كاظم يزدي لمدة 6 سنوات وتعلم المستوى العالي من الفقه والمبادئ.کما تعلم وأخذ الفقه والأصول علی ید آیة الله السيد محسن كوه كمري.
عاد آية الله العظمى مير سيد علي موسوي بهبهاني سنة 1328 هـ.ق إلى مدینة بهبهان وتزوج في هذه المدينة، وبدأ تدريس العلوم الإسلامية، وبعد عام فقط ذهب مرة أخری إلى النجف الأشرف. لكن المرض تسبب في بقاء آية الله العظمى موسوي بهبهاني في العراق لمدة عام آخر فقط، والعودة إلى مدينة بهبهان.
وبدأ آية الله العظمى موسوي بهبهاني في التدریس بمدینة بهبهان لمدة 7 سنوات، وفي عام 1338 هـ بناء على طلب مجموعة من طلاب آية الله السيد محسن كوه كمري المتميزین، غادر إلى النجف الأشرف للمرة الثالثة.
عاد آية الله العظمى موسوي بهبهاني إلى إيران ليأخذ عائلته إلى النجف.
وعندما کان آية الله العظمى موسوي بهبهاني يروم الرحيل إلى العراق مع زوجته، مرضت زوجته أثناء الطریق وفي مدینة رامهرمز، التي كانت واقعة على الطريق بين بهبهان وأهواز، جعله يقيم في رامهرمز لعلاج زوجته. في هذه الأثناء طلب منه أهل رامهرمز بإلحاح البقاء في مدينتهم وإرشادهم. فبقی آية الله العظمى موسوي بهبهاني لمدة 23 سنة في رامهرمز،حیث أصبح مرجع تقلید للکثیر من أهالي هذه المدینة.
في عام 1362 هـ، قام آية الله العظمى موسوي بهبهاني بزيارة العتبات المقدسة للمرة الرابعة بهدف زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وبناءً على طلب آية الله السيد حسين طباطبائي قمي، الذي كان رئیس الحوزة العلمیة في مدینة کربلاء المقدسة ومن مراجع التقلید في تلک الفترة ، سکن في مدینة كربلاء.وقام بتدریس الفقه والأصول في حوزة كربلاء العلمیة لمدة سنتين وبعد ذلك ذهب إلى النجف. في بداية وصوله إلى النجف الأشرف، طلبت منه مجموعة من العلماء أن يبدأ التدريس، و بدأ بتدريس الفقه والاصول هناک.و في عام 1386 رجع الى ایران، و بدأ یتنقل بین محافظتي أصفهان وخوزستان.
ینقل الکاتب علي دواني عن علاقة الإمام الخمیني وآية الله العظمى موسوي بهبهاني: عندما أبلغت بعض مراجع التقلید بمدینة قم المقدسة وذهبنا معاً للقاء آية الله العظمی موسوي بهبهاني، وكان من بينهم الإمام الخميني قدس سره الراحل وآية الله شريعتمداري. في أثناء الطريق قلت هل تعرفون آية الله العظمی بهبهاني؟ قال كلاهما إنهما يعرفانه وسمعا أنه رجل عظيم.
قلت إنه تلميذ المرحوم آية الله السيد محسن كوه كمري، زعيم طلاب المرحوم الشيخ هادي طهراني،من الجيد التحدث قليلاً عن الموضوعات العلمية، لمن عرف مقدار ومیزان المعرفة لديه.
وبعد هذا اللقاء، وصف الإمام الخميني (قدس) آية الله العظمى موسوي بهبهاني بــ"سعيد العلماء"
منذ بداية دراسته، ظهرت عبقرية وموهبة آية الله العظمى مير سيد علي موسوي بهبهاني،وذكّره أساتذته بذلك مرات عديدة.
كان آية الله العظمی موسوي بهبهاني فقيها وعالما ومؤمنا وعالما شيعيا وأستاذا في فقه أهل البيت (علیهم السلام).وإضافة لقيامه بالترويج لمدرسة أهل البيت (علیهم السلام)، کان ینشط ویبذل قصاری جهده لحل مشاكل ومعاناة الناس.
كان آية الله العظمى سيد علي موسوي بهبهاني مدرساً متمکناً و استاذاً مقتدراً وکبیراً في علم الصرف والنحو والمعاني والبیان والحديث والتفسير.
وعلی ید هذا العالم الکبیر الذي قام بتدريس وإرشاد وهدایة الناس في مدن كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبهبهان ورامهرمز وأهواز،ترعرع و نشأ طلاب من كبار العلماء، الذین قدموا العدید من الخدمات العلمية والثقافية المختلفة للناس.
لعب آية الله العظمى مير سيد علي موسوي بهبهاني دوراً فعالا ومؤثراً في توعية الناس بالأعمال الإجرامية للنظام البهلوي أثناء نضال الأمة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني الراحل (قدس)، وعندما هجم مرتزقة الشاه المقبور على المدرسة الفیضیة في مدینة قم المقدسة، الذي کان یصادف ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق (علیه السلام)، دان هذه الخطوة الاجرامیة و ذلک من خلال إصدار بیان بهذا الشأن،کما أنّ أثناء الاحتجاج على اعتقال الإمام الخميني (قدس) من قبل نظام الشاه عام 1342 (1383ه.ق)، شارك آیة الله العظمی بهبهاني في احتجاج العلماء من جميع أنحاء ایران، الذي أقیم في طهران.
وتوفي هذا الفقيه البارز في العالم الشيعي عن عمر يناهز 92 عاما، في ليلة 18 من ذي القعدة عام 1395 هـ.ق، و بعد تشییع مهیب وکبیر الذي شارک فیه الناس من مختلف المدن الایرانیة، ووري جثمانه الطاهر الثری في مرکز دار العلم، التي أسسها هذا العالم الرباني في أهواز.
وصبح مرکز دار العلم لآية الله العظمى بهبهاني المكان الذي يتم فيه تدريب الطلاب والعلماء والفقهاء ويتم الترويج لمدرسة أهل البيت علیهم السلام.
الکتب والمؤلفات التالیة تعد من أبرز آثار هذا العالم والفقیه الکبیر:
مصباح الهدایة في اثبات الولایة
القواعد الکلیة فیما یبتني علیه الکثیر من معضلات مسائل الفقه والاصول .
"الاشتقاق" أو کشف الاستار عن وجه الاسرار المودعة في الروایة الشریفة: حول حديث أبو الأسود الدؤلي الشهير،في أصل علم النحو واللغة العربية وآدابها، كما نقله الإمام علي (عليه السلام)، و تم طبع الکتاب عام 1381 هـ.ق في طهران.
أساس النحو
التوحید الفائق في معرفة الخالق: يتحدث هذا الكتاب عن كلام الله وحكمته وقد أعید طبعه عام 1380 هـ.ق مقالات حول مباحث الالفاظ: يتحدث عن علم المبادئ وقد تم طبع مجلده الأول عام 1335 هـ.ق
في طهران.