مجزرة سبايكر جريمة عصر.. فيلم وثائقي تشهده فعاليات مهرجان فتوى الدفاع المقدسة
شهدت فعاليات الفترة المسائية من مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثقافي السابع، الذي أقامته العتبة العباسية عرض فيلم وثائقي بعنوان "مجزرة سبايكر جريمة عصر".
وأقام المهرجان قسم الشؤون الفكرية والثقافية، وقسم مؤسّسة الوافي للتوثيق والدراسات، وجمعية العميد العلمية والفكرية، احتفاءً بالذكرى السنويّة لإطلاق فتوى الدّفاع المقدّسة تحت شعار: "المرجعيّة الدينيّة حصن الأمّة الإسلاميّة"، على قاعة الإمام الحسن (ع) والذي استمرّ ليومَين.
وانطلقت فعّاليات الفترة الثانية من اليوم الأوّل، لمهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة السنويّ الثقافيّ بنسخته السابعة، على قاعة الإمام الحسن المجتبى (ع) في العتبة العبّاسية المقدّسة، بحضور أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدّسة ورؤساء أقسامها، فضلاً عن مشاركة العديد من الشخصيات الدينيّة والحوزوية والرسميّة والأكاديمية، من داخل العراق وخارجه. واختُتِمت فعّاليات اليوم الاول من مهرجان فتوى الدفاع المقدسة بتكريم الفريق البحثيّ للموسوعة شهداء مجزرة سبايكر، وكذلك تكريم المؤسّسات المساهمة في الموسوعة فضلاً عن تكريم عددٍ من عوائل ضحايا مجزرة سبايكر، بهدايا مادّية وأخرى عينية من بركات أبي الفضل العباس (ع).
مجزرة سبايكر جريمة عصر
وقال الدكتور عباس القريشي مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف: انطلاقاً من هدف المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف في توثيق جرائم التطرف والإرهاب ارتأينا أن ننتج عدة أفلام وثائقية مرئية، نوثّق فيها الإبادات التي تعرّض لها العراقيون جراء الأنظمة الدكتاتورية، والجماعات المتطرفة في الحقب الزمنية المختلفة.
وأضاف: أنَّ الفيلم وثّق التفاصيلَ الحقيقيةَ لمجزرة سبايكر، ودوافع المجرمين والمتعاونين معهم؛ ليحكي مرحلة مهمة من تأريخ العراق، تمثّلت في هيمنة الجماعات المتطرّفة على بعض الأراضي العراقية، الأمر الذي دفعها إلى ارتكاب مجازر بحق العراقيين على أساس طائفي، ومناطقي مقيت.
وبيّن أنه تم اختيار الكادر الفني في إنتاج هذا الفيلم وفق آليات فنية وضعت من لجان مختصة، باعتبار أنَّ الخوض في توثيق الإبادات يحتاجُ الى دقة عالية في استقصاء المعلومة من مصادرها الأساس، ونقلها دون تحريف أو تغيير. يُذكر أنَّ الفيلمَ تُرجم إلى اللّغة الإنكليزية ليطلع العالم على حجم الظلم الذي تعرّض له الضحايا في مجزرة سبايكر الأليمة.
وتابع القريشي: إن الفيلم من إنتاج العتبة العباسية المقدّسة، وتدور أحداثه حول مجزرة سبايكر التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في سنة 2014، ليكون الفيلم رحلةَ بحثٍ في الماضي للتنقيب عن الوثائق والدلائل التي تمّ إغفالها، ومن هم القتلة الحقيقيّون وكيف حصلت المجزرة التي راح ضحيّتها الآلاف من الشهداء الأبرار.
وأضاف أن "مدّة الفيلم 35 دقيقة، ولم يُعرَض على وسائل الإعلام، لكونه يحتوي على مشاهد حيّة وقاسية لجريمة العصر المروّعة، التي قد تتسبّب بالأذى للمشاهدين، ويتضمّن اعترافات حقيقيّة للقتلة الذين شاركوا في ارتكابها".
وتابع القريشي: "جرى إعداد الفيلم من قِبل الملاكات المتخصّصة في العتبة المقدّسة، بطريقة احترافيّة، وتُرجِم إلى اللغة الإنجليزية، ونطمح إلى عرضه عالميّاً ليشكّل إضافةً نوعيّة في الإنتاج الإعلاميّ".
ولاقى الفيلمُ تفاعلاً كبيراً من الحضور لما يحمله من رسالة في حفظ الذاكرة العراقية من التزييف والتحريف من جانب، واستذكار الإبادات والجرائم التي تعرّض لها ضحايا مجزرة سبايكر من جانب آخر.