تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
تقرير خاص للوفاق؛
الإمام الخميني(قدس) أعاد الهوية الإسلامية إلى المجتمعات
في ندوة إلكترونية أقيمت برعاية الممثلية لقائد الثورة الإسلامية في شؤون الحج والزيارة بمناسبة رحيل الإمام الخميني(قدس) بحث المحاضرون دوره في إعادة الهوية الإسلامية إلى المجتمعات.
فقال رئيس هيئة الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ غازي حنينة: هناك نظرية في الفقه الإسلامي ذهب إليها بعض من الفقهاء حيث يقولون الخروج على الحاكم الجائر لايجوز شرعاً. هذه الفتوى تعني إذا رأيتم حاكماً يظلمُ في حق شعبه ليس للشعب أن يخرجوا عليه بل إنّما على الشعب الصمت تجاه ظلمه وجوره. أنا والكثير من الفقهاء نعتقد أنّه لا أصالة لهذه النظرية بل الأمويّون هم الذين أسّسوها ليبرّروا بها ظلمهم. لو راجعتم الكتب الفقهية لعلماء الإسلام تجدون الكثير منهم أفتوا بخلاف تلك النظرية. برأينا كانت ثورة الإمام الخميني(قدس) ضد الشاه البائد بناءً على موازين الفقه الإسلامي وفي إطار الشريعة الإسلامية.
الملوك وإستغلال الدين
وتابع حنينة: حينما تقرأون صفحات التأريخ تجدون الملوك كانوا يستخدمون الدين كآلة لتقوية حكوماتهم وسلطنتهم وكانوا يستغلون الدين لإضفاء القوة الحاكمة لأبنائهم وأقربائهم ومن هنا يتميّز الإمام الخميني(قدس) عن الآخرين حيث لم يرض ولامرّة بأن يستفيد من مكانته لتحسين وضعه المعيشي أو إعطاء القوة السياسية لأفراد عائلته بل إنّه كان يمنع بقوة كل أفراد عائلته من تشغيل أيّ منصب سياسي في الحكومة أو البرلمان على الإطلاق واليوم يُعامل سماحة السيد القائد الامام الخامنئي حفظه الله نفس المعاملة مع أفراد عائلته لأنه مثل الإمام الخميني (قدس) ينظر إلى الحكومة كفرصة لخدمة الدين الإسلامي الحنيف والشعوب المستضغفة.
سر إنتصار الثورة الإسلامية
وأضاف: برأيي سرّ إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمامين الخميني(قدس) والخامنئي حفظه الله ورعاه برغم كل العقوبات والعداوات والخباثات التي مارسها الأعداء بحق الجمهورية الإسلامية هو أنّهما لم يكونا من مستغلي الحكم لمصالحهما الشخصية بل إنّهما كانا صادقَين وصالحَين في الحكم.
الإمام الخميني والهوية الإسلامية
وطرح سؤال وقال: حينما نتحدث عن إعادة الهوية الإسلامية من قبل الإمام الخميني(قدس) عن ماذا نتحدّث بالتحديد؟ نتحدث عن زمان لم تكن عند المسلمين في العالم الثقة بالنفس ليفكّروا إسلامياً بل كانوا يستحون ان يُعلنوا عن تديّنهم وإلتزامهم فاليوم ببركة الحركة الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني (قدس) وبقيادة الإمام الخامنئي (حفظه الله) أصبحت عند المسلمين الثقة بالنفس وهم قيد تحقيق إنجازات علمية وصناعية كبيرة.
إيران لم تحاول تشييع السنة
وردّ في القسم الأخير من كلامه على شبهة طُرحت من قبل المعاندين وقال: هناك شبهة يُروجّها الأعداء ويقولون جاءت الثورة الإسلامية لتُشيّع السنة وأتباع المذاهب الإسلامية الأُخرى ولكن لا أساس ولاصحة لهذا المدّعى أبداً حيث أنّي عالم شافعي أشعري لم أر ولا مرّة إتّخاذ هذه السياسة من قبل الإيرانيين بل أقول إنّ الإمام الخميني (قدس) كان يعتقد بالوحدة الإسلامية بشكل حقيقي. حينما جئتُ إلى إيران ذهبتُ إلى الجامع الكبير الذي كان يختص بالسنة وهو أكبر جامع على الإطلاق في كلّ البلاد ووجدت السنة عندهم مدارس دينية تنشط بحرّية كاملة والدعاة السنة ناشطون من دون أيّ عرقلة. أقول لكلّ من خدعهم وسائل الإعلام أنّ الدعايات المزيّفة التي تقول أنّ إيران تحاول تشييع السنة لا صحّة لها أبداً.
ولّى زمن الخلافات بين المسلمين
وقال النائب الأول لمفتي روسيا الشيخ فوزي سيدو: ولّى زمن الخلافات الجاهلية والفرقة وعلى جميعنا اليوم أن نتجاز المسائل التي لا أهميّة لها من الإختلافيات ونرتكز على الأصول كما فعل الإمام الخميني (ره) حيث جعل القضايا للأمة الإسلامية محاور للوحدة بدل أن يشتغل بالأمور الخلافية التي لا منفعة ولامصلحة في الإشتغال بها.
الوحدة الميدانية
وتابع: نصيحتي للإخوة والأخوات أن يقوموا بالبحوث العلمية والنظرية قدر إمكانهم وإقامة جلسات تبادل الأفكار والآراء والنقد ولكن إحذروا من الفرقة في الميدان حيث يجب علينا أن نتّحد لتقوية قضايانا الإسلامية ومواجهة عدونا الصهيوني.
إستقبال المسلمين الروس للرئيس الإيراني
وأشار إلى الضغوط التي تعرضّ لها المسلمون في زمن الإتحاد السوفياتي وقال: حينما إنتصرت الثورة الإسلامية لم يكن بإمكاننا أن نفرح بشكل مُعلن على إنتصارها حيث كنّا نتعرّض لضغوط ومُضايقات من قبل الإتحاد السوفياتي ولكن حينما جاء الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى روسيا الشعيةوالسنة كلّهم شعروا بالفرح وعبّرو عنه.
الإنسان المؤمن وواجبه الرسالي
وقال في السياق ذاته الدكتور السيد ميرلوحي وهو عضو الهئية العلمية لجامعة الإمام الصادق عليه السلام: كان الإمام الخميني(ره) يُشير إلى هذه الآية الكريمة دائماً " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ ۖ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا".
وتابع: كلّ إنسان يعتقد بالله سبحانه وتعالى يجب أن يقوم بأداء واجبه الرسالي ويُمهّد الطريق لتنفيذ أحكام الله حتى تُسلّم الراية إلى الإمام المهدي المنتظر عليه السلام. من هذه الزاوية لو ننظر إلى المسألة نرى أنّه لافرق بين المسلمين في إيران والمسلمين في البلدان الأخرى حيث يجب على الجميع أن يحملوا المسؤولية.
وأضاف: حينما نتحدث عن ثورة الإمام الخميني (ره) لانتحدّث عن ثورة إنسانية ومادية بل إنّنا نتحدّث عن نموذج إلهي لم يكن لها مثيل إلّا في ثورات الأنبياء. الإمام الخميني(ره) إستمسك في ثورته المباركة بالثقافة الإلهية والإسلامية.
ثورة إسلامية حقيقية لا طائفية
وأشار إلى الأسس النظرية للثورة الإسلامية وقال: لم تكن الثورة الإسلامية ثورة طائفية بل إنّها كانت عبارة عن ثورة إسلامية حقيقية جاءت من أجل توحيد صفوف المسلمين بغض النظر عن مذاهبهم وإجتذب الأحرار من كل مناطق العالم حيث أصبحت ذات تأثير على الشعوب المسلمة من النواحي الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية. كل هذه الصحوات التي نشاهدها اليوم في العالم الإسلامي مرهونة للجهود التي بذلها الإمام الخميني(ره).
لم يتوقع أحد إنتصار الثورة الإسلامية
وأضاف: بكلّ صراحة لم يتوقع أحد في تلك الحقبة إنتصار الثورة الإسلامية حيث كان الليبراليون واليساريون مسيطرين ومُسلّطين على العالم ولم يكن الإمام الخميني(قدس) مُعوّلاً على أيّ من تلك التيارات السياسة ولكن إرادة الله وإرادة الشعب حقّقتا هذا الأمر برغم أنّها كان أمراً صعباً شبهَ مستحيل. في بداية إننتصار الثورة الإسلامية حاول الأعداء ضرب إيران من خلال إثارة النعرات القومية والطائفية ليتحدّوا بها الجمهورية الإسلامية ولكن بإرادة الله تعالى تم هزيمة كلّ هذه السياسات.
الجمهورية الإسلامية لعبت دوراً أساسياً في إعادة الهوية الإسلامية إلى المجتمعات الإسلامية في حين سيطر الكفر والإلحاد على أنحاء العالم وكان الكفار يتحكّمون بالمسلمين ثقافياً وإقتصادياً وسياسياً وجاءت الثورة الإسلامية في زمن لم يظنّ أيّ أحد أن يتمكّنوا يوماً من مواجهة عالم الكفر والإستكبار بالإتكال على الله ومن دون الاتكال على الشرق والغرب.