الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وأربعون - ٣١ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وأربعون - ٣١ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

الملصق السياسي والقضيّة الفلسطينيّة (2)

 

تمحور الملصق العربيّ المرتبط بالقضيّة الفلسطينيّة في الخمسينات من هذا القرن، حول موضوعات النكبة والتشرّد، واستمدّ مادّته من ’الأرشيف‘، صور المخيّمات وحياة البؤس والحرمان والغربة، وتحقّق كإنجاز فنّيّ بلغة تعبيريّة انفعاليّة، وبتقنيّة لوحة التصوير، واعتمد في كثير من الحالات على العبارات الأدبيّة الّتي تعكس في معناها محتوى الملصق وموضوعه.
كان الملصق الانفعاليّ يعني أساساً مخاطبة انفعالات وعواطف الناس على صعيد محلّيّ، واستمرّت هذه الصيغ الانفعاليّة والمضامين المأساويّة حتّى منتصف الستّينات، ووصلت إلى أقصى مداها إثر نكسة عام 1967، النكسة الّتي دفعت إلى تنامي الانفعالات والمضامين المأساويّة الّتي وصلت حدود الفاجعة، ولوّنت بألوانها السوداء مختلف أجناس التعبير الفنّيّ.
مع تطوّر الثورة الفلسطينيّة، وما حقّقته من انتصارات على الصعيد العسكريّ والسياسيّ، وجد الفنّان أنّه أمام واقع جديد، ولا بدّ من الإحاطة بمختلف جوانب القضيّة، ومخاطبة الناس في أيّ مكان من هذا العالم. فالمعركة قوميّة، والأطماع الصهيونيّة في وطننا العربيّ لا حدود لها، وتتجاوز الأرض الفلسطينيّة. كما ثمّة قوى استعماريّة إمبرياليّة تدعم الكيان الصهيونيّ وتمدّه بالمال والسلاح، وتساعده على تحقيق أطماعه وأهدافه التوسّعيّة. وقد عَمِلَ هذا الكيان عبر مؤسّساته وارتباطه العضويّ بالقوى الإمبرياليّة في العالم، وبمؤسّساتها، على تشويه الحقائق، وتصوير العربيّ كمُعْتَدٍ لا كمُعْتَدى عليه. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ البدايات الأولى للملصق العربيّ قد نمت على يد المصوّرين والنحّاتين العرب، لكن مع تطوّر الحركة الفنّيّة وتخصّص البعض في الملصق، ودخول هذه التقنية إلى معاهدنا وكلّيّاتنا الفنّيّة، أخذ الملصق في التطوّر، وعلى يد أساتذة وصلوا بهذا الجنس الفنّيّ إلى مكانة عالية عبر إنجازات متطوّرة لا تقلّ إبداعاً وخصوصيّة عن نتاج مشاهير فنّاني الملصق في العالم.
هنا نذكر وبشكل خاصّ تجربة الفنّان عبد القادر أرناؤوط، الّذي فتح الباب على مصراعيه على طريق ملصق سياسي متطوّر بتقنيّته ويستطيع أن يخاطب الناس في أيّ مكان من هذا العالم بلغة الخطّ واللون والرمز. وحين نتحدّث عن تجربة هذا الفنّان في الملصق، فإنّنا نذكر تجربة رائدة في إبداعاتها وتقنيّتها ومضامينها. وقد تكشّفت أهمّيّة تجربته ليس في جانبها التقنيّ المتطوّر فحسب، بل في التزامها بالتعبير عن قضايانا القوميّة المعاصرة، وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة.
ففي النصف الثاني من الستّينات ومطلع السبعينات، أي في مرحلة ولادة ونموّ الثورة الفلسطينيّة، وتصاعد الهجمة الصهيونيّة والإمبرياليّة على الشعب العربيّ، اتّجه عبد القادر إلى الملصق السياسيّ، وأنجز مجموعة من الأعمال الّتي طُبِعَتْ كملصقات وبطاقات بريديّة. والحديث عن هذه الملصقات يفترض الكشف عن الوعي المتطوّر لماهيّة الملصق وفاعليّته الّذي يتمتّع به الفنّان.
في تلك المرحلة ظهرت ملصقات عربيّة متطوّرة لمصوّرين ونحّاتين متميّزين أمثال نذير نبعة، عبد الرحمن المزيّن، مصطفى الحلّاج، صالج الجميعي، منى السعودي، محمّد شبعة، جمانة الحسيني، مالك المالكي، توفيق عبد العال، شفيق رضوان، وغيرهم. الشيء الهامّ في هذه التجارب يكمن في رصدها وتسجيلها وتعبيرها عن مختلف الأحداث والأفكار والقضايا المرتبطة بالقضيّة الفلسطينيّة، وبمشروعيّة الثورة وحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في العودة وارتباطه بالأرض وبالجذور الحضاريّة التاريخيّة الّتي صنعها الأجداد على أرض فلسطين.

 

البحث
الأرشيف التاريخي