الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وأربعون - ٣٠ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وأربعون - ٣٠ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

معرض الفنان العراقي والأسير المحرر منقذ عبدالوهاب الشريدة

«قصة التحرير».. رواية إحترام الإيرانيين لفناني المقاومة

الوفاق/ الفن والفنان جزء مهم من المجتمع، بل كل إنسان لديه شعور إيجابي بالنسبة للفن الذي يتحدث مع روحه وضميره وهو نابع من ضمير حي يخاطب الروح، حتى عندما يكون الفنان أسيراً، فيقوم بإبداع ورسم لوحات فنية نادرة، وهذا ما نراه في معرض "قصة التحرير" الذي يُقام حالياً في غالري "أبوالفضل عالي" في "حوزة هنري" بطهران، وهو معرض أعمال الفنان العراقي والأسير المحرر منقذ عبدالوهاب الشريدة "أبو حيدر"، والذي تم إفتتاحه بحضور مساعد وزير الثقافة في الشؤون الفنية "علي فروزانفر"، ومدير قسم الفنون التشكيلية في حوزه هنري محمدزرويي نصرآباد، والمستشار الثقافي العراقي بطهران الدكتور أمجد المظفر  وكذلك مجموعة من الفنانين مثل نادر قشقايي، كاظم جليبا، عبدالحميد قديريان وغيرهم.
العقيد محمد عزيز برويز، ضابط عراقي ، تحدث في سبتمبر 2017 ، خلال حفل إزاحة الستار عن كتاب "ذوو البساطيل العسكرية الحمراء"، الذي هو مجموعة من ذكريات "مرتضى بشيري" ، يتحدث عن أسره من قبل القوات الإيرانية في خرمشهر ويذكر بعض ذكرياته عن المعاملة الطيبة للقوات الإيرانية مع الأسرى.
ويشير عزيز إلى أنشطة "بشيري"، ويقول: لقد عامل السجناء بطريقة لم يبق فيها اسم الأسير للعراقيين وأصبحوا جميعهم إيرانيين. كان بشيري نشيطاً جداً في المعسكرات وقام بهداية وتوجيه الأسرى من قوات النظام الصدامي إلى خط الإمام الخميني (قدس).
نحن مدينون للإمام الخميني (قدس) وقائد الثورة الإسلامية، وسنظل مدينين للإمام الخميني (قدس) حتى اليوم الذي يبقى الدم في عروقنا.
الأسرى العراقيون في الحرب المفروضة يفضلون البقاء في إيران
من جهة أخرى نرى أنه إعتباراً من 17 أغسطس 1990، تم تنفيذ "التبادل الكبير للأسرى بين إيران والعراق" لمدة شهر، وعاد حوالي 38 ألف إيراني إلى البلاد.
في المقابل بلغ عدد العراقيين الذين كانت أوضاعهم خلال عملية تبادل الأسرى 40 ألف عراقي، أعلن حوالي 7500 منهم رسمياً وخطياً للصليب الأحمر أنهم لن يعودوا إلى بلادهم، إضافة إلى أن ثلاثة آلاف شخص لم يعلنوا أنهم لن يعودوا لكنهم لم يعودوا للعراق، وفضلوا البقاء في إيران.
والسبب هو أنهم انبهروا بنزاهة ولطف الإيرانيين، وفي المعسكرات تم إيلاء اهتمام خاص لقضايا الأسرى النفسية والجسدية، وتشكّلت لجان منها اللجنة الثقافية والصحية، ولجنة العلاج ولجنة العمل وما إلى ذلك.
الإيرانيون كانوا يعتبرونهم ضيوفاً في إيران، وعند تبادل الاسرى ودّعوهم بحقيبة من الصناعات اليدوية والهدايا التذكارية الإيرانية، وكثير منهم لم يغادرو، لأن ظروف المعسكرات وسلوك الإيرانيين قد سلبت عقول الكثير من العراقيين. كانوا يقولون دائماً إن الإيرانيين كانوا على حق ، وفي النهاية اتضح أنهم لم يتحدثوا فقط، بل آمنوا بذلك حقاً.
أهمية القضايا الروحية والجسمية والثقافية
كما ذكرنا، أثناء أسر العراقيين، تم الاهتمام بقضاياهم الروحية والجسمية، وتم إنشاء لجان ثقافية وما إلى ذلك، ومن قلب هذه الثقافة الإسلامية الإيرانية، لدى الآلاف من شهود العيان قصص عن أوضاعهم في المخيمات من ايران.
ومن هؤلاء الأسرى "منقذ عبد الوهاب الشريدة"، فنان ورسّام عراقي، والذي يُقيم الآن معرضاً للوحاته التي رسمها أثناء أسره في إيران، وهو سرد وثائقي وفني يمكن تعميمه بجرأة على فترة الحرب بأكملها.
ويتحقق هذا اليقين عندما اكتشف في ذلك الوقت أن هذا السجين كان رساماً، لقد تم تقديم جميع التسهيلات له مثل اللوحات القماشية وأدوات الرسم وكل ما كان يحتاجه، وكانت نتائجه الآن في معرض تحت عنوان "قصة التحرير" أمام جمهور هذا الجيل الذين ليس لديهم ذكريات مباشرة عن فترة الحرب المفروضة.
الثقافة والفن في العراق
المجال الثقافي والفني في العراق مجال ديناميكي مثل إيران، وتتنفس فيه تيارات مهمة، واستقبال سوق الفن والنمو في قيمة أعمال فناني هذا البلد، وخاصة في مجال الفنون البصرية، هو خير دليل على ذلك، بهذه المقدمة نتحدث عن هذا المعرض.
استمتاع أبو حيدر بالألوان
عندما ندخل من مدخل غاليري أبو الفضل عالي، فإن أول ما يراه كل  زائر هو النص الذي يروي كل شيء عن معرض "قصة التحرير".
النص الذي نسمعه من السيد "مرتضى سرهنجي"، الراوي سطراً سطراً ويوماً بعد يوم ذكريات فترة الأسر والأسرى العراقيين خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس، ويروي كيفية نشأة أعمال فنية للسجين العراقي "منقذ عبدالوهاب الشريدة "على النحو التالي: "عندما شهدنا بعض اللوحات بين الذكريات والقصائد واللوحات الخاصة بالسجناء العراقيين والتي كانت مختلفة عن اللوحات الأخرى، فوجئنا بعض الشيء.
أخذنا تلك التصميمات والرسومات القليلة التي تم رسمها خلف مجلدات المكتب، للسيد حسين خسروجردي والمرحوم حبيب صادقي وكاظم جليبا وغيرهم من فناني قسم الفنون البصرية البارزين في حوزه هنري.
وعندما رأوا لوحات أبو حيدر قالوا إنها عمل شخص على مستوى عال من الرسم، فقلت: هذا عمل سجين عراقي محتجز في مخيم كهريزك!
في أحد الأيام اشترينا الحلوى مع السيد بهبودي وذهبنا لزيارته. منذ ذلك اليوم، تم إرسال الأقلام واللوحات بأحجام مختلفة من ميدان الفن إلى معسكر كهريزك.
ذات مرة ، أخذنا حزمة كاملة من "رابيد"  له. اشتم أبو حيدر الألوان واستمتع بها. أعتقد أن هذا الفنان عاد للحياة مرة أخرى بهذه اللوحات والألوان. عمل أبو حيدر حوالي 200 رسم ولوحة لمركز الفنون البصرية.
في الوقت نفسه، كتب رئيس قسم الفن آنذاك رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية وطلب الإفراج عن هذا الفنان الذي تم أسره في العراق، وحدث ذلك.
هذه الأعمال هي من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية التي ستبقى إلى الأبد في هذه الأرض والمياه وتروي احترام الإيرانيين للفن والفنانين .
 القواسم المشتركة
يضم معرض "قصة التحرر" 25 رسماً و 20 لوحة لمنقذ عبد الوهاب الشريدة الذي ربط قصة التحرر على الجدران في غاليري أبوالفضل للفنون.
ويقول عبد الحميد قديريان خلال زيارته لهذا المعرض: "منقذ عبد الوهاب الشريدة" لا يصر على استخدام تقنية معينة، لكنه يحاول نقل المزيد من مشاعره لجمهوره، ويمكن الوصول إلى التصميم ويمكن أن ينقل الرسالة بسرعة إلى عارض العمل. الصداقة بين إيران والعراق والعلاقة العميقة بين البلدين بعد حرب الثماني سنوات حدث لا يمكن للعدو أن يفهمه.
إيران والعراق لديهما الكثير من القواسم المشتركة التي يجب أن يعرف قدرها، ومن الأمور التي يمكن التأكيد عليها الأربعين الحسيني، وهي إلهية وحضارية ويجب علينا أن نقدمها بشكل يرتقي إلى أهميتها، ونوع الأعمال الفنية في الأربعين مختلف والضوء واضح في مثل هذه الإنتاجات، ومع الأربعين نحن مدعوون للذهاب إلى طبيعة الدين، والأربعين رمز الوحدة، في بعض أعمال الفنان العراقي، نرى أن هناك نظرة واهتمام بالدين، ولكن زمن رسم اللوحات  كان أثناء الحرب، فإن نوع التأمل هو مختلف.
وأخيراً يمكننا القول أن إيران تحترم وتهتم إلى فناني المقاومة بمختلف دول محور المقاومة ومنها العراق، فالقواسم المشتركة بين البلدين الشقيقين إيران والعراق هو مجال واسع للتعاون، والبلدين يبذلان جهدهم لتطوير العلاقات في مختلف المجالات منها الثقافية، كما أنه قبل فترة أقيم إحتفال بمناسبة يوم الثقافة العراقي، وكذلك حضر الفنانين العراقيين في مهرجان فجر المسرحي وغيره، فالمسيرة متواصلة وتنمو يوما بعد يوم، أي كما نسمع في أيام الأربعين، إيران والعراق
لا يمكن الفراق.

 

البحث
الأرشيف التاريخي