رئيس الجمهورية يبحث مع سلطان عمان القضايا ذات الإهتمام المشترك..
علاقات تلبي طموحات البلدين
الوفاق- استقبل رئيس الجمهورية الاسلامية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، رسمياً يوم أمس سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق، في مجمع سعد آباد، الذي يزور طهران في زيارة تستغرق يومين يرافقه خلالها عدد من الوزراء وكبار المسؤولين العمانيين، وأقيمت مراسم استقبال رسمية بحضور رئيس الجمهورية على شرف سلطان عمان الزائر "هيثم بن طارق آل سعيد". وقد جرت هذه المراسم بمجمع سعدآباد التراثي في العاصمة طهران، حيث عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية الاسلامية الايرانية وسلطنة عمان، ومن ثم قام رئيس الجمهورية وسلطان عمان باستعراض افراد حرس الشرف، وتعريف اعضاء الوفد العماني رفيع المستوى على نظرائهم الايرانيين.
وعقب هذه المراسم، عقد رئيس الجمهورية وسلطان عمان قمة مغلقة، ومن ثم اجتماع مشترك بين الوفد العماني رفيع المستوى مع الجانب الايراني.
وخلال الإجتماع قال رئيس الجمهورية الاسلامية آية الله السيد ابراهيم رئيسي: تم الارتقاء بالعلاقات الإيرانية العمانية من المرحلة التجارية إلى مرحلة الاستثمار.
وأضاف: وجهات النظر المشتركة ومنهج تعزيز التقارب الإقليمي بين قادة البلدين، إلى جانب القدرات والمجالات المناسبة لكل منهما يمكن أن تعزز العلاقات بين البلدين بشكل ثنائي ويحقق التوسع في المنطقة.
وقال السيد رئيسي: قدرات البلدين في قطاعات الصناعة والتجارة والاتصالات والدفاع والأمن وخطوط الطرق والسكك الحديدية والنقل البحري والعبور والتبادلات المالية والنقدية والطاقة مناسبة لتوسيع التعاون.
كما أشار آية الله رئيسي إلى المواقف المشتركة بين البلدين حول القضايا المتعلقة باليمن وفلسطين ، مثمناً دور سلطنة عمان وخاصة السلطان هيثم بن طارق في محاولة تحقيق حقوق الشعب اليمني والشعب الفلسطيني ، ودعا إلى الاستمرار الجاد لهذا الدور.
بدوره قال السلطان هيثم بن طارق: بعد زيارة الرئيس رئيسي إلى عمان العام الماضي تحسن مستوى العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بين البلدين بشكل ملحوظ.
واضاف السلطان هيثم بن طارق: على الرغم من أن حجم التبادل التجاري قد تضاعف، ولكن بالنظر إلى القدرات والمجالات المتنوعة والمواتية للبلدين فنحن ما زلنا بعيدين عن المستوى المطلوب للعلاقات.
العلاقات العريقة
من جانبه، أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، إلى العلاقات التاريخية والودية بين طهران ومسقط، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي اهتماما خاصا لعلاقاتها مع سلطنة عمان. ورحب محمد مخبر في مطار مهراباد أمس الاحد، بزيارة السلطان العماني المرافق له والتي تستغرق يومين، واشار الى العلاقات العريقة والطاقات الواسعة للبلدين معربا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة مصدر خير وبركة لشعبي البلدين ودول المنطقة. وأشار النائب الأول للرئيس الايراني إلى العلاقات التاريخية والودية بين طهران ومسقط ، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي اهتماما خاصا لعلاقاتها مع سلطنة عمان.
العلاقات الودية
وقال مخبر: إن العلاقات السياسية بين إيران وسلطنة عمان وثيقة وعميقة، وهذه العلاقات الودية تستدعي تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما بما يتناسب مع مستوى العلاقات السياسية. واعتبر النائب الأول لرئيس الجمهورية القضايا المصرفية بانها من أهم المعوقات التي تواجه تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، وأعلن عن رغبة الجمهورية الإسلامية الجادة في توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. بدوره أوضح سلطان عمان هيثم بن طارق بأن هناك أحيانًا أوجه قصور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين ، وقال: خلال هذه الزيارة سنتفاوض ونناقش القضايا والعقبات التي تواجه التبادلات التجارية بين البلدين. وشدد على ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك، وأضاف: في حال إزالة التحديات والعقبات المصرفية بين البلدين، سيتم تسهيل العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال في البلدين والتعاون التجاري الثنائي . وقال السلطان "هيثم بن طارق": أتمنى أن نجد حلولاً لتوسيع العلاقات الاقتصادية بيننا خلال هذه الزيارة.
توقيع 4 وثائق للتعاون
وتم على امتداد هذه الزيارة، توقيع 4 وثائق للتعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة، بين الجمهورية الاسلامية وسلطنة عمان.
ووقّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عُمان مساء أمس بالمبنى الرئاسي الجمهوري بقصر سعد آباد بالعاصمة الإيرانية طهران، على مذكرتي تفاهم واتفاقيتي تعاون لتعزيز التنمية والاستثمار بين البلدين الصديقين، وتركز مذكرتا التفاهم الموقعة بين البلدين على مجالات ترويج الاستثمار وتبادل الفرص الاستثمارية وتعزيز التنمية والاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، فيما تتعلق الاتفاقيتان بتبادل المعلومات النفطية والدراسة المشتركة لمشروع حقل هنجام - بخا. ووقع على المذكرة الأولى عن الحكومة الإيرانية معالي إحسان خاندوزی وزير الاقتصاد والمالية وعن حكومة سلطنة عُمان معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار.
كما وقع على المذكرة الثانية معالي حجت الله عبد الملكي مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمين المجلس الأعلى للمناطق الحرة التجارية - الصناعية والاقتصادية الخاصة ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. ووقّع على الاتفاقيتين عن حكومة سلطنة عُمان معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، فيما وقعها عن الحكومة الإيرانية معالي علي أكبر مهرابيان وزير الطاقة الإيراني.
وحضر مراسم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الوفدان الرسميّان من الجانبين الإيراني والعُماني.
أهمية الزيارة
في سياق متصل قال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي: رئيس الجمهورية وسلطان عمان أكدا خلال الاجتماع الثنائي على تعزيز العلاقات بين كافة دول المنطقة.
وقال عبداللهيان: لا شك أن سلطنة عمان تحتل موقعا متميزا بالنسبة لإيران،مضيفاً بأن دور سلطنة عمان في القضايا الإقليمية والدولية بناء دائماً.
بدوره قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي: زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إيران هي انعكاس للعلاقات التاريخية والتعاون الثنائي بين البلدين.