أسير وشهيد... بلال السلمان
اعتقل الشهيد من قبل الجيش الإسرائيلي وعملائه في منزله بسبب مشاركته بالعمل المقاوم، كان له دورٌ بارزٌ في مواجهة العدو الصهيوني، وكان أستاذه في العمل الإسلامي شقيقه الشهيد عماد. كان يبلغ حين تم اعتقاله سبعة عشر عاماً.
انتفاضة معتقل الخيام
في 25 تشرين الثاني عام 1989م نفذت المقاومة أجمل بطولاتها عندما قام المجاهدون في معتقل الخيام في سجن رقم 3 ظهر يوم السبت بعملية جهادية بامتياز عُرفت بانتفاضة معتقل الخيام حيث قاموا برفض الطعام وطلبوا ان يتكلموا مع الصليب الاحمر الدولي فجاء الرفض وكانت النتيجة أنهم قاموا بالاضراب وأطلقت ساعة الصفر المتفق عليها وبدأوا بالضرب على الأبواب والهتافات تعالت:" الله اكبر، الله اكبر"! وهرب العملاء خوفاً من أن يتمكن المجاهدون الأبطال من فتح الاأواب...
وكانت أعداد الأسرى في المعتقل 99 أسيراً، بدأوا جميعهم بالصراخ والتكبير:"الله اكبر، خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود!" فأطلق العملاء الرصاص عليهم، أطلقوا في البداية ثلاث رصاصات، ثم قنبلة فسفورية واستمر الأسرى بالضرب على الأبواب ولم تتوقف الهتافات إلى أن جاء مسؤول المعتقل العميل عامر فاخوري وأخذ يتكلم مع الأسرى. فزاد خوفهم من المعتقلين ورموا عليهم قنبلة ثانية، ولكن كانت دخانية هذه المرة ، فوقعت حالات اختناق لدى البعض... وعندما سمعوا الاصوات في "معتقل رقم أربعة" بدأوا بالاضراب أيضاً فتم إلقاء القنابل عليهم أيضاً.
معتقل الخيام شاهد على جرائم إسرائيل
وبقي معتقل الخيام بعيداً عن أي رقابة من قبل المنظمات الإنسانية، مورست خلاله مختلف أنواع التعذيب قبل أن يدخل إليه الصليب الأحمر الدولي عام 1995 ويتيح بعض التحسينات والسماح بمراسلة الأهالي. هذا المعتقل أصبح شاهداً حياً على إيمان وتضحية المناضلين، وعلى بربرية وإرهاب المعتدين، واعتبر من أهم معالم الإجرام والحقد الصهيوني، وما بين أيار مايو عام 2000 وتموز يوليو عام 2006 تقاطرت الوفود من لبنان وخارجه لتشهد على عذابات من مروا في المعتقل وعلى وحشية السجان، ما استفز العدو الإسرائيلي حتى دمره خلال حرب تموز يوليو بهدف محو آثار جرائمها المرتكبة هناك. وعلى الرغم من ذلك، استطاع المعتقل أن يتحوّل إلى مكان يكشف همجية الاحتلال، من خلال ما تركه من آثار تدلّ إليه، ومن خلال رعاية الأسرى المحرّرين له.
الاستشهاد
ولمشاركته في الانتفاضة نقلو الشهيد بلال إلى زنزانة رقم 2، وأثناء الانتفاضة ألقى العملاء القنابل الغازية على زنازين المعتقلين، فوقعت إحداها أمام زنزانة الشهيد بلال الذي كان يعاني من ضيقٍ في التنفس، أمضى كل الليل وهو يقرأ القرآن ولكنه سكت صباحاً عند صلاة الفجر، اعتقد أصدقاءه أنه نام من شدة التعب والألم من الضرب والاعتداءات التي تعرض لها وعند استيقاظهم لصلاة الفجر حاولوا إيقاظه للصلاة، لكنه لم يستيقظ، ليصرخ أحد الأسرى بالقول عظم الله أجركم لقد استشهد الأسير بلال السلمان.