في ذكرى تحرير مدينة الإباء والدماء
خرمشهر .. المعركة الباسلة من تحريرها إلى توثيقها
الوفاق/ المقاومة وأدب المقاومة من المواضيع التي تغرس في نفس الإنسان مفهوم الجهاد والتضحية من أجل القيم والوطن، فكل من يقاوم بما يستطيع ويدافع عن بلده بشتى الوسائل، يسمى مقاوم ولا يستثنى المؤلفون والفنانون من هذا الموضوع، حيث يصبح قلمهم سلاحا في يدهم ومن خلاله يقومون بتوثيق تاريخ المقاومة في الذاكرة وللأجيال القادمة، وهذا ما نراه في الكتب والمقالات التي صدرت بمختلف أنواعها منذ أعوام والمسيرة متواصلة.
يصادف اليوم الأربعاء 24 مايو/أيار ذكرى تحرير مدينة خرمشهر الواقعة في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران في عام 1982 من براثن النظام الصدامي في العراق ويعرف في ايران باليوم الوطني للمقاومة والتضحية والإنتصار.
إن ملحمة الفخر لمناضلي الإسلام، هي ملحمة أصبحت دائمة في تاريخ إيران حتى أن آلاف الكتب والمقالات كتبت عنها وعن ذكرياتها، وأصبح الجميع من أنصار خرمشهر وداعمين لخرمشهر، وفيما يلي نتعرف على بعض الكتب التي تم نشرها عن التحرير وتفاصيل عملية بيت القدس، وعند دراسة الموضوع إضافة إلى الكثير من الكتب الفارسية في هذا المجال، وهناك الكثير من الكتب أيضاً تم تأليفها على أساس ذكريات القوات الصدامية الذين شاركوا في الحرب المفروضة وتم ترجمتها إلى الفارسية، وذكرنا بعضها في تقريرنا السابق الذي نشرناه حول الكتب المترجمة من العربية إلى الفارسية.
خرمشهر في الكتب المترجمة
كما ذكرنا هناك كتب كثيرة تم تأليفها حول خرمشهر منها: "دا"، " خرمشهر بيت إلى واجهة الشمس"، "ضيف رصاص الحرب"، "بيتي هنا"، "خرمشهر أين جهان آرا"، "تحرير خرمشهر"، "الرياح الثلجية"، "العاصفة الحمراء"، "الكتيبة المفقودة"، "في أزقة خرمشهر" ، "خريف 59"، وغيرها.
من جهة أخرى نشرت دار "سورة مهر" للنشر سلسلة من الكتب بهدف إعادة سرد ذكريات تلك الأيام، وجزء كبير من هذا الكتاب هو ذكريات ضباط وجنود عراقيين من أيام الاحتلال لهذه المدينة، ومن هذه الكتب نذكر العناوين التالية: "كنت في شلمجة"، مذكرات العقيد العراقي ثامر عبد الله، "أسرار العصر الملتهب"، مذكرات النقيب ثامر حمود الخالصي، "آخر ليلة في خرمشهر" مذكرات العقيد كامل جابر، "النار والدم في خرمشهر" مذكرات المقدم خالد سلمان محمود كاظمي.
"مهمة في خرمشهر" مذكرات العقيد صبار فلاح اللامي، "الهجوم الكبير" مذكرات المقدم موفق أسعد الدجيلي، "اعترافات" مذكرات العقيد عبد العزيز قادر السامرائي، "جرائمنا في خرمشهر" مذكرات ضباط عراقيين، ومذكرات "عبور الجسر" للسجين العراقي الدكتور احمد عبد الرحمن و غيرها.
روايات نساء خرمشهر
وفي نفس السياق تم تخصيص 5 عناوين كتب من ضمن مجموعة لروايات نساء خرمشهر، منها كتاب "خرمشهر أين جهان آرا" مخصص لمقابلة مع صغرى أكبر نجاد زوجة الشهيد سيد محمد جهان آرا، وكتاب "خرمشهر بيت إلى واجهة الشمس" أيضاً مذكرات السيدة صديقة زماني زوجة الشهيد السيد عبد الرضا موسوي.
"وكتاب بيتي هنا" هي مذكرات السيدة أفسانة قاضي زاده، وكتاب "خريف 59" مذكرات السيدة زهراء ستوده، وكتاب "أحذية مريم" مذكّرات السيدة مريم أمجدي.
دا
إذا أردنا تقديم كتاب عن مدينة خرمشهر يتناول أيامها الدموية بكل معنى الكلمة ، فإن كتاب "دا" سيكون بلا شك الأول.
هذا الكتاب هو مذكرات لفتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً تدعى زهراء الحسيني وتتحدث عن عشرين يوماً لها في خرمشهر وأحداث الحرب المفروضة والتي استطاعت جذب كل الأنظار في فترة قصيرة من الزمن.
أطلق على هذا الكتاب اسم "دا" لتقديم الشكر لكل أمهات إيران الإسلامية وكل الأمهات اللواتي خضعن لإختبارات صعبة وحرقة دموعهم وصبرهم في غياب أحبائهم.
الكتاب من تأليف السيدة "أعظم حسيني" وتم ترجمته إلى لغات مختلفة ومنها العربية ونشره من قبل دار المعارف الإسلامية للنشر، والكتاب عبارة عن مذكرات للسيدة زهراء الحسيني تسرد المأساة التي عاشها الإيرانيون عموما وأهالي خرّمشهر خصوصا في حربهم ضد صدام، وتوضح دور النساء في الدفاع عن وطنهن، وقد تم تقريظ قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه على هذا الكتاب، وكتب سماحته: "إنّ كتاب "دا" بحق وإنصاف كتابٌ جيّد جداً، وجدير بأن يُروّج على المستوى العالميّ.. ولو أنّه بات معروفاً، لنفذت ملايين النسخ من مراكز بيع الكتب، ولاستفاد ملايين الأشخاص من محتواه".
خرمشهر بيت إلى واجهة الشمس
كتاب "خرمشهر بيت إلى واجهة الشمس" من تأليف سيد عبدالرضا موسوي، ويشتمل على ذكريات السيدة صديقة زماني زوجة الشهيد عبدالرضا موسوي، التي أُجري مقابلة معها من قبل السيد حجت الله بهبودي وأحد كودرزياني ومرتضى سرهنجي.
مهمة في خرمشهر
كتب الكثير من أعضاء نظام الصدامي مذكراتهم بخوف وقلق. خوف يلقي بظلاله على الكتاب ويقود القارئ في جو مليء بالرعب. العقيد صبار فلاح اللامي من الأشخاص الذين كتبوا مذكراته ووصفوا كل ما حدث في الحرب بالتفصيل، ومن مزايا أسلوبه في التعبير أنه يصف الأحداث بطريقة تجعل القارئ يتخيل أن الأحداث تتحرك أمامه مثل لوحة متحركة، ولقد ترجم الكتاب إلى الفارسية السيد مهرداد آزاد.
نرى تموجات الندم في جميع أقسام الكتاب ولا يستطيع المؤلف إخفاءها عن جمهوره؛ الندم لما فعله نظام صدام حسين المقبور بحق شعب إيران.
كتب في مقدمة كتابه أنه كتب صفحة بعد صفحة من الكتاب بخوف ورعب. كلاهما بسبب دوره كقائد حرب وخوفه من نظام الصدامي، مع أن روايته نزيهة وصادقة نوعا ما، إلا أنها تفوح منها رائحة الندم.
آخر ليلة في خرمشهر
كتاب "آخر ليلة في خرمشهر" مذكرات العقيد العراقي كامل جابر من آخر ليلة من حصار هذه المدينة وترجمه إلى الفارسية السيد فاتن سبز بوش.
تحرير خرمشهر من أهم وأجمل ذكريات الإيرانيين. لكن عندما يخبرنا ضابط عراقي عن الليلة التي سبقت انتصار خرمشهر، يصبح سحرها مائة ضعف، لأن العدو هنا يعترف بهزيمته.
وجاء في قسم من الكتاب: "حوالي الساعة الواحدة تقدمت دبابات القوات الاسلامية باتجاه مناطق انتشارنا وواجهت بنيران أسلحتنا، كما استهدفوا قواتنا المحاصرة. في هذا المكان كان هناك ملجأ كبير يتجمع فيه كل الضباط الكبار، وإذا أصابه صاروخ إيراني، لكانت مصيبة كبيرة.
كانت القوات الإيرانية على علم تام بهذا المأوى وحاولت عدم إطلاق النار عليه. لأنهم كانوا على دراية بالقوة الموجودة فيه وأرادوا الاستيلاء على هذه المجموعة.
بعد هذا الصراع طلب الإيرانيون من الضباط الإستسلام عبر مكبرات الصوت. ثم جاء أحدهم، وهو يتحدث العربية بطلاقة إلى الملجأ وجلس للتحدث مع الضباط.كان هؤلاء الضباط قد اتصلوا سابقاً بالفرقة الحادية عشرة وسألوهم عن مهمتهم فأُمروا بعدم الاستسلام".
كتب مذكرات المشاركين في الحرب
من جهة أخرى في نفس المجموعة كتب كل من سعيد فخر زاده وأحمد دهقان كتاب "تحرير خرمشهر". عرضت مذكرات الشهيد الفريق علي صياد شيرازي وسيد قاسم ياحسيني "ضيف رصاص الحرب" مذكرات الأسير الإيراني مجيد بنشاخته (سجاديان) المفرج عنه.
كما كتبت مريم شانكي كتاب "في أزقة خرمشهر" الذي يضم مجموعة من الأحاديث التي جرت في عامي 1981 و 1982.
الكتاب "خرمشهر في وثائق الجيش العراقي"، تم في هذا الكتاب فحص وثائق جيش صدام حول غزو مدينة خرمشهر وفترة احتلالها.
في هذا الكتاب تم جمع 130 وثيقة تبين كيف احتل جيش صدام المعتدي هذه المدينة. في نص هذه الوثائق، تم تحديد الأهمية السياسية والعسكرية والدعاية لإحتلال خرمشهر.
وكذلك كتاب "من خامنه إلى خرمشهر" من تأليف اسماعیل اسماعیلي، وهذا الكتاب هو ذكريات مناضل عادي يحاول أن يقدم للجمهور ذكريات من فترة الثورة الإسلامية إلى تحرير خرمشهر.
وكتاب "ابنتي! أصرخي قصة المدينة" من تأليف "حسن بهادران"، وناقش المؤلف في هذا الكتاب ذكريات فتيات أهالي خرمشهر عن تضحية ومقاومة أهل خرمشهر.
وكتاب "أزقة المطر، خرمشهر" للمؤلفة "فاطمة قائدي" في هذا الكتاب، قدمت المؤلفة للجمهور مقاومة الناس في خرمشهر في إطار قصة. وما ورد أعلاه كان مجرد إشارة إلى بعض عناوين الكتب عن خرمشهر. وماذا عن قصة مقاومتنا في خرمشهر واحتلال الصداميين لها وتحريرها .. وهناك كتب أخرى كثيرة لم يرد ذكرها في هذا التقرير، وكتب كثيرة لم تُكتب بعد ولا يجب تأليفها.