رواية سليماني عن انضمام ايران الى الدول الرائدة فضائياً
كيف أصبحت إيران من رواد الفضاء في ظل العقوبات؟
حوار:محمد مهدي همتي
لم يتوقعوا أننا قادرين
الوفاق/ وكان القمر الصناعي "زهره" تحت مسؤولية "شركة الاتصالات الإيرانية". حوالي عام 2001، وقعت هذه الشركة عقدًا مع روسيا، والتي بموجبها كان عليهم إعداد تصميم مبدئي، وقد وفى الروس بوعدهم . لكن الإيرانيين، بسبب افتقارهم للخبرة، كانوا في حيرة بشأن كيفية تقييم هذا التصميم المبدئي.
ونحن بدورنا قدمنا خطتنا على "شركة الاتصالات الإيرانية" عبر مركز "متعال" في البداية، لم تصدق الشركة باننا ايضا يمكننا اجراء تقييم وتقديم تصميم مبدئي خاص بنا. لذلك شرحنا لهم قدرات "متعال" في عدة لقاءات. أخيرًا، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن مجموعة "متعال" يمكنها إجراء التقييمات والتحقيقات. أخيرًا، وفقًا للعقد المبرم بين "متعال" و "شركة الاتصالات الإيرانية"، كان علينا تقييم هذا التصميم المبدئي، الذي يحتوي على حوالي خمسة آلاف صفحة فنية باللغة الإنجليزية. بالطبع، لم نعني الربحية بهذا العقد. كان دافعنا إكمال هذا المشروع. وبهذا الترتيب تم تقسيم العمل على ستين شخصًا كانوا في مجموعة "متعال". قمنا بتشكيل كل المجموعات التي كانت ضرورية، بما في ذلك مجموعة الاتصالات والتحكم والميكانيكية والتدفئة. بعد مرور بعض الوقت، تم إعداد رأي تقني حول جميع أجزاء هذا التصميم المبدئي. وأخيراً عرضنا هذه الآراء على مسؤولي شركة الاتصالات في اجتماع حضره الوزير. كما شارك أبناء "متعال" في اللقاءات التي عقدت مع المسؤولين الروس ودققوا في مشاكل التصميم. كان هذا المشروع أحد أكبر الأعمال التي جعلت "متعال" تنمو من الناحية التقنية ووضع التصاميم. لقد تعلمنا الكثير في هذا القسم. صحيح ان تكلفة المشروع بلغت 30 مليون تومان، لكن الاستفادة التعليمية منه توازي المليارات من التومان.
الدخول في نادي الفضاء
حدد مركز "متعال"، في عقد مشترك مع روسيا، مشروعًا أصبح يعرف بقمر "سينا 1". وبموجب هذا العقد، كان من المفترض أن تصمم شركة إيرانية هذا المشروع وكان من المقرر أن تقوم شركة روسية بإنتاجه. بعد مرور بعض الوقت، تم إطلاق هذا القمر الصناعي بنجاح ووضعه في المدار. من خلال هذا القمر الصناعي "سينا 1" تمكنت إيران من دخول نادي الفضاء.
قبل عام 2006، تم تحديد مشاريع أخرى لإنتاج الأقمار الصناعية الإيرانية. على سبيل المثال، في تلك السنوات، أجريت محادثات مع روسيا، لكن لم يتم الاتفاق عملياَ على إطلاق القمر الى الفضاء . حيث قال الروس إن البلد الذي يصنع الأقمار الصناعية عليه ان يحصل على شهادة دولية لصنع الأقمار الصناعية حتى نتمكن من إطلاقها. مشكلة أخرى كانت موضوع التأمين. عادة، في العالم، تبلغ تكلفة صنع أقمار صناعية بوزن خمسين كيلوغرامًا حوالي ستة ملايين دولار. يتعين عليهم إنفاق حوالي مليون دولار لتأمين نفس القمر الصناعي الذي يبلغ وزنه خمسين كيلوغرامًا، بحيث إذا لم يتم وضع هذا القمر الصناعي في المدار، فإن شركة التأمين ستدفع تكلفة بناء القمر الصناعي. لكن بسبب الحظر المفروض على إيران، لم تقدم لنا شركات التأمين خدماتها. في بعض الأحيان كانوا يطلبوا مبالغ خيالية مقابل ذلك، دون ضمان بوضع القمر الصناعي في المدار! سبب آخر لعدم تأمين الأقمار الصناعية الإيرانية هو أن إيران لم تكن لديها خبرة في بناء الأقمار الصناعية. من الناحية العملية، كان هناك حظر غير مكتوب بموجبه لن تتحمل أي من الدول الأمريكية والأوروبية عبء إطلاق أقمار صناعية إيرانية . في اثناء ذلك كنا قد بدأنا عملًا مشتركًا مع روسيا في عام 2005، على ضوء مشاركة روسيا في إنتاج هذا القمر الصناعي . لذلك وافقت روسيا على اطلاق هذا القمر الصناعي بنجاح. ومع ذلك، فإن ملكية هذا القمر الصناعي ومحطته الأرضية تعود لإيران.
تحقيق المعرفة بإنتاج وإطلاق الأقمار الصناعية
اليوم، يتم انتاج واطلاق الأقمار الصناعية بواسطة ايران . حيث تم بناء القمر الصناعي "أميد" بمساعدة "صا ايران" و "جامعة مالك الاشتر". "أميد" هو ثاني قمر صناعي إيراني يتم وضعه في المدار. هذا القمر الصناعي هو أول قمر صناعي أطلقته إيران. طبعا القمر الصناعي "بشرى العلم والصناعة" كان أكثر نجاحا من كل الأقمار السابقة بسبب الصور التي تمكن من ارسالها إلى الأرض. وتمكن هذا القمر الصناعي البقاء في المدار لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، لكن للاسف فان الأقمار الصناعية السابقة لم تتمكن من ارسال الصور أو اذا تمكنت فانه قد تعذر من الاستفادة منها بسبب كفاءتها الرديئة .