قائد الثورة، على أعتاب إيفاد الحجاج الإيرانيين إلى بيت الله الحرام:

على الحجاج إستعراض وجودهم وقوّتهم ضدّ الكيان الصهيوني

الوفاق/وكالات
أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أنه يجب أن يتم بناء الثقافة في مجال المفاهيم الأصلية والأساسية للحج.
واستقبل قائد الثورة الإسلامية، صباح الأربعاء، جمعاً من المسؤولين والقائمين على شؤون الحج، وذلك على أعتاب إيفاد الحجاج الإيرانيين إلى بيت الله الحرام، حيث تم الإعلان عن بدء إيفاد 89 ألف حاج ايراني من 21 محافظة ايرانية في أواخر شهر أيار/ مايو إلى السعودية.
الهدف الأساسي من الحج
وأكد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة أن يتم بناء الثقافة في مجال المفاهيم الأصلية والأساسية للحج، معتبراً ان الهدف الأساسي من الحج هو توحيد الأمة الإسلامية في مواجهة الكفر والظلم والغطرسة والأصنام البشرية وغير البشرية على مر التاريخ منذ عصر نبينا ابراهيم(عليه السلام). وأضاف سماحته: على مسؤولي الحج أن يفعلوا شيئاً حتى أنه عندما يسمع شبابنا اسم الحج، تتبادر إلى أذهانهم مفاهيم مثل بناء الحضارة، والوحدة الجماعية، والقضاء على التمييز وغيرها، ولهذا أؤكد كما أكد الإمام الخميني(قدس الله سره) سابقاً بضرورة المشاركة في صلاة أهل السنة في المسجد الحرام.
توجيه رسالة ضدّ الكيان الصهيوني
وقال قائد الثورة الاسلامية: ان مشكلة العالم اليوم هي تأثير القوى الإستكبارية، فيجب على الجميع أن يجتمعوا ليعلنوا وجودهم ويعلنوا قوتهم ويحتموا صدورهم مقابل هذه القوى المتغطرسة، لافتاً الى القضية الفلسطينية، داعياً العالم الإسلامي كله الى توجيه رسالة ضد الكيان الصهيوني. وفي إشارة الى أن الحج يظهر الاسلام عملياً أنه يرفض الفروق الموجودة في العالم  كالتمييز العنصري والتمييز الجغرافي والتمييز الطبقي، لفت آية الله الخامنئي الى أن هذه السمات المميزة للإسلام غير موجودة لدى الدول المتحضرة التي تدعي أنها حضارية وهي في الأساس لا تمت للحضارة بصلة في تعاملها مع قضايا التمييز كقضية التمييز العنصري والتمييز العرقي الأوروبي وغير الأوروبي وموضوع المهاجرين بحيث يهتمون بحيواناتهم الأليفة أكثر بكثير من أي شخص غريب يعيش في منطقتهم.
القضاء على التمييز العنصري
وتابع سماحته: إن الإسلام يمارس عملياً القضاء على التمييز العنصري والعرقي في مناسك الحج بحيث يعامل جميع الحجاج من مختلف الأطياف والدول بمساواة فجميعهم جزء من حضارة وتاريخ في هذا العالم، وجميعهم يطوفون ويقومون بأداء مناسك الحج سوياً وجنباً الى جنب دون تمايز بينهم وهذا سر من أسرار الحج.
وتابع قائد الثورة لافتاً الى فلسفة الحج وأسرار تشريعاته مستشهداً بقول للإمام الصادق(عليه السلام): "وَجَعَل فِیهِ الإجتماعَ مِنَ المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ لِیَتَعارَفُوا وَلِتُعْرَفَ آثارُ رسولِ اللهِ وَتُعْرفَ أخبارُهُ وَلا تُنْسی وَلَو کانَ کُلُّ قَوْمٍ إنَّما یَتَّکِلُونَ عَلی بِلادِهِمْ وَما فِیها هَلَکُوا، وَخَرِبَتِ الْبِلادُ وَسَقَطَ الْجَلْبُ وَالأَرْباحُ وَعَمِیَتِ اْلأَخْبارُ وَلَمْ یَقِفُوا عَلَی ذَلِكَ، وَذَلِك عِلَّةُ الْحَجِّ".
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: لا ينبغي إغفال النظرة العالمية والخارجية للمسلمين في مسألة الحج، ويجب أن نكون مطلعين ومدركين لما يحدث في العالم كي لا نصبح ضعفاء ونتجنب تدمير وطننا والمنطقة التي تهمنا وأيضاً نتفادى انخفاض دخلنا القومي. وأكد على أهمية معرفة ماهية عدونا ونقاط ضعفه وقوته وأساليبه وأهدافه.
الكعبة مصدر نهوض المجتمعات البشرية
وفي إشارة إلى الآيات القرآنية، اعتبر قائد الثورة أن الكعبة المشرفة هي مصدر نهوض المجتمعات البشرية واستقرارها، لافتاً إلى الفوائد الدنيوية والآخرة لهذا الواجب العظيم، وقال: إذا لم يكن هناك حج ستنهار الأمة الإسلامية. وقال سماحته: إن الحج حدث دولي وعالمي، مشيراً إلى أن هذه الدعوة الإلهية لـكل الناس لأداء فريضة الحج في كل التاريخ ليكونوا حاضرين في مكان معين وفي أيام محددة تبين الأهداف والفوائد العديدة والموجودة في هذه الدعوة الإلهية. واعتبر قائد الثورة الاسلامیة وحدة الأمة الاسلامية ومواجهة الشياطين المتغطرسة من بين هذه الأهداف، مضيفاً: من الفوائد الدنيوية العديدة للحج أن المسلمين في هذا التجمع الكبير يعلنون وجودهم وقوتهم ضد الكيان الصهيوني ونفوذ القوى المتغطرسة ويحمون أنفسهم ضد ظالمي ومضطهدي العالم. وتابع سماحته: إن الجهل بالعالم هو سبب تدمير أي مجتمع، مؤكداً على ضرورة إطلاع الناس والمسؤولين على أهداف وأساليب وسياسات ونقاط القوة والضعف لدى العدو وأن يأخذوها على محمل الجد.
الدراية بالقضايا العالمية
وأضاف: إنه إذا كنا على دراية بالقضايا العالمية يمكننا أن نفهم الهدف الحقيقي للعدو وسبب إصراره على بعض القضايا، كما هو الحال في كثير من القضايا، كان المسؤولون حذرين وتصرفوا بشكل صحيح بحيث نتيجة لهذا الحذر، أغضب تقدم ايران المميز في القضايا الإقليمية والعالمية أمريكا . ووصف سماحته انتصار الثورة الإسلامية بأنه إعتراف وإحياء جزئي لقدرات فريضة الحج، مشيراً الى ضرورة محاولة إحياء كل هذه القدرات واستغلالها في تحقيق الأهداف الأساسية للحج.
يذكر أنه وفي بداية هذا اللقاء، أوضح ممثل الولي الفقيه و مسؤول بعثة الحج الايرانية حجة الاسلام عبدالفتاح نواب أبعاد شعار حج هذا العام لحجاج إيران تحت عنوان "الحج والتحول القرآني والتقارب الإسلامي ودعم القدس الشريف".

البحث
الأرشيف التاريخي