تم الإعلان مؤخّراً
وفاة 68 ألف أوروبي من البرد في ظلّ صمت إعلامي
الوفاق/ خاص
إنّ الصورة التي تشكّلت في الاذهان خاصّة عند شباب الشرق الأوسط والذين يعيشون في البلدان العربية، عبارة عن صورة متطوّرة جداً حيث يزعمون أنّ الشعوب في أوروبا يعيشون في ظلّ أفضل الإمكانيّات في العالم حيث يحظون بسعادة والتكنولوجيا الحديثة وبلغة سهلة، البعض يزعم أنّ الشباب الأوروبي يملك كلّما يتمنّى الشباب العربي والمسلم أن يملكه في عمره.
حالات الفقر
قمنا سابقاً في الصحيفة بنشر بعض الإحصائيات الرسمية التي صدرت عن الأنظمة الأوروبيّة والأمريكية بشأن الفقر المطلق الذي يعاني منه الكثير من المواطنين الأوروبيّين والذين أحياناً لايملكون قرصا واحداً للأكل طوال اليوم. قامت وكالة الجزيرة للأنباء في عام 2022 بنشر تقرير عن حياة الملايين من المواطنين الاوروبيين والذين تهدّدت حياتهم إثر الفقر الشديد الذي يعانون منه في أوروبا إلى حدٍ ليسوا قادرين على تدفئة بيوتهم. وفي التقرير نفسه: "تظهر أرقام مكتب "يورو ستات" (Euro stat) للإحصائيات التابع للمفوضية الأوروبية أن 35 مليون مواطن أوروبي لم يعودوا قادرين على دفع فاتورة التدفئة في منازلهم، وأن هؤلاء بات عليهم الاختيار بين شراء الأكل أو دفع فاتورة الغاز، وتظهر الأرقام نفسها أن ربع السكان في دولة مثل بلغاريا باتوا غير قادرين على توفير التدفئة لمنازلهم". وهناك إحصائيات رسمية أصدرتها المفوضية الأوروبية والتي تُشير إلى الأرقام والإحصائيات التي ربّما لايُصدّقه البعض.
جاء في الإحصائيات التي تمّت الإشارة إليها أنّه حوالي 2,4 مليون ألماني يعيشون تحت خط الفقر، وفي فرنسا يعيش مليون ونصف المليون تحت خط الفقر، أما المهددون بالنزول تحت هذا الخط فيتجاوز عددهم 3 ملايين فرنسي، أما في إيطاليا فيعاني 3 ملايين مواطن من الفقر، ومثل هذا العدد بات أيضا مهددا بالنزول تحت عتبة الفقر. وهناك تقارير رسمية أصدرتها المراكز الإحصائية الرسمية في أمريكا حيث تُشير إحصائياتهم أنّ الفقر يشمل 12.9% من الأميركيات و10.6% من الأميركيين، أي ما يقرب من 38 مليون مواطن. وتزيد هذه النسب بين الأقليات. ويعيش تحت مستوى خط الفقر ما لا يقل عن 12 مليون طفل، أي ما يقرب من سدس الأطفال الأميركيين، ويحصل 14.3 مليون مواطن على كوبونات حكومية لشراء الطعام المدعم.
68 حالة وفاة إثر البرد
نشرت مجلّة "The Economist" مؤخّراً تقريراً عن حالات الوفاة إثر إجتياح البرد في أوروبا وذلك في ظلّ المقاطعات الأوروبيّة الروسية المتبادلة والتي جاء على خلفيّة تأسيس مقرّات الناتو في أوكرانيا والتي تسببت بإثارة الحرب بين الجارتين الروسية والأوكرانيّة.
و بحسب الأرقام التي ذكرتها مجلة "إكونومست" والتي تهتمّ بالشؤون الإقتصادية والسياسية في العالم أنّ أسعار الكهرباء والغاز للاستخدام المنزلي كانت في الشتاء الماضي في أوروبا أعلى بنسبة 69% و145% مقارنة بالعامين السابقين. ونتيجة لذلك، حثت سلطات الدول الأوروبية مواطنيها على تقليل استهلاك الطاقة، إلا أن العيش في غرف باردة ساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. وأوضحت المجلة أنه تم استخدام معدلات الوفيات الزائدة لتقدير الوفيات في الشتاء الماضي مقارنة بفترات الشتاء السابقة، حيث تمت مقارنة الوفيات الفعلية بعدد الوفيات المتوقعة بناء على بيانات الوفيات بين عامي 2015 و2019 قبل تفشي وباء فيروس كورونا. وكما أوضحت The Economist، تم تسجيل 149 ألف حالة وفاة زائدة بين نوفمبر 2022 وفبراير 2023 في 28 دولة أوروبية شملها الاستطلاع (جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستثناء قبرص ومالطا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة والنرويج وسويسرا)، مما يشير إلى نمو المؤشر بنسبة 7.8%. وفي قسم من هذا التقرير أشارت المجلّة إلى أنّ "ومن أجل فصل الوفيات الناجمة عن أزمة الطاقة عن الوفيات الناجمة عن عوامل أخرى، وضع خبراء المجلة نموذجا إحصائيا يعتمد على التركيبة السكانية لـ 28 دولة، وعدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا حتى ديسمبر 2022، وعدم الإبلاغ التاريخي عن هذه الوفيات. وفقا للمجلة، أدت زيادة الأسعار بنحو 0.1 يورو لكل كيلوواط / ساعة إلى زيادة الوفيات الأسبوعية بنحو 2.2%. ووفقا لنموذج الإيكونوميست، لو كانت تكلفة الكهرباء نفس الشتاء الماضي كما كانت في عام 2020، لكان هناك 68 ألف حالة وفاة أقل في أوروبا".