كيف تغير العالم.. رياديو الأعمال الاجتماعية وفعالية الأفكار الجدية
هل من الممكن اجتثاث الفقر، ونشر الرعاية الصحية في كل ركن من أركان العالم؟ والتأكد من أن كل طفل في كل دولة يتلقى تعليماً جيداً؟ قد تبدو هذه الرؤى بعيدة المنال في الوقت الحاضر، إلا أنّ القصص في هذا الكتاب تبين أنه بإمكاننا في الواقع أن نغير العالم بطرق تبدو غير معقولة. هناك سجل خفي يتكشف اليوم: مشهدٌ آخذ في الظهور لرواد يقدمون حلولاً ذات قدرة على تغيير الحياة في كافة أنحاء العالم.
إننا نسمع القليل عنهم، ففي الواقع أنّ معظم الأخبار تركز على الاضطرابات في العالم، ومن الجلي أن العالم يواجه مخاطر وتحديات كثيرة، ولا بد لنا من أن نعرف عنها. ولكن بينما يتم إغراقنا بقصص عن العنف والفساد وانعدام الكفاءة، نسمع القليل نسبياً عن نضال ونجاحات الأشخاص الذين يساعدون على تقديم تغييرات إيجابية. إنّ نسبة المعلومات في وسائل الإعلام التي تركز على المشاكل، مقارنة بالمعلومات التي تركز على المشاكل، مقارنة بالمعلومات التي تركز على الحل، هي نسبة غير متوازنة نهائياً، إنها تقدم صورة مشوهة للواقع، وتعمل على تثبيط المعنويات وتحرم الناس من المعرفة التي يحتاجونها لكي يقيموا المخاطر بشكل ملائم، ولكي يتعرفوا على الفرص.
يروي هذه الكتاب قصص ريادي أعمال اجتماعية يساعدون في تقديم حلول منهجية لمشاكل اجتماعية كبرى. ولقد أصبح كتاب ديفيد بورنستاين كيف تغير العالم، الذي تم نشره الآن في أكثر من عشرين دولة، الكتاب المقدس في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية – الذي يجد فيه رجال ونساء، من كافة أنحاء العالم، حلولاً مبتكرة لمجموعة متنوعة جداً من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. ويقوم رياديو الأعمال الاجتماعية، سواء من خلال توفير الطاقة الشمسية في القرى البرازيلية أو التوسع في فرص العمل للأشخاص المعاقين في كافة أنحاء الهند أو إيجاد شبكة وكالات رعاية منزلية لخدمة الفقراء المصابين بمرض الإيدز في جنوب إفريقيا أو تضييق فجوة الوصول إلى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، بإدخال نماذج رائدة لحل المشاكل. ويقدم كتاب كيف تغير العالم لمحات حية عن الكثير من مثل هؤلاء الأفراد وما لديهم من قواسم مشتركة. إنّ هذا الكتاب هو كتاب البحث عن التفوق لتقديم مبادرات اجتماعية وقصص شخصية متشابكة وحكايات وتحاليل. وسوف يكتشف القراء كيف يستطيع شخص واحد أن يحدث فرقاً مذهلاً في العالم. يبين هذا الكتاب كيف توسع مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية، وتكشف للعيان في السنوات الأخيرة. وقد سعى أناس من كافة فئات المجتمع، من الطلاب إلى كبار رجال الأعمال ومن المهنيين إلى المتقاعدين من جيل الزيادة المفاجئة في الولادات، إلى صياغة سير حياة مهنية جديدة كمبتكرين اجتماعيين، مزيلين الحدود بين العمل التجاري والعمل الاجتماعي.