منعطف مهم في تاريخ الديمقراطية التركية
الوفاق/وكالات
أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية أحمد ينار الجمعة أن النتائج غير النهائية للانتخابات العامة والرئاسية المقررة غد الأحد، ستُعلن مساء يوم الاقتراع نفسه، في حين أكد أردوغان أنّهم سيبدؤون مئوية تركيا بعد الانتخابات. وقال ينار للأناضول: إن الهيئة ستعلن النتائج غير النهائية للانتخابات في مساء يوم التصويت نفسه كما هو معتاد.
وأضاف أن الهيئة أكملت استعداداتها للانتخابات العامة والرئاسية المقررة الأحد المقبل، واتخذت كافة التدابير للحفاظ على سلامة سير عملية الاقتراع. ولفت إلى أن الانتخابات المرتقبة تشكّل منعطفا مهما في تاريخ الديمقراطية التركية، كونها تشهد أكبر مشاركة للأحزاب السياسية على الإطلاق.
إتخاذ كافة التدابير
وأشار إلى اتخاذ الهيئة كافة التدابير المتعلقة بانقطاع التيار الكهربائي أو الهجمات الإلكترونية أثناء الاقتراع وفرز الأصوات. وأوضح أن الهيئة أكملت توزيع البطاقات الانتخابية على مراكز الاقتراع. وفيما يتعلق بمراكز الاقتراع في منطقة الزلزال، ذكر ينار أن الهيئة اتخذت تدابيرها بإقامة صناديق التصويت داخل كرافانات (منازل مسبقة الصنع) أنشئت في حدائق المدارس المتضررة جراء الزلزال. وأضاف أن الهيئة ستتيح التصويت للناخبين الذين غادروا منطقة الزلزال في المدن التي يقيمون فيها حاليا. وتشهد تركيا الأحد القادم انتخابات برلمانية ورئاسية يتنافس فيها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان مرشحا عن تحالف الشعب، وكمال كليجدار أوغلو مرشحا عن تحالف الأمة، وسنان أوغان مرشحا عن تحالف الأجداد.
مئوية تركيا
من ناحية أخرى، أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أنّهم سيبدؤون مرحلة مئوية تركيا بعد 14 مايو/أيار الحالي، موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد. وفي تغريدة على تويتر، أشار الرئيس التركي إلى أنهم على مدى 21 عاما أسسوا البنية التحتية في كافة المجالات استعدادا لمئوية تركيا. وخاطب الرئيس التركي الشعب قائلا "كما فعلناها على مدى 21 عاما، سننجح من جديد بدعمكم ودعائكم". وشدّد أردوغان على مواصلتهم تقديم الخدمات والاستثمارات لتركيا ومدنها، ولـ85 مليون مواطن. وفي السياق، اتهم كمال كليجدار أوغلو، المنافس الرئيسي لرجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية، روسيا بالمسؤولية عن نشر محتوى زائف على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت قبل التصويت الذي سيجري يوم الأحد. ولم يحدد كليجدار أوغلو المحتوى الذي يشير إليه.
تدخّل أمريكي
الى ذلك، صرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في الانتخابات الرئاسية بتركيا المزمع إجراؤها 14 مايو الجاري. ويشتهر صويلو بتصريحاته القاسية ضد الغرب، حيث اتهم الولايات المتحدة الأمريكية في السابق بمحاولة إقامة دولة إرهابية على حدود البلاد، عقب الهجوم الإرهابي في إسطنبول العام الماضي، وقال إن أنقرة لا تقبل تعازي واشنطن. وفي لقاء مع الشباب، قال إن الولايات المتحدة "ما زالت تفقد سمعتها" والعالم كله "يكره الولايات المتحدة الأمريكية"، وأوروبا ليست سوى "بيدق" للولايات المتحدة، واتهم صويلو الولايات المتحدة، الأربعاء، بمحاولة التدخل في انتخابات البلاد.
إنسحاب مرشحين
والخميس انسحب المرشح محرم إينجه من السباق الرئاسي، وأرجع السبب إلى ما وصفه بأنه "اغتيال معنوي" لشخصه عبر الإنترنت لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل. واتهم كليجدار أوغلو "الأصدقاء الروس" لتركيا بالمسؤولية عن "نشر… محتوى باستخدام التزييف العميق". وقال في تغريدة على تويتر مساء الخميس باللغتين التركية والروسية "إن أردتم استمرار صداقتنا بعد 15 مايو/أيار الحالي، فارفعوا أيديكم عن الدولة التركية. ما زلنا نفضل التعاون والصداقة". وقد نفى الكرملين "بشدة" الاتهامات التي وجهها كليجدار أوغلو بشأن التدخل في الانتخابات التركية.
مزاعم التدخل الروسي
وقال الكرملين الجمعة: إن المزاعم بأن روسيا تتدخل في الانتخابات الرئاسية التركية باطلة ويلفقها كذابون. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الأشخاص الذين نقلوا مثل هذه المزاعم إلى كليجدار أوغلو كذابون، وإن روسيا تثمن جدا علاقاتها مع تركيا. وتربط موسكو وأنقرة علاقات وثيقة، إذ إن روسيا هي أكبر موردي الطاقة إلى تركيا. ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع أردوغان بشكل متكرر حول عدد من القضايا منها الطاقة والحرب في أوكرانيا وفي سوريا.