الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثلاثون - ١١ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثلاثون - ١١ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

رئيس ملتقى النجف الأشرف الثقافي احمد رضا المؤمن للوفاق:

التربية السياسية بإمكانها تخريج جيل واعٍ لمواجهة المؤامرات

سهامه مجلسي
المواكب لهذا العصر بجميع همومه وتجلياته وواقعه، يوقن بأهمية التربية السياسية للشباب المسلم، فالشباب هم عدة الحاضر، وقادة المستقبل، وأمل الأمة المسلمة. ويزداد اهتمامنا بضرورة التطرق للتربية السياسية في زمن تداعت فيه الأمم الكافرة على أمَّتنا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فأصبح الكل يتناوشها باستئذان وبدونه من كل حدب وصوب، فالحاجة تستدعي تلك التربية المؤمنة بالله تعالى والشاهدة على هذا العصر بأحداثه ووقائعه.
ان تنمية الخبرة المعرفيَّة والسلوكيَّة لدى الشباب على مزاولة شؤون السياسة وما ينتج عنها، وإدراك الآليات التي يمكن لهم من خلالها إدارة شؤون المجتمع،  لكي يكون الشباب فاعلين في مجتمعهم، مؤدين لوظيفتهم التي خلقهم الله تعالى لها بعد عبادة الله وهي إدارة الأرض وعمارتها بدين الإسلام وحضارته.
ومن أهمِّ الوسائل المعينة في التربية السياسية؛ خلق حالة من التوعية التربوية المتزامنة مع تطور الشباب سنة فأخرى بنشر ثقافة الأمر والنهي والإرشاد، إضافة إلى الترتيبات الإدارية والنظامية التي تؤدي إلى تحقيق مصالح الرعية وجلب المنافع لهم ودفع المضار عنهم، وفي هذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع رئيس ملتقى النجف الاشرف الثقافي الاستاذ أحمد رضا المؤمن وفيما يلي نص الحوار:

ما هي أهمية التبادل الثقافي بين الجيل الجديد والقديم؟
الكثير من الأمور التي يمكن للجيل الجديد ان يستفيد منها من الاجيال السابقة، خصوصاً التجارب والخبرات وكلما كانت العلاقات العائلية والإجتماعية سليمة وقوية كلما كان التبادل أكبر وأعمق تأثيراً، وهو أمر بالغ الأهمية في عصرنا الحاضر لأن حالة التبادل المعرفي والثقافي وتبادل الخبرات أصبح مهدداً بفعل الإنفتاح التكنولوجي في العالم وحلول البدائل عن الأسرة والقدوة الصالحة. لذلك نجد أن أكثر من يتبادل الخبرات مع الأجيال القديمة هم الآباء والأجداد الذين تربطهم علاقة طيبة مع أبنائهم وأحفادهم وحالة التوافق والتفاهم والإنسجام وهو ما يجب أن تحرص عليه المؤسسات الثقافية والإجتماعية لضمان إستمرار وحصول التبادل الإيجابي بكل أشكاله بين الأجيال القديمة والجديدة .
ما هو أهم ما يميز الشباب كقوة تغيير مجتمعية؟
الشباب طاقة إجتماعية هائلة تتصف بالقوة والعاطفة وحداثة التجربة الحياتية، وبالتالي يسهل توجيه وإستثمار هذه الصفات وتنميتها وتطويرها لجعله عبارة عن مشروع بشري ناجح قادر على التأثير الإيجابي خصوصاً وأن الخبرات التي يكتسبها الشاب تبقى محفوظة لديه للكبر .
 ما أهمية التربية السياسية وضرورتها في العصر الحديث؟
التربية السياسية اليوم مهمة جداً إلى درجة يمكنني وصف أي شخص يفتقر للثقافة والتربية السياسية بأنه (أمّي) مهما إمتلك من شهادات عليا وتفوق في أي صنف من العلوم والمعارف .
التربية السياسية (الصحيحة) بإمكانها تخريج جيل واعي قادر على المشاركة بالقرار السياسي في البلد واليقظة أمام أي مؤامرة قادمة والإستعداد والعمل على التصدي لها بالموقف المناسب .
ما هي أهداف التربية السياسية للشباب ؟
ينبغي أن تتركز التربية السياسية على ضرورة معرفة الرأي العام والخاص بخفايا الحكومات وطبيعة وتعقيدات الأجهزة الأمنية والعسكرية وحتى المخابراتية لأجل فهم ما يجري وقراءة ما بين السطور. وكما قال الامام الخميني"رض" فإن (الدين هو السياسة والسياسة هي الدين) وهو ما يحتاج الى تنمية بشرية وإستثمار في طاقات الشباب ليساهموا في حماية اوطانهم واعمارها وتطويرها ولا يغفل عن اعداء الدين والوطن بفضل ما لديه من تربية سياسية زرعت فيه القدرة على تطوير وتقدم التنمية في البلدان العربية التي تعاني من الجهل السياسي والغزو الثقافي والدكتاتوريات الحاكمة .
ما هي الخطوات المطلوبة لنشر الثقافة السياسية بين أفراد المجتمع؟
لعل أول وأهم هذه الخطوات هي ضرورة العمل على تأسيس تنظيمات وروابط ومؤسسات وملتقيات ثقافية تعمل على نشر وتأصيل الثقافة السياسية الصادقة والوعي السياسي المقاوم الشجاع الذي لا يخشى الحكومات والأنظمة المستبدة والعميلة . كما يجب العمل حثيثاً على ربط الشباب بالحوزات المجاهدة والعلماء الربانيين الذين يتحركون على خط المقاومة والممانعة والوعي والإصلاح لأن ذلك من شأنه ربط الشباب والمجتمع ببوصلة أمينة تقودهم إلى بر الأمان .
ما هي أدوات تفعيل كل ذلك برأيكم؟
أمور كثيرة لعل أهمها العمل على تقوية العلاقة بين الشباب والكتاب والحرص على حضور الملتقيات والمناسبات ذات المضمون السليم، كما أن من الضروري أن يتم طرح القضايا المعاصرة من تحديات فكرية وثقافية والإنخراط في مناقشتها والرد على إشكالاتها ليتحول الفرد الواحد إلى (قائد إجتماعي) يمكنه أن يكون مصدر إلهام وأمان لمن حوله في أي حراك إجتماعي وفكري في المستقبل .
ماذا عن المشاركة السياسية في الأحزاب والتنظيمات السياسية؟
التنظيمات السياسية (الأحزاب) مهمة جداً في تنظيم وتوجيه وإستثمار طاقات الشباب وكما قال آية الله الشهيد السيد محمد حسين بهشتي: (الحزب معبدي) فهو نظام إجتماعي متطور من شأنه أن تثمر فيه الجهود وتنتظم بشكل مؤثر على الواقع الإجتماعي عموماً. لكن ذلك كله مشروط بهوية الحزب الفكرية وسلامة أهدافه ورسالته وأدواته بالإضافة إلى ضرورة إحراز صلاح وكفاءة قيادات هذه الأحزاب والتنظيمات، وإلا فالبقاء بدون إنتماء للأحزاب أولى وأكثر نفعاً وسهولة بالتحرك والتأثير في حال عدم وجود هاتين
النقطتين.
ماذا عن شيطنة السياسة التي يمارسها البعض ومحاولة تنفير المجتمع من السياسة والسياسيين؟
هذا الأمر يحتاج إلى جهود منظمة ومدروسة وكما قال الامام علي(ع): (الله الله في نظم أموركم ..) فالعمل المؤسساتي والجماعي الناجح والمدروس من شأنه أن يجذب الشباب ويؤثر بالمجتمع بحيث يجعلهم يمتلكون الوعي الكافي لأهمية السياسة والعمل السياسي وإدراك أهميته في إصلاح وتطوير وحماية الأمة والمجتمع من الأعداء أياً  كانت هويتهم وسلاحهم. لا بد من توعية المجتمع عموماً والشباب منهم خصوصاً بحقيقة خطيرة وأساسية هي أننا لا يصح أبداً أن نترك الساحة (السياسية) فارغة يتحكم ويتصرف بها الأعداء أو الجهلة كما يشاؤون ويشتهون فلا بد أن تكون للشباب المسلم الواعي المجاهد المؤمن الكلمة العليا والمؤثرة في الواقع السياسي لبلدانهم .
كيف يمكن الأستفادة من فكر أهل البيت "ع" في تحقيق ثقافة سياسية صالحة للمجتمع؟
أهل البيت عليهم السلام هم النبع الصافي والآمن في كل زمان ومكان وهم سبب كل خير وصلاح في أي مجتمع يتمسك بهم وبنهجهم، ويمكن الإستفادة من هدى كلامهم وسيرتهم والكلام والأمثلة في ذلك كثيرة جداً لا يسع المقام لشرحها لكن كمثال على ذلك يمكننا الإستفادة من قول الإمام الحسن المجتبى(ع): (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) فهذا القول العظيم يمكن إعتماده كمنهج وإسلوب حياة يحقق التوازن بين العمل الدنيوي والأخروي وأهمية التخطيط للمستقبل .

 

البحث
الأرشيف التاريخي