الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وثلاثون - ١٠ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وثلاثون - ١٠ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

الفنان اللبناني «عبد الحليم حمود» للوفاق:

الكاريكاتير فن مقاوم وصوت لرفض أي هيمنة

الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته

الفن هو جزء رئيسي من حياة البشر وله تأثير كبير عميق في النفوس، وفن الكاريكاتير هو من أقوى أساليب الفنون أثراً وتأثيراً سريعاً مباشراً على البصر والذهن.. ومن جهة أخرى للكاريكاتير واجب كبير ومهمة رئيسية في نشر الثقافة وزيادة الوعي ونقد الحدث بطريقة التعبير المقاوم.
هو في منشئه وحقيقته فن ساخر، أُخرج للتهكم أو السخرية من مواقف متناقضة أو غبية أو مجالات نقدية.. هكذا اشتهر وانتشر، لكن الظروف والأحوال والأهوال تختلف وتتباين وتتراكم بين بشر وبشر، بين شعوب وأمم، حتى يفرز كل مجتمع طابعه الخاص ومزيجه المميز، ومن الفنانين النشطين في هذا المجال هو الفنان والروائي اللبناني "عبدالحليم حمود" الذي كانت الانطلاقة الأولى له مع فنّ الكاريكاتير في مجلة العواصف ثم العهد والبلاد، متأثراً بشخصية حنظلة لناجي العلي. جرأة الكاريكاتوري وتهكّمه موجودة في أعماله، وقد انتج عدداً كبيراً من اللوحات، فنظم معارض كثيرة في لبنان وخارجها، وشاركت أعماله في معارض عربية وعالمية، وعمل في قنوات تلفزيونية عديدة متنقلاً بين رسم الكاريكاتور، وتقديم البرامج وكتابة المسلسلات، لديه ما يزيد عن مئة وخمسة كتب ومؤلف موزعين بين الإعلام، علم السيمياء، الرواية، التنمية البشرية وألبومات لرسوماته الكاريكاتورية، له في الشعر عدّة دواوين، وكذلك في الرواية، ويعمل كأستاذ جامعي، حيث يدرّس مادة السيمياء في جامعة USAL، لكنه في الكاريكاتور تحديداً قدّم كل شيء لهذا الفن، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً معه، وفيما يلي
 نص الحوار:
تأثير رسومات ناجي العلي
هكذا يتحدث لنا الأستاذ "عبدالحليم حمود" عن نشاطاته: تفتح وعيي على رسومات الشهيد ناجي العلي في صحيفة السفير حيث كانت تدخل منزلنا فترة الحرب اللبنانية منتصف الثمانينيات و كنت وقته في التاسعة او العاشرة من عمري، كان يلفتني ذلك الطفل الصغير عند زاوية رسومات ناجي العلي الذي اكتشفت فيما بعد أن له إسم وهو حنظلة، طبعا كانت رسومات ناجي مرتبطة بقضايا المقاومة، من فلسطين إلى لبنان الى فيتنام وإلى كل البؤر المقاومة والتحدي ونعرف أن الكرة الأرضية مقسومة إلى خطين وطريقتين بالحياة وعند عمر الـ 16 تقريباً، بدأت برسم الكاريكاتير وقدّمته لعدة مؤسسات صحفية وبدأت مع جريدة أو مجلة العواصف لفترة قصيرة، وثم كانت انطلاقتي الفعلية مع جريدة العهد الناطقة باسم المقاومة، بعدها مجلة البلاد إلى أن عملت كرسّام يومي في جريدة اللواء وكنت بعمر الـ 18، أقمت معرضي الأول أيضاً بهذا الوقت سنة 1992 يعني من 31 سنة من الآن، فيما بعد تنوّعت مجالات عملي بالكاريكاتير ووصلت إلى الكاريكاتير التلفزيوني وشاركت بعدة معارض عالمية بإيران وتركيا وإيطاليا وقطر وضمن الداخل أيضاً كان عندي مشاركات، ثم كان لي مساهمة بالكاريكاتير التلفزيوني عبر تلفزيون المنار وقدّمت رسومات لمحطات تلفزيونية منها الجديد والميادين وإم بي سي و بهذا الوقت أيضاً عملت بحقل الكتابة كصحافي وصدرت لي عدة مجموعات كتبية من قبل عدة مجموعات نشر ومؤلفات ليأخذ مساري خطين، خط أخصه بالرسم وخط آخر متعلق بالكتابة والإعلام.
الكاريكاتير فن مقاوم بامتياز
وعندما طلبنا منه أن يبدي لنا رأيه حول أن الكاريكاتير كفن من فنون المقاومة ودوره في هذا المجال، فيقول حمود: فن الكاريكاتير هو فن مقاوم بامتياز لأن المحاولات الأولى والإرهاصات الأولى للكاريكاتير بالعالم كانت عبارة عن تحديات وكانت تُقام وتنفّذ من قبل طبقة مظلومة كادحة متعرضة لـلهيمنة وكان الكاريكاتير أحد أساليب الرفض من خلال التهكم ونحن نعرف البعد السايكولوجي عندما تجسّد خصمك وتسخر منه فأنت عملياً تدخل قوة وكأنك تقبض عليه مثل تلك الرسومات التي أكتشفت للإنسان الأول بالمغارات التي فيها رسومات للوحوش، وكأنه نروّض خصمنا لما نرسمه أمامنا كأننا نسيطر عليه بخطوطنا نضعه أمامنا، على مستوى منطقتنا لا شك كان الكاريكاتير فعل مقاوم وتجربتي من البدايات أخذت هذا الخط لطبيعة عملي ضمن مراكز الصراع ضد الإسرائيلي ومن خلفه، فكانت هذه الأعمال هي صوت من الأصوات الرافضة لأي عملية هيمنة وإسقاط للآخر علينا، فكانت فترة النضال الرومانسي حيث السقط الثوري بالعمل، وفيما بعد ربما تذهب الكاريكاتيرات نحو الفلسفي والكوميديا السوداء لكن بتلك الحقبة كان الكاريكاتير ولايزال هو عنوان للمقاومة والتحدي وأحد الأشكال التي تكون مع الصورة ومع الحرف، للايصال الرسالي ولطالما كان أي عمل دعائي أوتعبوي يحتاج لأكثر من وسيلة تعبير، الكاريكاتير أفضل لأنه يدخل بلطف إلى الوعي واللاوعي، لأنه لا يحتاج لكلام كثير والعين تحب المفارقة والنِسَب المتفاوتة للشكل الذي نرسمه وأيضاً للمبالغة التي تقدّم في الموضوع.
عمل تهكمي مبني على المفارقات البصرية
ويتابع عبدالحليم حمود: الكاريكاتير كعنوانه مثل الكاميرا، مثل الصحافة، لا يحمل بذاته رسالة، إنما علينا أن ننظر بيد مَن موجودة هذه الأداة فإذا كان الرسام يميني يحمل قناعات عنصرية وسوف يرسم كاريكاتيرا عنصريا وإذا يكون يساري سيكون للرسم كذلك، وإن كان رأسمالي سيكون كذلك، وإذا كان منحازا إلى المصارف هو كذلك، وإذا كان منحازا إلى قضايا إنسانية مقاومة عادلة فهو كذلك، والكاريكاتير بذاته لا يحمل خاصّية، لكن إذا ما فلسفنا فكرة الكاريكاتير، هو عمل تهكمي مبني على المفارقات البصرية، يحمل رسائل أحياناً مباشرة وأحيانا رمزية وغالباً ما يُحسن التحايل على الرقيب لأنه يقدم رسائل لن نستطيع ضبطها فكان خير وسيلة لإيصال المضمون الذي يريده بعيداً عن مقص الرقيب.
التطرق إلى موضوعات مختلفة
وحول الموضوعات التي يتطرق إليها غالباً في رسوماته، يقول حمود: على مستواي الشخصي رسمت الكاريكاتير السياسي والثقافي والرياضي وأيضاً الكاريكاتير الفني المرتبط بالدراما التلفزيونية وحتى الإذاعية فكنت مواكبا لعدة عناوين بالحياة نسبة للأماكن الصحافية التي أعمل بها وكانت متنوعة ما بين يومية وأسبوعية وشهرية أو حتى تلفزيونية وضمن التلفزيون رسمت للأطفال ، إلى نشرة الأخبار، على مستوى السياسة، فبالطبع كانت التجربة حافلة بكل هذا الأمر وصدر لي عشر مجموعات أو ألبومات كاريكاتيرية لي تتضمن بعض الرسومات التي كنت أُنفذها بالصحافة وأيضاً هناك مجموعة أو كتاب فقط كان بُرترة وهو رسم لوجوه سياسية وثقافية وفنية.
الكاريكاتير إبن الجريدة ورائحة الحبر
وفيما يتعلق بتطور الكاريكاتير ومدى تأثير وفاعليته هكذا يتحدث الفنان حمود: الكاريكاتير اليوم يواجه تحديات كبرى، بعد إندثار أو ذهاب الصحافة الورقية إلى أن تصبح من التاريخ على حسب ما نرى، فالكاريكاتير كان ولايزال إبن رسمي وشرعي للصحافة المطبوعة، بل إبن الجريدة، إبن رائحة الحبر، والتحولات التكنولوجية أثّرت على هذا الفن، واتجه بعض الرسامين حتى التقنيين لأن يرسموا من خلال الكمبيوتر وأعمالهم رسوما جيدة وهذه التكنولوجيا خدمت فن الكاريكاتير، لكن ثمة شيء من الجزء الحميمي بالنفس نفقده لأننا أصلاً فقدنا أو نفقد جريدة الصباح بمعناها الجميل الرومانسي كما هو متخيّل، لذلك اليوم عليك أن تدخل إلى موقع ثمّ تشاهد الخانات التي يقدّمها فقط تقرأ كلمة كاريكاتير فتنقر عليها، فتجد أيقونة صغيرة للكاريكاتير عليك أن تنقر عليها فتكبر الصورة فتشاهدها، هذه الآلية ليست حميمية وليست سريعة وليست بلطف أن تحمل جريدة وتُقلّب الصفحات، وكأنّك تصنع مزاج الصباح مع فنجان القهوة والراديو، اليوم الكاريكاتير يفقد واحدة من سِماته، الآن وسائل التواصل تؤمّن لرسام الكاريكاتير إنتشار أكبر بمعنى أنه فقط لو لم يعمل بصحيفة، ولو أنه فقط يرسم على صفحته وعلى وسيلة التواصل ينتشر ويصل إلى نسبة كبيرة من الناس وهنا يكون الرسم أجرأ لأنه بالغالب مُتفلت أو لا يوجد أي عنوان ويرسم ما يراه مناسباً، اللهم إلا إذا تقاطع مع حريات الأفراد الآخرين وخصوصياتهم والقضاء هو الذي يحسم الأمر.  
تميّز الكاريكاتير الإيراني
لا أستطيع أن أشير لفن الكاريكاتير في إيران، واليوم إيران هي من أهم البلدان في العالم في إنتاج الرسم الكاريكاتيري على المستوى التقني والفكري ومستوى إحتضان الفئة الشبابية وهي كثيرة وهناك أسماء أصبحت عالمية على مستوى الكاريكاتير في إيران، ولا ننسى بيت الكاريكاتير بإيران الذي يجمع أكبر كَم ونسبة من الفنانين وهناك موقع لهذه المجموعة وبالمئات هناك روّاد، وهناك انفتاح على أسماء ثانية بالعالم من خلال الصفحات التي تقدمها الموقع، اليوم الكاريكاتير الإيراني يتميّز بالجانب الذهني، الفكري والفلسفي، والتأملي، وكأنه إستطاع فعلا أن يُشبه الزمن فماعاد فقط يعتمد على الكاريكاتير المفارقة بين الطويل والقصير، والنحيل والسمين، وغيرها من المفارقات البصرية، لذلك لا أستطيع إلا أن أشير بالكاريكاتير الإيراني كفن بمستوى عالمي و رائد.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي